الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عتاب مدينه ماتت بارضها

حامد الكليبي

2015 / 4 / 25
الارهاب, الحرب والسلام


عتاب مدينه ماتت بارضها
........................................
في بداية الامر لابد لنا ان نستذكر اسطر قليله من شعر الشربف الرضي حيث يقول .
ولقد مررت على ديارهم ......... وطلولها بيد البلى نهب
فوقفت حتى ضج من لغب ........ تضوي ولج بعدكي الركب
وتلفتت عيني منذ خفيت.......... عنها الطلول تلفت القلب ................ انتهى
فاقول ... ياوطني.. يا مدينتي .. يا وحدتي وانفرادي انك الاعز عندي من الف انتصاري واحلى على قلبي من كل امجاد الاقطار ، يا معرفتي بنفسي واحتقاري لذاتي اعرف اني لازلت شامخا فلا تغرني اكاليل الغار الذابله بك حظيت بوحدتي وانفرادي ونذوقت لذة قراري واحتقاري ، يا وطني ويا سيفي البتار وترسي البراق قد قرأت في سهولك وروابيك عندما اجلس على عرش سلطتك سأكون شريرا مدمرا في اعماق قلبي كالثمره اذا نضجت سقطت واندثرة ، يا وطني انت غريب الاطوار لاتسمع صراخي حين دخلوك الاشرار والاغراب وحفروا قبورا لابنائك في ارضك وانت تقف امام الشمس يجلد وثبات
فيا ترى اي سجل تاريخي يدون بأرض العراق من مآسي وتخريب وتهجير وسبي وسط تناقضات فكريه وعقائديه وطائفيه وكل واحد يكتب ما يحلو له وفق مكنونات ذاته ، وكأني ارى مسافرا يجوب بارض العراق ويشاهد بأم عينه آثار الخراب والدمار وهو يتسائل مع نفسه سأسعى بتلك الارض والمدن لعلي احظى بمن يخبرني ، بعد ان كنت اتنقل من مكان وآخر حتى دخلت المدينه فرأيت عجبا ، اكثر الناس معوقين وحيارى جالسين في الطرقات وهم ينظرون لي بدهشه اكثر من دهشتي لكوني سليم الجسم فأخذتني الحيره فسألتهم هل هذه المدينه يعيش فيها الناس وفق تعاليم كتاب الله فقالو نعم هذه هي المدينه ، فقلت ماذا حل بكم اين صحة ابدانكم واشفقوا على جهلي بمرارتهم ، فقالوا تعال وانظر حيث قادوني الى داخل المدينه وذاا برايات سوداء كتب عليها اسم الله ورسوله فاخذت الدهشه مني تغير ما بنفسي فقلت اسم الله ورسوله في مدينتكم وانت بهذا الحال ، فدنى مني شيخ كبير السن وقال انما نحن الذي فعلنا بأنقسنا لان الله سلط علينا الاشرار بسوء اعمالنا بعد فوات الاوان ، فصرخت فيهم وهل من بينكم صحيح الجسم لحد الان ، فاجابو.... لا ... الا .. الاطفال الذين لم يولدون بعد ، فتركت المدينه متوجها الى اخرى .
تلك هي الانبار كانت محط رحلتي الثانيه، حيت الخراب والمعانات والتهجير على شكل مجاميع تيسر على الطرقات ، فسالت اول من التقيته عن هول ما شاهدت تهديم المدن والمساجد .. هل هذا بفضل بطولة مشايخكم ، فقال نعم اتها حولت الى رماد ، وبين حيرتي مع النفس وانا اتنقل وسط المدينه سألت شخص آخر عن هذه المدينه المهدمه واسمها الانبار ، فقال كانت هنا مدينه بهذا الاسم استولو عليها اشرارها ودمرة على ايدي فئة من مشايخها ، ما زلت اتنقل بين ازقتها ومعالمها فصادفني شخص وسألته عن هذه المدينه واسمها ، فرد متعجبا عمن تسأل يا رجل لم تكن هنا مدينه او اسم كهذا الاسم كما ترى الا اكوام انقاض بناها اجدادنا على وهم من الرذيله والحقد ، حينها كانت دهشتي واستغرابي الشديد من ما اخبروني ابناء المدينه ، اخذت ظل جانب من بقايا الحائط المهدم استراحه تأمل بالامر وذا بشيخ طاعن بالسن يتوكأ على عكاز الزمن فدنوت منه واخبرته عن اجابات بعض ابناء المدينه وما اصابها واسمها واجاب كل واحد منهم شيء يختلف عن الاخر ، فرفع الشيخ رأسه ذات الاهداب واللحيه الطويله قائلا ، يا صاحبي كل واحد منهم اخبرك الحقيقه ولكن قله منا هم الذين يستطيعون اضافة واقع الى واقع متخلف ويألفون من ذلك حقيقه واضحه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج