الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأنبار, بين الصمود والنزوح.

محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)

2015 / 4 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


الأنبار, بين الصمود والنزوح.
*محمد أبو النواعير
تعد مدينة الأنبار العراقية, من المدن التي تعاني من عدم الإستقرار الأمني, وعلى مدى السنين السابقة, حصلت فيها الكثير من الحملات العسكرية, التي تراوحت الإنتصارات فيها بين قوى الإرهاب وبين الجيش العراقي.
سخونة الأنبار شبه الدائمية, تعود لعدد من الأسباب, منها ماهو متعلق بطبيعة المدينة وطبيعة التركيبة السكانية فيها, ومنها ما هو متعلق بموقعيتها الجغرافية, ومحاذاتها لحدود دول منها ما هو مضطرب كسوريا, ومنها ما هو يمثل مأوى للإرهابيين كالأردن, إضافة الى الصحراء الكبيرة والمترامية الأطراف فيها, مما جعلها ملاذا آمنا للعديد من الخارجين عن القانون, ومن الإرهابيين العابرين الحدود.
قبل عام أو أكثر, كانت الأنبار تمثل حدثا سياسيا مهما, بالنسبة للمنظومة السنية في المنطقة وفي العراق, حيث أجتمع فيها أمام ما كانوا يسمونه منصات الإعتصام, الآلاف من أبناء المدينة, والمئات من رجال دينهم وشيوخ عشائرهم ووجهائهم, في نوع من أنواع العصيان المدني, تحول شيئا فشيئا الى مكان تنطلق منه صيحات الإنتقام والطائفية والقتل, ومع سوء تعامل الجانب الحكومي في ذلك الوقت مع هذه الفئة, تم استغلالها وتوظيفها من قبل دول اقليمية وعالمية, وتم زرع الإرهابيين في هذه التجمعات, وتحولت تلك المنصات من منصات اعتصام الى منابر لتجنيد الإرهابيين.
بعد الإنتصارت التي حققها الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي البطلة وفصائل المقاومة الإسلامية, في عملية تحرير مدينة تكريت وباقي مناطق صلاح الدين, ومع انهيار دفاعات داعش, وخطوط تمويله, وخسارته واندحاره في كل المعارك تقريبا, وبعد أن نظر العالم الى قوة الإرادة الشعبية العراقية, وقوة فصائله المسلحة وتكاتفها, بدأت الخطط تأخذ منحى آخر, حيث أن تسليم الأنبار الى الحشد ليطردوا داعش منها, هو ليس بالأمر السهل الذي ستوافق عليه القوى الكبرى!
اهل الأنبار, وبعد هذه السنين الطويلة من الشد والجذب الطائفي, كانوا يؤمنون (مخدوعين) بأن هناك قطيعة طائفية بينهم وبين أهل الجنوب, من اخوانهم العراقيين, قطيعة تم تغذيتها وبشكل محترف من قبل شيوخ السوء والفتنة في تلك المناطق, لذا نجد أن منصّاتهم السياسية, وتصريحات مسؤوليهم, كانت تصدح دوما بالعداء لمن أسموهم بالصفوية, من أخوانهم الشيعة.
انقلاب الموازين في الأنبار, وتغير خطابها الشعبي المطالب بأن يقوم الحشد بتحريرهم من داعش, أوقع السياسيين السنة وعلماء الدين السنة في احراج كبير أمام جمهورهم, وأمام نظرائهم في دول المنطقة, فقبل عام من الآن, كانت أغلب أصواتهم تطالب حكومة المالكي بسحب الجيش العراقي من مناطقهم, وتتهمهم بأنهم صفويين تابعين لإيران, وتتهمهم بأنهم يقومون بعمليات تصفية وقتل ضد أبنائهم, وبدأو تباعا بإصدار فتاوى التحريض والفتنة, من أجل ما أسموه الجهاد ضد الصفويين!
دخول داعش الى الموصل والأنبار وتكريت, أظهر كذب ادعائهم, فقد قتل داعش المئات من أبنائهم وذبحهم, ولم ينبري أي صوت من علماء دينهم أو سياسييهم (المنتخبين!) للمعارضة او الإستنكار او التنديد, والذي حصل هو على العكس من ذلك, حيث تعالت أصوات أهل تلك المناطق راجين دخول الحشد الشعبي لتخليصهم.
أبناء الأنبار هذه المرة يجب أن يواجهوا مصيرهم, لأن المعركة هذه المرة هي معركتهم المصيرية وهم بالذات من يجب ان يقف بوجه داعش, خاصة بعد أن اكتوى الحشد الشعبي بنار الإعلام الفاسد والمغرض لسياسي وشيوخ المنطقة الغربية, وهم يوجهون للحشد أبشع الإتهامات الكاذبة؛ فأبناء الأنبار, هم أولى بتحرير مدنهم والتضحية في سبيلها.
*ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا