الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كما أسميهِ :خريف

رجاء غانم دنف

2005 / 9 / 27
الادب والفن


الريحُ تبدأُ بالهبوبِ
شجرةٌ ضخمةٌٌ تحتَ بيتي
تبدأُ بالرقص
حبلُ الغسيلِ يرقصُ أيضاً
منطقةٌ صغيرةٌ في قلبي
تدخُلُها الريحُ
تبدأُ
بالعويلِ.

(2)

كانَ رومانسياً جداً
أكثرَ من رومانسي
أحبَّ جاك بريل وأزهارَ
السوسن
وشكلَ أصابِعِي
كان رومانسياً حتى آخرِ حدٍّ
عَشِقَ الخريفَ بجنونٍ
هكذا
رحلَ دونَ كلمةِ وداعٍ في أولِ خريفٍ
عصفَ بعلاقتهما
كان رومانسياً حقيقياً
أكثر من رومانسي .

(3)

البناتُ والأولادُ يذهبونَ
إلى المدرسةِ
على الشباكِ
أرقُبُهمْ
العصافيرُ الصغيرةُ تنقرُ حباً على خَدِّّي
تسرقُ رائحةً تعودُ إليَّ دائماً



رائحةَ
مقعدٍ
وورقٍ
وأقلامَ رصاصٍ .
(4)

صُورٌ متحركةٌ
كانتْ صغيرةً تمشي بجانبِ أوراقٍ صفراءَ متطايرةٍ ،تُفكرُ :
في غدٍ سأمشي
صبيةً
مع الرجلِ الذي سَأُحبهُ .
في صِباها مَشَتْ بجانبِ حَبيبها في مدينةٍ تعجُّ برائحةِ القاذوراتِ ،تفكرُ :
في غدٍ سأمشي
معهُ
في مدينةٍ تمتلئُ شوارعُها
بأوراقٍ صفراءَ ناعمةٍ .
الآن : تمشي في مكانٍ نظيفٍ برفقةِ أوراقٍ ذهبيةٍ
بدونِ أيِّ
أحدٍ .
(5)

في الخريفِ :
تكثرُ من كلِّ شيءٍ
الإبتسامُ والبكاءُ
التأملُ والكتابةُ
الحبُ وممارسةُ الحبِّ
الوقوفُ على الشباكِ وتَذَكُّرُ :
عليَّ أنْ أضبطَ انفعالاتي أكثرَ
فأكثرَ .
(6)

الخريفُ هو تحديداً
حينَ أفتشُ عنها في كلِّ وجهٍ
في كلِّ زاويةٍ مظلمةٍ
لشارع ٍ


في كلِّ معطفٍ
يخرجُ
منَ الخزانةِ
مُعلناً افتتاحَ موسمِ البردِ
الخريفُ هُو
وجهُ
أمِّي
ورياحُهُ العاصفةُ
صوتُ حُنجرتِها المبحوحُ
يُرافقني
وكأنَّ يَدها
تهزُّ سريري
إلى الأبدِ .

رجاء غانم دنف
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا