الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل قرأ النجار وثابت تاريخ الصحافة العالمية ؟

محمد القصبي

2015 / 4 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


كاتبنا الجميل الأستاذ أحمد النجار رئيس مجلس إدارة الأهرام يتسم - كما يبدو جليا في كتاباته – بموسوعيته المعرفية ..لذا لايخفى عليه طبيعة الرحم السياسي والتقني الذي انبثقت منه الصحافة العالمية ودلالات الأسماء التي أطلقت على المطبوعات الصحفية ..فإن عانى من أنيميا معلوماتية في هذا الشأن فلديه مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في مؤسسة الأهرام الذي لن يتوانى عن أن يضع بين يديه أدق جزئيات التفاصيل التي أحاطت بميلاد الصحافة ونموها وازدهارها عبر خمسة قرون..وهو المركز الذي كان كريما.. ومنذ إنشائه عام 1968 حتى مع الأجهزة السيادية حين أتاح لها وفرة من الدراسات والتقارير أعانتها في صناعة قراراتها على قاعدة معلوماتية دقيقة .

هل يعتب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام على مؤسسة أخبار اليوم ..لأنها أطلقت على أحد إصداراتها اليومية "الأخبار المسائي" ؟
لم يكن عتابا بين زملاء و"جيران " -وربما أصدقاء- في المؤسستين العريقتين ..الزميلان الصحفيان أحمد النجار وعلاء ثابت رئيس تحرير الأهرام المسائي باغتا الوسط الصحفي بثورة غضب طفحت بمذكرة احتجاج للمجلس الأعلى للصحافة وأخرى لنقابة الصحفيين ..ضد مؤسسة أخبار اليوم ..ا

وطبقا لما نشر في الصحف اتهم "جارنا العزيز" الزميل علاء ثابت في مذكرته للنقابة قيادات أخبار اليوم بالاعتداء على العلامة التجارية للأهرام المسائي ..بل.. والتدليس !ويهدد باللجوء إلى القضاء.
وأظن أن " ثابت " يبالغ ..بل ويفرط في المبالغة ..حين يرى ما حدث على هذا الوجه ..ولو استنطقنا التاريخ ..تاريخ الصحافة العالمية لبرأ ساحة مؤسسة أخبار اليوم ..وأدان الجيران الأعزاء على استخدامهم تلك المفردات "الوحشية" في توصيف ماحدث..وقدم لنا من مكنوزه الكثير من الوقائع التي تتيح لقيادات أخبار اليوم استخدامها في توجيه تهمة "البلاغ الكاذب " لجيراننا !" ولاأظن أن أحدا في مؤسسة الأخبار يمكن أن يقدم على هذه الخطوة مهما غالى الأشقاء بمؤسسة الأهرام في غضبهم " ..لكن فقط ..نطالبهم بقراءة التاريخ .
في عام 1702صدر في بريطانيا المولود الأول من عائلة ديلي " daily " ..أعني صحيفة " ديلي كورانت " ..وخلال ال 419عاما التي أعقبت مولد " ديلي كورانت " صدرت في القارات الست عشرات الصحف التي يبدأ إسمها ب" ديلي " ..
وفي بريطانيا وحدها ثلاث من كبريات الصحف تبدأ باسم " ديلي " ديلي تلجراف – ديلي ميل – ديلي ميرور –
ولم نسمع أن أحدا من ورثة الآباء المؤسسين ل " ديلي كورانت " غضب واحتج ..
وفي عام 1777 صدرت في باريس صحيفة " جورنال دي باريس " ..كانت أول صحيفة يحتوي إسمها على مفردة "جورنال " لتتناسل صناعة الصحافة بعد ذلك عشرات الصحف التي يبدأ إسمها بالمفردة ذاتها..ولم تسجل ساحات القضاء أن أحدا رفع قضية ضد أي صحيفة صدرت لاحقا ..ويبدأ إسمها ب "جورنال "
والقول نفسه ينطبق على صحيفة " جازيت دي فرانس" التي صدرت في باريس عام 1631..والآن ثمة امبراطورية عالمية من الصحف التي يبدأ اسمها ب " جازيت" حتى في فرنسا نفسها ..
وخلال تصفحي لتاريخ الصحافة العالمية رصدت 9عائلات صحفية .." ديلي – جورنال – جازيت – بوست –تايمز –نيوز - مورننج –إيفننج –ويكلي " ..

