الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سيحل لغز (محمد يرث ومحمد يرث ومحمد لا يرث ) في عراق اليوم؟

قحطان محمد صالح الهيتي

2015 / 4 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


خلاصة القصة هي أن رجلا كان له ثلاثة أبناء، وكان يشك في أن أحدهم ليس من صلبه. وقبل وفاته أوصى قائلا:( محمد يرث، ومحمد يرث، ومحمد لا يرث) ومات حاملا سره معه.

أختلف الأبناء الثلاثة على أي من منهم الذي لا يرث. ولم يكن لهم إلا الاحتكام الى (العارفة) القاضي العشائري، فذهبوا اليه وأخبروه بوصية والدهم فأمهلهم لما بعد العشاء. واحضر لهم المأدبة وجلسوا يأكلون، ولكن القاضي لم يقعد ليأكل معهم، بل وقف يتنصت على كلامهم وهم لا يرونه. وبينما هم يأكلون قال الأول: هذا اللحم الذي نتناوله لحم كلب، وقال الثاني: هذا الخبز خبزته امرأة حامل. وقال الثالث: إن مُضيِّفنا ابن حرام.

كاد القاضي ان يفقد عقله، ولكنه أراد أن يتأكد مما قاله الثلاثة، وهم لم يشاهدوا لا الذبيحة، ولا من خبزت الخبز، ولا أمه. فذهب يبحث عن الراعي وسأله عن الذبيحة التي احضرها من الغنم لتكون طعاما لضيوفه، فأجابه الراعي بأنه خروف ماتت امه وحَنَت عليه الكلبة فرضع منها. ثم ذهب ً للمرآة التي خبزت الخبز وسألها، فأقرت له بحملها في الشهور الأولى. بعدها ذهب الى أمه وهددها بأنه سيقتل نفسه إن لم تقل له ابن مَن هو؟ عندها اعترفت له بأنها غلطت مع أحد رعاة والده فحملت به.

وقبل أن يقضي القاضي بالقضية أراد أن يعرف كيف عرف هؤلاء الثلاثة بهذه المعلومات، سأل القاضي كلا منهم عن كيفية معرفته بما قال، فقال الأول: إن لحم الغنم والماعز والجمل والبقر جميعها تكون حسب الترتيب التالي (عظم – لحم – شحم) إلا الكلب فيكون حسب الترتيب التالي (عظم-شحم – لحم)؛ لذلك عرفت أنه لحم كلب.

وقال الثاني: لأن الخبز الذي قدم لنا كان سميكا من جانب ورفيعا من الجانب الآخر، وذلك لا يحدث إلا إذا كان هناك ما يعيق المرأة من الوصول إليه، كالبطن الكبير نتيجة للحمل، ومن هذا عرفت أن المرأة كانت حاملا.

ثم قال الثالث: لقد اكرمتنا وكلفت نفسك كثيرا، ولكنك ارسلت الطعام لنا وتركتنا نأكل وحدنا، وكنت تتنصت على ما نقول، وقد جرت عادة العرب ان يجالس صاحب البيت ضيفه ويؤانسه مرحبا به، وبما أنك لم تقم بذلك اعتقدت أنك ابن حرام لأن هذه الصفة لا تكون إلا في الأشخاص الذين ولدوا بالزنا.

وبعد أن استمع القاضي لما قاله الثلاثة قرر بأن الأول والثاني يرثان، وأن الثالث لا يرث قائلا له: أنت (محمد) الذي لا يرث من بين أخوتك لأنك ابن زنا فلا يعرف ابن الحرام الا ابن حرام مثله.

أوجزت هذه الحكاية لكم، وربما سمع بها الكثير منكم دون أن يعرف أصل الحكاية. هذه القصة صارت مثلا عند أغلب الناس ومنهم السياسيون والقادة والشيوخ، وما اكثرهم اليوم وهم يسعون لنيل نصيبهم من من المكاسب ظنّاً منهم أنها ميراث لهم وليس فيهم وبينهم (محمد الذي لا يرث)، ومثل هؤلاء الثلاثة في العراق اليوم (ثلاثيات) كثيرة، بل حيتان كبيرة يحتجون به للحصول على الجاه والمال والمنصب. فالرؤساء ثلاثة، للجمهورية والنواب والوزراء. ونواب رئيس الجمهورية ثلاثة، ونواب رئيس الوزراء ثلاثة، ووكلاء الوزارات ثلاثة. والطوائف والقوميات ثلاثة: سنة وشيعة وكورد. والطامعون في العراق ثلاثة: عرب وترك وفرس. وكلهم يدعون أنهم ليسوا أبناء حرام، ويريدون حصتهم من الميراث لأنهم من صلب العراق لا أولاد زنا. أسال العراقيين جميعا أيا من هؤلاء الثلاثة يرث وأي منهم لا يرث؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد تأكيد مقتل هاشم صفي الدين.. ما تأثير ذلك على حزب الله؟


.. الجيش الإسرائيلي يرصد صاروخين في منطقة حيفا




.. سقوط عدد من الصواريخ أطلقت من جنوب لبنان على منطقة روش بينا


.. استشهاد طفل إثر إطلاق الاحتلال صاروخا على مدرسة لنازحين بدير




.. كولومبيا وإسبانيا تجليان رعاياهما من لبنان