الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كم هي قاهرة يد المنية

عائشة التاج

2015 / 4 / 26
الادب والفن


في رثاء فقيدة الربوة :فاطمة خشاف

كم هي قاهرة يد المنية


كم هي قاهرة يد المنية عندما تقطف الأزهار وهي في أوج ينعانها ,,,,,,,مستغفلة رعاة البساتين الأكثر يقظة و احترازا
كم نستشعر قسوة القطف على يفاعة الأزهار فيتناثر الرحيق مهدورا فوق بساط الحياة ,,,,,,
وحده الشذى الأخاذ يبقى شاهدا على تاريخ انبثاق أزهار ليست ككل الأزهار ,,,,,,
متعددة الألوان و المقاسات والبهاءات ,,,,
كم أنت قاهرة أيتها الموت ، عندما تقطفين غلة الحصاد المثمرة ولو في المواسم العجاف ,,,,تتحدى مواسم الجفاف المتواترة على أرضنا سنة تلو الأخرى ,,,,,,,
نعم ،قد يأتي المطر مدرارا في بعض الأحيان ،فيجرف الثمار والأشجار و التراب والحجر والبهائم حتى ,,,,,,
تاركا إيانا في مهب العراء في زمن العري هذا ,,,,
-;- ويحك أيتها الموت وأنت تقطفين ملأى السنابل من واحاتنا القليلة، وسط هذه الصحراء الممتدة امتداد زمن عاهر يبدو بلا نهايات ......
-;- وحدها الكتبان المتكلسة على غيران تقطنها الأفاعي و الثعابين,تبدو على مرمى بصر
فيعم الرعب والخوف والأسى ,,,,,,,

آه منك أيتها الموت وأنت تترصدين انحناءات سنابلنا المفعمة تواضعا وعفة وحياء فتردينها صريعة بسيفك الغادر ,,,,,,

آه من مرأى حباتها المتهاطلة على ثنايا الأرض مثل الرذاذ الأبيض المتلألئ تحت أشعة شمس خجولة ما فتئت تتوارى خلف أصوات الرعد والبرق الآتي من مشارق الأرض ومغاربها ,,,, ,,,,,

ها نحن نعد الحبة تلو الأخرى من عقود اللؤلؤ المتناثر كالشظايا بين أرجلنا المصرة على الوقوف فوق الألغام مهما كانت كاسحة ,,, ولازال الحبل على الجرار,,,,,,
• ويحك أيتها الموت ، لم لا تتركينها تعلن عن غلاتها آناء مواسم الحصاد ذات الطقوس المفعمة ألقا و بهجة وفرحا ,,,,
ما بك تجزين وبر الفرح من شرايين أفئدتنا التي تبدو وكأنها متعاقدة مع الحزن والأسى المتراكم طبقات تلو الطبقات
تغدريننا بين الفينة والأخرى عندما تقطعين بكل قسوة وحزم أعناق أشجار النخيل الباسقة
فتتهاوى على وقفتها من فرط الشموخ والكبرياء ,,,,,,
وحدها أشجار النخيل تموت واقفة وتأبى الانحناء أمام مد الأعاصير العاتية ,,,,,,
وحدها أشجار النخيل تظل تعطي ثمارها كلما توالت عليها الضربات تلو الضربات ,,,,,
وحدها أشجار النخيل تطعم أحباءها و خصومها غلالا و لا تبالي بأنواع البغضاء والأحقاد و الغل ,,,التي تلغم أجواء هذا الأثير الملوث بضجيج الحروب ومعارك الأوهام اللامتناهية ,,,,,,
فارحميننا أيتها الموت ، واسحبي جنودك من واحاتنا الفواحة حبا ورحمة وبهاء ........
ارحميننا واتركيننا نحاور القبح والكراهية المتمططة حولنا بالمحبة والخير والجمال ,,,,,,,ولاتجعلي منا كائنات آيلة للانقراض وسط هذا الضجيج المثقل عفنا وكراهية
على بسيطة يقودها أشر الأشرار ,,,,,,

• رحلت عنا يا فاطمة ، في عز الشباب ,,,في عز العطاء في عز ظهرنا الحارق دفئا وقادا يذيب ثلج واقع بارد
مثل الصقيع ,,,,,,,,
رحلت عنا ، فتزعزع ذاك الجدار السميك الذي يحمل ثقل ظهورنا المقوسة بحثا عن متكآت لها من تيه هارب من مسارات الزيف ,,,,,,فزلزلت الأرض تحت أقدامنا فزعا ورهبة ووجلا ,,,,

• ,وحدها فتوة مشاعرك ستبقى ترفرف في المكان
رقة ووداعة وبهاء ,,
وحدها ذبذبات صوتك الصبياني تنثر صفاء سريرتك علينا جميعا ,,,, فتحضر السكينة كي تلفنا بردائها الحريري
الوضاء,,,,,
رحلت عنا ، وستبقى إيماءاتك الجسدية تعلن عن انسجام نادر بين الجسد والعقل و الروح
صديقتي ، صديقتنا جميعا هنا والآن ,,,,كم كنت رائعة وأنت تستقبليننا ببسماتك الهادئة فتشرق البهجة وتتهادى أمواج المحبة بيننا ,,,
كم كنت رائعة وأنت تمسرحين قراءاتك النقدية لإبداع زميلاتك فتعطينها حلة جديدة
تتلون ببهاء روح شفافة مثل بياضات الثلج ,,,,,
كم كنت بهية بوداعتك اللامتناهية وهي تسربل هالة من الرقة تزين الفضاء المادي والنفسي لصالون الربوة الشامخ ,,,,,
كم كنت رقيقة بتفاعلاتك الجميلة على الفضاء الأزرق وأنت تتقاسمين معنا أجمل التحايا وأبدع الأفكار بانتظام الصديقات الحنونات ,,,,,
لن ننساك أبدا ، فلتنم روحك قريرة العين بما قدمت من جميل الأعمال ,,,,,,
وما حاكته من أفعال وعلاقات منسوجة بخيوط المحبة والتضحية ونكران الذات ,,,,
ولتنعم بالفردوس الأعلى مع كل الأرواح الراقية رقي بهاء هذا الكون الرائع ,,,,,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا


.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟




.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا


.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال




.. لتجنب المشكلات.. نصائح للرجال والنساء أثناء السواقة من الفنا