الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-إسرائيل- تتكلم العربية ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 4 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


"إسرائيل" تتكلم العربية ..
منعا للإلتباس ، فإن وضع كلمة إسرائيل في العنوان بين هلالين ، لا يهدفُ إلى إلغاء إسرائيل ، كما سيظُّن بعض "ممثليها " في موقع الحوار .. بل يهدف الى القول بأن هناك إسرائيلان . واحدة بالعبرية وواحدة بالعربية . وهما مختلفتان عن بعضهما جدا .
فإسرائيل التي تتكلم العبرية هي إسرائيل ديموقراطية ، ليبرالية ، ناقدة بحرية شبه مطلقة ، والأهم بأنها لا "تُزوِّر" الحقائق بشكل عام .. فأقصى اليمين "ألعبري" ، لا يتحدث عن ارض بلا سكان ،لسُكّان بلا أرض ..!! بل يتفاخر بالعودة إلى أرض الأباء والأجداد وإعادة إحتلالها بكل الوسائل ، بما في ذلك "تحرير" الأرض من أيدي غاصبيها .. لذا فحرب العام 48 ، هي حرب التحرير أو بالعبرية "شِحْرور" .. بما في ذلك "تحرير" بيت أبي وأرضه من "الإحتلال" ، وإعادته إلى أصحابه الأصليين ممن ورثوه ، قبل ألفي سنة ، بطابو توراتي ..!!
في إسرائيل العبرية ، أُقيمت حركات كالسلام الآن ، يوجد حد ،يوجد قانون ، نساء بالسواد ، محسوم (حاجز) ووتش ، وذاكرات (وهي مجموعة من النساء اليهوديات التي تستذكر كل سنة ، قرية فلسطينية تم تهجير سكانها في الداخل ) ، وغيرها من المنظمات والجمعيات التي تسعى لتحقيق العدل والمساواة .. إسرائيل العبرية لا تكذب على الأقل ..
وفي القاموس السياسي الصهيوني هنالك كلمات ك"تخليص " من كلمة "خلاص " الثيئولوجية ،إي بالمعنى الغيبي ، وهي تُدلّلُ على "شراء الأراضي " من الأيدي العربية "الغاصبة " لها ..
لذا ، فحينما يجري الحديثُ عن شراء الأرض ، تستعمل العبرية كلمة "جيؤولاه " (بالجيم المصرية )أي الخلاص أو التخليص ، وهذا التعبير ينطبق على الأراضي التي تملّكها اليهود في فلسطين قبل العام 1948، ويُقدرها البعض بأقل من 10% من مساحة فلسطين ، وتحديدا ما يزيد على المليون دونم من إجمالي ال 21 مليون دونم ، أرض فلسطين !! (بناءً على المعطيات من الكيرن كييمت ، وهي مؤسسة رسمية إسرائيلية ، مسؤولة عن شراء الأرض وإستملاكها ) .
ما علينا ، أصبحت هذه الأمور تاريخا .. لكن اسرائيل العبرية لا تستحي ان تتحدث بصراحة عن تهجير الفلسطينيين من قراهم . وقد بلغ عدد المُهَجَّرين عام 48 حسب التقديرات الى 700 الفا . ويُقدّرُ عددهم حاليا بأربعة ملايين فلسطيني ، يتلقون الدعم والمساعدة من الأونروا .. واسرائيل العبرية تتحدث بصراحة بأن مشكلة اللاجئين نبعت من الحرب وهي نتيجة الحرب ، فليتحمل الطرف الذي بدأ الحرب نتائجها .. يعني الجانب العربي والفلسطيني .. وضوح وصراحة ..
بينما تتحدث إسرائيل العربية ، عن أن الفلسطينيين باعوا أرضهم وقبضوا ثمنها مبالغ باهظة ، وما هُم سوى محتالين ، لم يطردهم أحدٌ من ديارهم ،وإنما يريدون إبتزاز الأموال الطائلة .. فهم كذابون ومُزورون ..ليس إلّا ..!! ..( وطبعا أنا منهم ، فقد قبض والدي "اموالا طائلة" بعد أن باع بيته وارضه ، ليعيش في بيت من الخيش .. تحت رحمة السماء!!)
ما يُثير الغثيان هو بأن اسرائيل التي تتكلم العربية ، تقوم بذلك من خلال "أبواقها " الأمنية والمُخابراتية فقط ، ولا يخرج إعلامي يحترم نفسه أو سياسي حتى من اليمين ،ليردد ما تُردده "إسرائيل ألعربية " ..!!
فإسرائيل العربية لم تتخلص ، وبعد 67 عاما من عمر دولة إسرائيل ، لم تتخلص من العقلية الأمنية المخابراتية في تعاملها مع العرب ، بداية عرب إسرائيل ولاحقا بقية العرب .
فالرواية العربية الفلسطينية ،هي محض كذب ، والحقيقة هي ما يرويها المتحدث الامني الرسمي ، بلغته العربية الركيكة.
وهذا المُتحدث لا "يبخلُ" بالحديث عن الرفاهية والبلهنية التي "يتقلبُ" فيها عربُ إسرائيل ، وعن المساواة التامة التي يحظون بها ،وهذا هو قاضٍ من العرب ،يُصدرُ حُكما بالحبس على رئيس دولة إسرائيل .. فهل هناك مساواة أكثر من هيك ؟؟!! وكأن هذا العربي هو دكتاتور أو وصلَ إلى منصبه ( بإنقلاب عسكري ) وكأن الرئيس المعزول والمحكوم عليه بالحبس ، حمل وديع وليس مغتصبا ومعتديا جنسيا ..
وجود قاض عربي ،لا يعني المساواة .. لكنه التلاعب بالحقائق ..
عرب إسرائيل ، هم مواطنون وأهل البلاد ، غالبيتهم لم يتركوا بيوتهم وصمدوا فيها رغم الحكم العسكري والتمييز ... وسياسة تحويلهم إلى حطّابين وسُقاة ماء ..










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحريص على الفلسطينيين عليه ان يصارحهم بالحقائق
زرقاء العراق ( 2015 / 4 / 26 - 20:25 )
يعلم كاتب المقال المحترم قبل غيره بأنه لو كان لوالده اي وثيقة طابو لبيته او لأرضه فهناك مئات المحامين في أسرائيل من اليهود او العرب الفلسطينيين اللذين درسوا القانون في جامعات اسرائيل مستعدين لأقامة دعوة
قضائية في المحاكم المدنية لأستردادها او للتعويض عنها
ولكن البعض يفّضل ان يقول بأن اسرائيل اغتصبتها لأجل عيون قضية العرب المركزية
عندما نقول بأن الدول العربية مثل العراق وليبيا ومصر وسوريا وغيرها صادرت وبالمليارات اراضي ومعامل وبيوت واموال يهودها يقول لنا الأخوة الفلسطينيين بأن لا علاقة لهم بتاتاً بما حدث في الدول العربية
اعلنت كل الحكومات العربية رفضها لقرار التقسيم وارسلت جميعها الجيوش لمحاربة اليهود ومع ذلك نلوم اسرائيل على حرب النكبة
قضية العرب المركزية هي محاربة الفقر والجوع والتخلف الذين عصفوا ببنى الدول العربية والفلسطينية
فلسطين قضية لم يحسن العرب التعامل معها على اساس التاريخ والمنطق فحولوها الى قضية حلها خيالي فاستحقوا ما لحق بهم
بالنسبة لهم حق العودة هو العودة الى اسرائيل وليس الى فلسطين, وتوراة اليهود خرافة وفلسطين التاريخية معناها محو اسرائيل من الوجود الخ


2 - السيدة زرقاء
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 4 / 27 - 06:53 )
شكرا

اخر الافلام

.. ترقب نتائج الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية المبكرة..


.. مفاوضات الهدنة.. ضغوط متزايدة على نتنياهو لقبول الاتفاق




.. الناخبون الفرنسيون يصوتون في الجولة الثانية من الانتخابات ال


.. اعتراض صواريخ في سماء جبل ميرون أطلقت من لبنان




.. قوات الاحتلال تقصف مدرسة العائلة المقدسة في غزة