الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المساواة خرافة

صبيحة شبر

2005 / 9 / 27
حقوق الانسان


كل الحركات الثورية ، في العالم ، جميع الثورات التي جاءت ، لتصحيح الأوضاع الخاطئة ، وإعادة الأمور الى نصابها ، والحق الى أهله ، ترفع هذه الحركات شعارات براقة ، في إنصاف الطبقات المظلومة ، ومنحها الحقوق التي حرمت منها ، على مر العصور
الدين الإسلامي ، كبقية الأديان الكبرى ، رفع شعارات كبيرة ، عن الحرية والعدالة والمساواة بين كل الناس ، لافرق بين غنيهم وفقير هم ، وأسودهم وأبيضهم الا بالعمل الصالح ، الذي يقوم به العاملون ، لخدمة البشرية ، والعمل على تطورها ، في شتى الميادين ، الاجتماعية والسياسية والثقافية ، وعند قراءة فصول التاريخ ، يتبين لنا ان الطبقات الفقيرة والمسحوقين من الناس ، ومن أولئك الذين يتميزون بالطيبة المفرطة ، فلا يمكنهم تحقيق شيء من طموحاتهم ، والوصول الى ما كانوا يأملون به لأنهم يتميزون بالمثالية التي تفضل الآخرين على النفس ، ولا تكتفي بما تحققه من مكاسب شخصية ، بل تطلب ان تتمتع الفئات الأخرى بما تمتعت به ، وان لنا ان نتحقق من جدوى الإيثار ، فهو لم يعد يجدي أحدا ، ونتذكر الصحابي الثوري أبا ذر الغفاري ، الذي ضحى كثيرا ، في سبيل نصرة الإسلام ، فكوفيء و في العهد الراشدي ان يعيش منفيا مشردا محروما من أبسط الحقوق الانسانية ، لنقرأ سير المناضلين المكافحين الذين تعرضوا لصنوف من التنكيل ثم لم يمنحون اقل تقدير وحتى من اولئك الذين ضحوا من اجلهم
لقد رفع الإسلام بوصفه دينا أخلاقيا جاء لإنصاف المظلومين ، ومنحهم الحقوق التي حرموا منها ، شعارات جميلة ، في تحقيق مباديء العدل والمساواة ، وقد امن به اول المؤمنين ، أولئك المستضعفون في الارض ، وبذلوا أرواحهم دفاعا عن إيمانهم ذاك ، عذبتهم قريش ، بتلك القسوة البالغة ، رغبة في رجوعهم عن مبادئهم التحررية التي دعا اليها الإسلام في مراحله الأولى ، ويذكر لنا تاريخ المسلمين مواقف مشرفة لرجال عظام ونساء أمنوا بإمكانية تحقيق تلك المباديء الجميلة ، والشعارات الذهبية الى وقائع ، كانت أول شهيدة في الإسلام امرأة آمنت بتحقيق المساواة وهي الفقيرة المعدمة ، في دنيا الناس ، وربما قبل ذهابها الى العالم الاخر
ولكن ما ان ينتصر الإسلام ، ويحقق بعض التفوق على أعدائه ، حتى نجد ان المظلومين والمسحوقين والفئات العريضة الواسعة ، تعود الى الصفوف الخلفية ، وكأنها لم تضحي ، وتناضل ، ولم يسفك دمها النقي من أجل الوصول الى طموحاتها الشرعية ، نجد فئة أخرى تتقدم الصفوف ، لتحرز أعلى المكاسب ، وتستطيع ان تؤسس لها في لحظة من الزمن دولة كبيرة ، تقوم لخدمة المتنفذين والتجار ، والفئات الوصولية ، وكأن هؤلاء هم الذين ضحوا وبذلوا أرواحهم لتحقيق المستقبل المشرق ، الذي أظن أنه لن يأتي أبدا ، لقد بقي هذا القانون الأزلي ، معمولا به في مختلف مراحل التاريخ ، ويبقى هذا القانون ، صادقا في أيامنا هذه ، حيث يبقى المحرومون على حرمانهم ، ويستمر التجار والرابحون دوما ، الى جني الثمار ، وكأن الأيام تكرر نفسها ، وكأنه لا جدوى من النضال المستميت والمتواصل الذي يقوم به المناضلون طوال العهود ، ليأتي آخرون لم يجربوا النضال ، ولم يضحوا ولم يجوعوا ، ليقطفوا اللقمة من أفواه العاجنين الخابزين ، المتعرضين لحرارة المواقد ، الفلاح يحرث الأرض ويبذر البذور ، يسقي التربة ، بتعهدها بالرعاية ، متحملا حرارة الصيف ، وبرد الشتاء ، حتى اذا ما حل أوان الحصاد ، وبذل الفلاح جهده تلك المرحلة ، قدم المستريحون ، واستطاعوا ان يحصلوا على الثمار ، متلألئة ، بالغة الجمال ، فاين الحق والعدل والمساواة ؟ وليس الاسلام الوحيد الذي رفع تلك الشعارات الجميلة ، وانما المباديء الأخرى التي تأتي لتحقيق إنسانية الإنسان والوصول به الى تحقيق الأماني ، واذا تلك المباديء الجميلة التي يموت من اجلها الثوار ، تصبح بعد فترة أضغاث أحلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون من أجل عقد صفقة تبادل وضد حكومة ن


.. مظاهرات حاشدة في إسرئيل للمطالبة بعقد صفقة لتبادل الأسرى




.. أتراك يتظاهرون في شوارع ألمانيا: -لا نريد لاجئين في بلادنا-


.. الحياة تبتسم للمهاجرين.. ستارمر يُنجيهم من الترحيل إلى رواند




.. أول إجراء لستارمر بشأن المهاجرين بعد تعيينه رئيسا لوزراء بري