الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللحم الرخيص

إلهامي الميرغني

2005 / 9 / 27
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


رعبُ أكبر من هذا سوف يجيء
لن ينجيكم منه أن تختبؤا بأعالي جبل الصمت
أو في بالوعات الحمامات

عرضت لنا وسائل الإعلام المرئية أمس محاولة اغتيال الإعلامية اللبنانية مي شدياق المذيعة في المؤسسة اللبنانية للإرسال ، ورأينا جميعاً رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود يذهب للمستشفي للاطمئنان على صحتها ، ورأينا فؤاد السنيورة رئيس الوزراء اللبناني يذهب للمستشفى أيضاً وفى مشهد مؤثر شاهدنا السنيورة وهو يحتضن والدة مي ويطمئنها على صحة أبنتها فهذه حكومات تقدر وتحترم شعوبها رغم الظروف الخاصة التي تمر بها لبنان.

وتذكرت أين كان الرئيس مبارك حين حدثت محرقة بنى سويف لقد كان مشغولا بمسرحية التجديد في فصولها الأخيرة ، بينما كان نظيف يلعب الأتاري والبلاي استيشن في القرية الذكية،وفاروق حسنى مشغول باختيار الألوان المناسبة لفساتين سيدة مصر الأولى،أما مصطفى علوي فكان مشغول على الفضائيات يحلل الانتخابات ولا يهتم بما حدث وانتزع من بيننا نخبة من المبدعين.

لقد هانت عليهم لحومنا التي انصهرت على مسرح قصر ثقافة بنى سويف وتفحمت ، فلحومنا رخيصة ونحن مكبلين ومعروف ما سنفعله ، لذلك لم يكلف رئيس الدولة نفسه بالنزول إلى موقع الكارثة كما فعل عند حدوث انفجارات شرم الشيخ فحملة الدعاية انتهت وصناديق الأصوات تم تجهيزها ولايوجد ما يستحق السفر للصعيد المحروم من الخدمات ، ونظيف وباقي عصابته مشغولين بأعمال أخري ولحم هذا الشعب لا يعنيهم.ويكفى إرسال وزير الصحة بعد خراب مالطة كما يقال.إن شهادات الناجين من محرقة 5 سبتمبر وحديثهم عن المسشتفى الخاص الذي رفض استقبال المصابين في الحادث يدفعنا لنهتف معاً " لتحيا الخصخصة " ، ومستشفى بنى سويف الغير مجهز للتعامل مع الحروق والتي قضى بعض المصابين بها نتيجة الإهمال يجعلنا نهتف " ولتحيا الصحة " ( صحة السيد الرئيس طبعاً ) فهي المهمة الوحيدة التي تشغل وزير الصحة.

لقد كشف الحادث للرأي العام وضع المحافظات المحرومة من الخدمات وكيف وصلت أول سيارة إطفاء بعد 45 دقيقة ، وكيف غابت سيارات الإسعاف فاضطر بعض المصابين لركوب سيارات ميكروباص للمستشفى وهم مصابين بحروق كبيرة.وأدركت لماذا أضرب عمال إسعاف القاهرة وهددوا بالانتحار اعتراضاً على فساد مدير إسعاف القاهرة.وهو ما يدفعنا لتحية وزير الصحة ووزير الإدارة المحلية وطبعاً محافظ بنى سويف!!!. لقد دفعنا الحادث للتساؤل عن دور الأمن والدفاع المدني والميزانيات التي تنفق عليهم ، أين تذهب ؟! هل هي فقط لتأمين مواكب الرئيس واللصوص الكبار؟! أم لتأمين حفلات نانسى عجرم وهيفاء وهبي فقط ؟!

لقد أكدت محرقة بنى سويف أن الفساد عم وانتشر ولا يوجد إنسان بسيط في مصر بمنأى عن أضراره ، وكلنا معرضين للموت تسمماً بالمبيدات المسرطنة التي جلبتها وزارة الزراعة أو جوعاً بدون عمل ، أو تحت أنقاض مبنى منهار بناه مقاول فاسد ودفع المعلوم للفسدة الكبار، أو ضمن ركاب القطارات والأتوبيسات العامة ، فقبل المحرقة بيوم قضى 33 شخص من بين ركاب أتوبيس على طريق أسيوط ـ المنيا ، وبعدها 17 آخرين على طريق مصر ـ الإسكندرية فلحومنا رخيصة!!!.
إن السمكة عادة تفسد من رأسها ، ولا يجب أن ننشغل كثيراً بقضية فاروق حسنى فهو مجرد موظف تنفيذي في جمهورية رئاسية فاسدة ، والفاعل الحقيقي هو رئيس الدولة الذي جاء بفاروق حسنى وغيره وتركهم يعيثون في مصر فسادً بحماية من الرئيس. يجب ألا ننشغل بشاذ واحد وننسى أن النظام كله شاذ مغتصب للسلطة والثروة منذ سنوات.
إن دماء مدحت أبو بكر ومحسن مصيلحي وحازم شحاتة وصلاح مهران ، و بهائي الميرغني ونزار سمك و حسن عبده وكل شهداء محرقة بنى سويف يطلبون الثأر.ليس فقط من فاروق حسحس ولكن من النظام الفاسد الذي جاء بفاروق حسنى ويمكن أن يقيله ويأتي بحسحس جديد.يجب أن نعيد قرأة المشهد ونتوجه للقاتل الحقيقى.

ولاموت ها أموت
حتى إن جابوني
وكفنوني بألف توب
أو حتى هدمة ممزقة
هأكتب بعضمى على الكفن
أشعار بتحكي عن العفن
وعن الأمان اللي أندفن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: بدأ التصويت في الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية


.. إنكلترا وهولندا تلحقان فرنسا وإسبانيا إلى نصف نهائي كأس أمم




.. ثلاث دول أفريقية تعلن توحدها ضمن -كونفدرالية دول الساحل-


.. فتح صناديق الاقتراع في جولة ثانية حاسمة للانتخابات التشريعية




.. فرانشيسكا ألبانيزي للجزيرة: هل هناك من سيتحرك لإيقاف المذبحة