وربما ثمة عائلات أخرى استعصى على كهولتي تذكرها ..لكن ما أود توضيحه ..أنه لايوجد أية رابط جيني بين " أعضاء" هذه العائلات من الصحف والمجلات ..فقط الصحيفة الأم يتضمن إسمها مفردة مثل " ديلي " ..لتصدر بعد ذلك مئات الصحف التي تستهل أسماءها بذات المفردة " ديلي" ..ولاينطوي ذلك على أي اعتداء على الصحيفة الأم ..لأن السطو لم يتم على اسم ..علامة تجارية ..الأمر يتعلق بمفردة ذات دلالة خاصة في العادة بالتوقيت الدوري لإصدارالصحيفة .. مثل "ديلي – ويكلي –مورننج – إيفننج " ..وبالتالي حين صدرت صحيفة " ديلي تلجراف " في 29 يونيو 1855 كان الهدف من استخدام مفردة ديلي تنبيه القراء أنها صحيفة يومية .. وعندما صدرت بعدها صحيفة " ديلي ميل عام 1896 أو ديلي ميرور عام 1903 أو ديلي هيرالد عام 1912 ..لم يحتج أصحاب ال" ديلي تلجراف " .. ولم يتهموا الآخرين بالتدليس !!وحتى لو فعلوا ذلك فلن ينصت لهم أحد ..الاحتجاج يصبح مقبولا لو أصدر آخرون صحيفة تحمل ذات الإسم ونفس " العلامة التجارية".. ل" ديلي تلجراف " !
وقيادات مؤسسة دار أخبار اليوم كانوا على وعي تام بتلك الخلفيات مع صدور الزميلة المصري اليوم عام 2004..وما اتهموا أحدا بالاعتداء والتدليس ..لأن كلمة "اليوم " التي ذيلت اسم المولود الجديد تهدف إلى تأطير المرحلة الزمنية التي تهتم بها الصحيفة في " اليوم – الحاضر-الآني " وهي تتناول أحوال " المصري" عبر موادها الصحفية .

لذا على " جيراننا الأعزاء " أن يعوا أن دار أخبار اليوم لم تصدر "جورنال " يحمل إسم " الأهرام " لو فعلت ذلك ..فيحق لهم أن يجرجروا قيادات الأخباروخلفهم كل الصحفيين والعاملين في المؤسسة في ساحات ليس فقط المحاكم المصرية بل المحكمة الجنائية الدولية..
لقد أصدرت دار أخبار اليوم جورنال أسمته باسمها "الأخبار" ..وذيلت الإسم بكلمة المسائي لتحدد للقاريء ميقات الصدور والجغرافية الزمنية للأحداث التي يعتني بتغطيتها ..وهي الفترة المسائية ..
فإن كان المجلس الأعلى للصحافة حكما -فلاأظنه سيبالغ في استخدام سلطته الأبوية للبطش بالمولود الجديد ..
خاصة وأنه "محكوم " في قراراته " في هذا الشأن بالمادة 70من دستور 2014 والتي تنص على أن إصدار الصحف يكون بالإخطار..وهذا ما فعله رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم الأستاذ ياسر رزق .. حين أخطر المجلس رسميا يوم الأربعاء 15 أبريل الحالي ..وصدر العدد الأول من الأخبار المسائي يوم السبت 18أبريل ..و"علامتها التجارية " مغايرة تماما لأي علامة تجارية أخرى ..والإسم " الأخبار المسائي وليس الأهرام المسائي .

ولاأدري .. هل يعلم جيراننا الأعزاء أن "الأزمة " أصبحت واحدة من مسليات الشارع ..مثل حكايات صافيناز وهيفاء والبحيري .. الناس يتابعون خناقة المؤسستين باستهزاء ..وقد سمعت أحدهم في المترو يقول : الجماعة بتوع الحكومة وقعوا في بعض !!!
ورد عليه راكب ..وكان يتصفح الزميلة الأهرام المسائي : ابن أخي يعمل في الأهرام ..وبيقول إن فيه مشاكل كتير هناك بين الصحفيين ورئيس مجلس الإدارة ..والراجل علشان يهرب من ضغوطهم افتعل الأزمة دي مع الأخبار !!
وليست نصيحة للزملاء في مؤسسة الأهرام ..بل رجاء : كفاية !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا هجمات الحوثيين دقيقة في خليج عدن؟.. محرر الشؤون اليمني


.. قرشي: أي مواطن يحمل السلاح في وجه قوات الدعم السريع فإنه يعت




.. تجدد الغارات الإسرائيلية على مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة


.. مجلس التعاون الخليجي: مقتل وإصابة المئات في النصيرات جريمة ن




.. نشرة 8 غرينتش | مصادر أميركية: خلية بالسفارة ساعدت إسرائيل..