الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برامجنا الفضائية... افتقار الحد الأدنى من اللياقة والوعي

احمد الجوراني

2015 / 4 / 25
الصحافة والاعلام


اتسعت مساحة الخدمات الإعلامية، ولا سيما ما يتعلق منها بالقنوات الفضائية ليشمل جميع أوجه النشاط الإنساني، فهذه الخدمات تعلمك بموعد انعقاد الاجتماعات، وموعد الانتخابات، وتسجيل المواطنين في كشوفها، وموعد بدء الالتحاق بالمدارس، وتذكر المواطن بالأعياد والعطل، وتعلن عن مواعيد المباريات الرياضية، فضلاً عن ذلك فإنها تثقف المشاهد وتمده بمعلومات عن مختلف مجالات الحياة، كالتاريخ، والجغرافية، والاقتصاد، والسياسة، والطب، وعلم النفس، والزراعة، والأرصاد الجوي، وحتي فن الطبخ وأخر وصفات التجميل، ويمكن للقناة التلفزيونية بث الحياة في الأخبار والأحداث البسيطة عبر إضافة تفاصيل متقنة ومقاطع فيديو، وصور فوتوغراف للأفراد والجماعات مناظر ورسوم بيانية تجعل من الأخبار أقرب إلى الفهم، وفي أثناء الحروب يقوم المراسلون بوصف مناطق الصراع، وعادات الشعوب وتقاليدهم، وهذا يغني المشاهد الرجوع إلى الأطالس والكتب لإشباع رغبته في الحصول على معلومات إضافية .
من النشاطات المهمة للقناة الفضائية والتي تزيد من نسبة مشاهدتها هي التعريف بالشخصيات العامة وتقريبها إلى قلوب المشاهدين عبر نشر قصص عن حياتهم وانجازاهم الفكرية والعلمية والثقافية والفنية والرياضية، وهذا يتطلب دقة وحرفية عالية في البحث عن المعلومة واختيار المتحدثين المناسبين لسرد سيرة وانجازات هذه الشخصيات خصوصا إذا كانت راحلة كي لا يساء إلى تاريخها.
بعد هذه المقدمة، ما أريد قوله: تابعت قبل أيام برنامجاً خاصاً بمناسبة ذكرى استشهاد السيد محمد باقر الصدر والذي لا يختلف اثنان بشأن رمزيته وهو الذي ضحى بحياته لأجل قضية أمته وشعبه، مثلما لا يختلف اثنان عن أهمية فكره وعلمه وزهده، فهو قد نشأ في بيت علم، وكان والده من الفقهاء المرموقين، وكتابه الأول في علم المنطق الذي ألفه وهو في الحادية عشرة من عمره خير دليل على نبوغه المبكر، لذلك فقد أثرى المكتبة العربية والإسلامية بمجموعة من الكتب التي تتميز بالعمق الفكري منها: كتاب اقتصادنا، وفلسفتنا، والأسس المنطقية للاستقراء، والمعالم الواضحة، وغيرها من الكتب الفكرية القيمة...كما أنه يعد من مجددي الفكر الإسلامي وله آراء واضحة بهذا الشأن، وكان قد حظيت باهتمام علماء الدين وأصحاب الفكر في العالم.
ما لفت انتباهي في هذا البرنامج هو فشله الذريع في اختيار المتحدث عن سيرة هذا المفكر والعالم الزاهد، كون المتحدث عنه مجروح الشهادة إذ إنه شخصية ملوثة، ومطعون في نزاهتها حيث إنه استولى على مبنى كبير تابع لوزارة الدفاع بثمن زهيد لايعادل1%من قيمته الفعلية عبر استخدام ما تيسر له من الطرق القانونية الملتوية والنفوذ الحزبي والرسمي.
أليس من الإنصاف بحق هذا الرجل العالم والمفكر الكبير اختيار شخصية تليق به؟! وهل خلى المشهد الثقافي والعلمي العراقي من شخصيات تتمتع بالحد الأدنى من المقبولية؟ ترى أين المهنية والحرفية؟ ناهيك عن كونها قناة شبه رسمية تستخف بمشاعر وعقول المشاهدين، إنهم كمن يختار شخصاً مشهوراً بالمجون لتلاوة القرآن الكريم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض


.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو




.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا


.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة




.. عبر الخريطة التفاعلية.. استهداف مقر قيادة محور نتساريم بقذائ