الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دروس من النصر والهزيمة

بشير الوندي

2015 / 4 / 25
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


دروس من النصر والهزيمة
بشير الوندي
========
مقدمة
=========
من الاهمية بمكان استدراك الاخطاء في مراحل الانتصارات وبمثل استدراكها في الهزائم والتراجعات , وقد خاضت قواتنا خلال الاشهر القليلة الماضية معارك انتصرت فيها كما في صلاح الدين وديالى , واخرى ارتبكت وتراجعت فيها كمعارك الانبار , لذا فان علينا ان نستخلص الدروس ونهضم مواطن الضعف ونتجاوزها , لاننا نرى ان معارك الانبار هي مفتاح النصر وليست الموصل .
============
جر الارجل الى المعركة
=============
كان امرا مثيرا للاستغراب ان تبدو الانبار لاكثر من شهر هادئة رغم احتدام المعارك في صلاح الدين توئمها في التجمع والانطلاق الارهابي لاكثر من عقد من الزمان , فقد كان من الطبيعي ان يستنفر الارهابيون والصداميون قواهم لمشاغلة القوات التي كانت تهاجم معاقلهم في صلاح الدين وتشتت صفوفهم , اما الصمت وعدم تشتيت انتباه القوات العراقية فهو ليس ديدن الارهابيين , والاغرب انه ماان انتهت معارك صلاح الدين حتى التهبت الانبار !!!! وعمت فيها الفوضى,وهو الامر الذي يدعنا لانستبعد احتمال ان يسعى الارهابيون الى جر قواتنا الى معركة الانبار بتعمد استفزازها . =================
الانبار بوابة النصر ومفتاحها الفلوجة ===========
اكدنا ولازلنا نؤكد ان المعركة الاخيرة الصعبة والاستراتيجية هي معركة الانبار وليست الموصل لاسباب اجتماعية وسياسية واستراتيجية وان الفلوجة هي مفتاح النصر في الانبار , وانكسار الارهاب فيها يحطم قدرات داعش بشكل كبير .
كلنا نعلم ان الانبار لها موقع متميز لاي جنوح ارهابي ولأي تمرد ضد الدولة والحكومة , فهي لها حدود مع ثلاث دول عربية حاضنة للارهاب , ولها حدود مع ستة محافظات منها اربعة محافظات على الاقل يكفر الارهابيون اهلها لاسباب مذهبية هي الحلة وكربلاء المقدسة والنجف الاشرف وثلثي بغداد .
والانبار حاضنة منذ 2003للارهاب (وبالاخص الفلوجة ) وفيها خزين كبير جدا للسلاح والعتاد , وفيها استعدادات للشد الطائفي , وتمتاز بتنوع في التضاريس من التلول والسهول والجبال والصحاري بمايجعلها مثالية للكر والفر كتكتيك للعصابات .
لكل ذلك فان علينا التهيؤ بتأنٍّ كبير لمعركة الانبار من خلال ادراك اهمية قصم ظهر الارهاب فيها وفي قلعتهم (الفلوجة), مما يوجب علينا التخطيط السليم لهكذا معركة مصيرية وعدم الانجرار الى الاعيب العصابات الارهابية ومعها من التأثير على توقيتات المعركة . ============
خطوات في طريق النصر
================
قبل التفكير بالانطلاق بعركة الانبار لابد من استثمار النصر المتحقق في صلاح الدين وديالى الى اكبر حد ممكن , فعلينا تأمين شمال تكريت وجنوبها وغربها تماما من اية جيوب , وان يصل التطهير بمناطق تكريت الى شرق الفرات اي جنوب غرب تكريت لحجز الانبار عن تكريت وان نفتح مراكز شرطة ونقاط امنية متكاملة , وكذا لابد من القضاء على الجيوب التي لاتزال تعبث في خاصرة قواتنا غرب وشمال ديالى .
اما الخطوة اللاحقة فتتمثل بضرورة التنسيق العالي بين كل المحافظات المحاذية للانبار من خلال تحشيد واستنفار القطعات العسكرية على حدود الانبار ومحاصرة الارهابيين فيها من خلال قطع اية امدادات محتملة بالغذاء والوقود .
ان غلق منافذ الانبار من صحراء النجف وكربلاء للحلة وبابل صعودا, وثم غرب بغداد وجنوبا في صلاح الدين وابقاء منفذ واحد فقط هو منفذ الموصل الذي نضايقهم فيه بالانزالات بالطائرات وقطوعات الجسور الرابطة سينهك العدو للغاية ويقلل خسائرنا
وكذا فان تلك الخطوات تكتمل بتحريك قوات الحدود لقطع حدود الانبارمع الخارج, وكذا التنسيق مع الاردن وتفعيل العمل الاستخباري داخل الانبار والفلوجة , وتسليح العشائر المعادية فعلا لداعش , لتاتي بعد ذلك خطوات هامة للقوات الجوية من خلال انهاك العدو داخل الانبار وارباك منفذه الوحيد مع الموصل .
ان علينا دراسة جغرافيا الانبار بشكل دقيق والتنبه الى ان مدنها متسلسلة (فلوجة ،رمادي ،هيت ،حديثة ،عانه ،راوه ،القائم) من الجنوب الشرقي الى الشمال الغربي وكلها تقع غرب الفرات, باستثناء الرطبة التي تنحو باتجاه كربلاء, وبالتالي فمن الافضل دفع المعارك لجعل الفرات مانع اولي طبيعي ضاغط على الانبار , والسعي لتثبيت القواعد العسكرية كقاعدة البغدادي والحبانية وحديثة التي لم تسقط بيد داعش الى الان , وكذا بتقوية المعسكرات خارج المدن وعدم تشتيت جهودها بمسك الارض المرهق والمضعف لها واعتماد القتال المتحرك ، ثم تاتي خطوات تحشيد ابناء العشائر من اهالي الانبار من الذين عانوا من داعش ولهم عداء مستحكم معها .
وحسنا فعل السيد رئيس الوزراء بالتغيرات في القيادات العسكرية مؤخرا والذي اعطى من خلالها رسالة تطمين الى اهالي الانبار وصلاح الدين , نتمنى ان تكون كافية .
ولعل تعميق الجهد الاستخباري داخل الانبار قبيل المعركة , وتجهيز قطعاتنا باجهزة اتصالات خاصة , وقطع ساحة المعركة عن اي اشتباك تقني مع المدنيين فلاانترنت ولا اتصالات مدنية مع بدء المعارك والعمليات . =============
النازحون دروس قاسية
==============
كثرت الاقاويل على موضوعة نازحي الانبار وتوجههم لبغداد ومدى استعداد العاصمة امنيا ونفسيا لاستقبالهم لاسيما مع تداعيات الكشف على مجازر سبايكر المروعة .
ولنا ان نقول هنا ان نزوح الانباريين لبغداد ومدن الجنوب فيه درس بليغ من انهم قد ادركوا زيف دعاية الارهابيين حول الشيعة والحكومة الصفوية التي ستذبحهم وتستبيح اعراضهم , فاذا بهم بعد ازاحة غطاء وحشية داعش يلجؤون ويحسنون الظن بحكومتهم ويلجؤون لها لتحميهم من جور الارهاب .
ولاشك من ان الحل لمشكلة النازحين ليس معقداً , فالحلول المثلى تكمن في مخيمات تقام بحدود المحافظة ويتم التركيز على الخدمات وهو امر سيفيد المقاتلين من ابناء العشائر حيث يكونون قرب عوائلهم , وهذا الحل افضل من التعقيدات الامنية لدخول النازحين لبغداد ,ومشاكل الكفالة ومتطلباتها .
===========
خلاصة
===========
معركة الانبار فاصلة في قصم ظهر الارهاب , وبالتالي لابد من التخطيط الدقيق لها, وليس صحيحا الاستعجال في الانتقال من نصر لاخر , بل لابد من تعزيز النصر ومن ثم توفير مستلزمات الانتصار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسط إقبال مكثف.. فرنسا تجري انتخابات تشريعية -مختلفة-، لماذا


.. بعد أدائه غير المقنع.. بايدن يجتمع مع عائلته لمناقشة مستقبل




.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف الانتخابات في إيران بـ-عملية


.. قراءة عسكرية.. القسام تبث مشاهد جديدة من تجهيز عبوات -العمل




.. -مش احنا الي نرفع الراية البيضاء -.. فلسطيني من غزة