الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقوق المرأة بين الشرق والغرب

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى

(Nashat Nasr Salama)

2015 / 4 / 25
ملف - حقوق المرأة العاملة في العالم العربي - بمناسبة ايار عيد العمال العالمي 2015


منذ حوالى مائة سنة كانت الفجوة ضيقة فى مجال حقوق الانسان بين المراة الشرقية والمرأة الغربية وكانت الحقوق والحريات لكليهما محدودة جدا . ثم قامت الحرب العالمية الاولى ثم الثانية ,, ونظرا لمقتل ملايين الرجال فى الحروب خرجت المرأة الغربية الى كل مجالات العمل ,,فى المصانع والحقول والمتاجر وبدات تقف جنبا الى جنب الرجل فى معظم مناحى الحياة واصبحت اكثر تحررا فى ملابسها وتصرفاتها بل فى حياتها الجنسية عن ذى قبل .. وفى نفس الوقت واكب ذلك فى دول الشرق بعض الاصوات التى تنادى بحرية المرأة مثل قاسم امين ونتج عن ذلك حدوث تقدم ملموس ولكن محدود فى هذا المجال بمصر فسمحت بعض العائلات المصرية لبعض بناتها للخروج للتعليم ثم العمل بعد ذلك ومع الوقت اتسعت نسبة النساء المتعلمات بمصر وبالتالى المقبلات على العمل ,, ولكن فى الغرب كان للمرأة حظ اوفر من ناحية دخولها لمعظم المجالات التى كانت قاصرة على الرجال وتدريجيا اصبحت المرأة الغربية تسير كتفا بكتف مع الرجل من ناحية السماح لها بالتصويت فى الانتخابات ثم دخول البرلمان لتمثيل الشعب وتوازى حدوث ذلك فى دول الشرق ولكن بنسب متدنية جدا بالقياس بالدول الغربية .
ثم جاءت حقبة البترول وانتشار الوهابية فى الشرق ..وبدء ظهور الاسلام السياسى الذى قام بتحجيم شديد للمرأة ونجح فى تحجيب 90% من النساء المسلمات خلال ثلاثين عاما وحدث تشدد كبير وقيود اكبر للمرأة عند تعاملها مع الرجل مثل عدم السلام باليد او استهجان تحدثها مع رجل غريب وضرورة شدة الاحتشام فى الملابس وعدد كبير اخر من المحرمات ... ورغم التشدد الذى حدث والضغط المجتمعى الحادث على المرأة .. اصبحت المرأة المصرية والافغانية من اكثر نساء العالم تعرضا لتحرشات بدنية ولفظية .. الى درجة تكاد ان تكون مرضية وليست احداث فردية , وانما كمرض اجتماعى عم هذه المجتمعات كما لو ان الكبت ادى الى انفجار مجتمعى حاد .واصبح تحرك اى انثى فى المجتمع يمثل ضغط نفسى شديد لها واحساسها باهدار اداميتها عدة مرات يوميا.
وعلى العكس تماما اصبحت المرأة فى الغرب اكثر ثقة بنفسها وبامكانيتها وتستطيع ان تتحرك بحرية تامة وترتدى ما تشاء من ملابس دون ان يجرؤ اى رجل بالتعرض لها .. ومن السهل جدا ان تجد امراة فى الغرب تقود طيارة او اتوبيس او ترام او تاكسى او تقص شعر رجل فى صالون حلاقة او تعمل فى تنظيف دورة مياه رجالى وفى حالة طلافها يتم اقتسام النقود والاملاك سويا واى ايذاء بدنى للمرأه يقابلة القانون بحزم شديد واصبحت نسبة المرأة فى معظم برلمانات العالم بنسب تكاد تقترب من النصف بينما فى مصر مازالت المراة فى البرلمان لا يزيد عددهن عن اصابع اليد الواحدة .
للاسف الشديد خلال الاربعين عاما الماضية تراجعت المرأة الشرقية خطوات عديدة للخلف وتزايدت الضغوط الاجتماعية والدينية عليها وفى نفس الوقت قفزت المرأة الغربية خطوات واسعة للامام واصبحت تسير كتفا بكتف مع الرجل.
والشئ المحير ان هناك نسبة كبيرة من سيدات المجتمع الشرقى يدافعن بقوه واصرار على بقائهن فى هذا الوضع المذرى
وبعد 25 يناير دخلت مصر فى حراك سياسى واجتماعى ودينى عميق .. والمستقبل وحده هو الذى سوف يحدد لمن ستكون الغلبة .. هل للحداثة ام للماضى .؟هل للمستقبل ام للاموات تحت التراب؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة