الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لذكرى مجزرة الأرمن

دروست عزت

2015 / 4 / 25
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني



إن من يتشاطر على حساب التاريخ .. إما إنه يلعب بالألفاظ .. وإما إنه لم يقرأءه بشكل ٍ جيد وكلاهما يقودانه إلى نفس الخطأ التاريخي ولكن بشكل ٍ أخر .. وهذه المرة بالقلم وليس بأدوات القتل لسلاطين العثمانيين القذرين اللذين أبادوا الضعفاء من الشعوب من الكورد قبل الأرمن وأرسلوهم إلى الحروب الخارجية والداخلية بأسم الإسلام والواجب والجهاد .. وكذلك أبادوا الأرمن وغيرهم من الأبرياء اللذين كانوا منضمين تحت لواء إسلامهم الملغوم مثل الارناوؤطيين والجاجانيين والتتاريين والداغستانيين واللاز اللذين هربوا من مقصلة القيصرية المسيحية إلى المقصلة العثمانية المُسلِمة المزورة .

فإن أتهام الكورد بهذه الجريمة بشكل ٍ مباشر هي جريمة لا تقل عن جريمة جهل الجهلاء .. فهل نستطيع أن نلوم ونخون الجنود الكورد أو غيرهم من الدروز أو الإسماعليين أو المسيحيين اللذين في قبضة همجية بشار الأسد ونتهمهم بالخيانة كونهم مأمورين من الطاغية وجبروت من يديرونه هنا وهناك .

فالذي إستطاع منهم الهروب هرب والذي بقي أسير المكان والخوف والسبل لا نستطيع أن نلومهم مهما كنا من عباقرة القلم والأحرف .. أما التزلف والتملق لإستغلال القلم في جرح الماضي والمفروض على من قاموا به في زمن ٍ كان الجهل سيد الموقف لفكر ٍ ضلالي ٍ أستغل من قبل الخبثاء وأصحاب السلطات والنوايا الدنيئة التي أسست بتلك الأفكار قوميتها المشوهة والمطعمة من الأمم بأسم ذلك الفكر القميء الذي أستغل من أول يوم ظهوره وحتى الآن .. ومن يتغافل عن ذلك فهو يخدع نفسه قبل أن يخدع الاخرين .

فالكورد لايحتاجون للدفاع عنه .. كونهم أثبتوا أكثر من مرة في التاريخ بأنهم يحترمون الجوار والتأخي والسلام .. وأكثر زعمائهم وقفوا ضد السلاطين وجبروتهم الذي كان يستمدونه من الوهم الفكري .. وفكرة تأسيس دولتهم النفعية والدنيوية .

أما البحث عن الثغرات والفجوات التي تركها بعض الجهلاء والبسطاء والمأمورين والمغلوبين على أمرهم ... فهذه جريمة أخرى تضاف إلى جرائمهم بجهل قلم لا يقود إلا لإظهار النفس وبيانها بأنها إنسانية وإنها تشعر بالأخرين وإن كانت على حساب قومه .

نحن كلنا ضد الجرائم البشرية سواء أكانت تلك الجرائم في أفريقية أو في أسيا أو في جنة الله ولن نختلف عليها .. ولكن سحب الحبل من قمقمة التاريخ مجرد السماع بذلك شفهياً أو كتابياً بأقلام بعض من الحمقى العنصريين غير الكورد أنطلاقاً من جهلهم وحقدهم الديني وعمائهم الفكري وغاياتهم السياسية .. أو من خلال ردات فعلهم التي نسيوا فوراً مساعدات وحماية الكورد لهم في بيوتهم وبزي كوردي حتى يحافظوا على أرواحهم وإنقاذ ما يستطيعون إنقاذه .

فالقلم الذي يكتب السموم ليس بقلم ٍ مهما حاول أن يتظاهر بالإنسانية .. كونه يقتل الضمير في مكان ٍ آخر ..
والقلم الواعي هو ذلك القلم الذي الذي يحاكم التاريخ بالعقل والضمير والمحبة وفهم الأمور ودسائسه وغاياته .. وليس بذلك القلم الذي ينتظر مناسبات كي يتصدر بالعناوين التي لا تترك غير الحقد والكره ودس السم في الجرح ..
فالكورد كشعب هو بريء ٍ من كل ما حصل لإخوتنا الأرمن وأبناء عمومتنا وأقرب الجوار لنا في المنطقة تاريخياً وعرقياً وأجتماعياً .. وليعلم الإخوة الأرمن إن معاداتهم للكورد بسبب الفرمانات العثمانية يضرهم ولا ينفعهم .. وإنهم يقفزون على حقائق التاريخ .. وليعلم من يتسلقون السلالم وظهرهم لها لن يصلوا كما يريدون .

دروست عزت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح