الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعلام الطائفي طريق لتهميش الآخر واستبعاده

كاظم الحناوي

2015 / 4 / 26
الصحافة والاعلام


ان الخطاب الاعلامي العربي اصبح ملتصقا بالفكر الديني الذي تتبناه الدولة بينما كان في السابق يضع القومية في المقام الاول (وهي تمييز اقل درجة) حيث كان الاتهام في السابق لما يحمل في طياته النظام الحاكم بعد القومية من رؤية أيديولوجية لذلك لايمكننا الان الحديث عن خطاب برئ ونقي من التأثير الطائفي في الوطن العربي. إذ يظهر متكونا من مركز في مقابل فرع مهمش... يحدد المركز الخطاب الاعلامي بالنظر إلى جملة من المصالح ويحتكم إلى مجموعة من اراء شيوخ الدين مما يجعلها نظرة تخضع للانحياز ويتم وفقها إعادة رسم الأدوار وترتيبها بما يضمن للفكر المتبنى كل مظاهر الفوقية والسيطرة على الآخر واستبعاده....
الخطاب الاعلامي العربي وأبعاده الطائفية لايساهم بايجاد البديل الذي يجب طرحه والذي من شأنه أن يسهم في القضاء على سياسة الإقصاء والتهميش الا بعض الاصوات والتي يقودها بعض بقايا القوميين والشيوعيين السابقين واصحاب الفكر العلماني وهؤلاء اساسا ليسوا جبهة واحدة لاختلاف مشاربهم والنظرة للاخر..
الأنا في مقابل الآخرترتسم من خلالها انواع النشاطات الاعلامية العربية من خلال صنع صورة منتقصة ورديئة عن الاخر في حين يتم تركيب صورة عن الأنا تحمل سمات النقاء والجدارة لكي تكون عامل مساعد لإقصاء الاخر ... فحتى يسهل تشويه صورة المختلف يجب أن يسبق ذلك عمليات تأطير جميل للذات وتشويه للآخر ويتم البناء على اساس صورة متخيلة تدعي للآخر كل القيم المخالفة والتي يقصد منها الانتقاص له والحط من قيمته وإلصاق كل ماهو دوني به..
وقد قدم المفكر العراقي عبد الله إبراهيم تعليلا لاسباب هذا الخطاب العربي( في كتابه : المركزية الإسلامية -الصادر عن المركز الثقافي العربي) قائلا: ان العودة إلى المدوّنات الكبرى في الثقافة الإسلامية، طوال القرون الوسطى، تبين بجلاء أن صورة الآخر مشوّشة، مركّبة بدرجة كبيرة من التشويه. فالمخيال الإسلامي المعبّر رمزياً وتمثيلياً عن تصوّر المسلمين للاخر، قد أنتج صوراً تبخيسية ،حيث وضح :أنه نمط من التفكير المترفع الذي ينغلق على الذات ويحصر نفسه في منهج معين ينحبس فيه ولا يقارب الأشياء إلا عبر رؤيته ومقولاته ويوظف كل المعطيات من أجل تأكيد صحة مقولاته.....
فيما سامي البحيري يقول في مقالته (ثقافة الكراهية نرضعها منذ الطفولة – موقع ايلاف الالكتروني ) خطبة الجمعة اصبحت منبرا للكراهية والمحرض الاول لالغاء الاخر تتناقلها وسائل الاعلام العربية دون مراجعة او تمحيص مستشهدا بما يقول الخطيب في نهايتها (اللهم شتت شملهم، اللهم يتم اطفالهم ، اللهم رمل نساءهم اللهم اجعل اموالهم ونساءهم غنيمة للمسلمين، ويرد وراءه كل المسلمون : أمين!! ).
إن استخدام الخطاب العنيف المقصود منه ممارسة الضغط على تصورالإخروفق نظرة شمولية عامة لإرباك الطوائف المغايرة واستبعادها من نطاق الاهتمام ليتم تعبئة الجميع إيديولوجيا بطريقة تجعل الاستسلام والقبول بتلك المعايير أمرا مسلما به عندما تشعر الذات بدونية إزاء الآخر.
فالمركز يسعى لإعادة التماسك عن طريق استغلال الخطاب الاعلامي المستند لاراء رجال الدين لكي يبعث فيه روح القبول والمصداقية لدى الجمهور المستهدف لذلك اصبح الحديث عن خطاب اعلامي خارج سيطرة كبار هيئة علماء الدين هو من قبيل المغالطة إذ الهيئات الدينية الكبرى وتعزيزلمكانتها تمرر رسائل من خلال الفتاوى لكي يتمكنوا من صياغة الوعي العام بما يخدم ترسيخ الصورة النمطية عن الآخر لكي لا يفتح باب المسائلة والحوارواحترام الاختلاف لان ذلك باب يفتح المجال للسؤال عن الحريات ويمنع التحجر والقضاء على عقدة التعالي ويحترم الهويات ...لذلك اصبحت المنابر الاعلامية تستخدم الدين بمثابة الوقود الذي يؤجج الصراعات وينميها لخدمة المركز ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تتقرب سوريا من الغرب على حساب علاقتها التاريخية مع طهران؟


.. حماس: جهود التوصل لوقف إطلاق النار عادت إلى المربع الأول




.. هل تنجح إدارة بايدن في كبح جماح حكومة نتنياهو؟


.. الجيش يوسع عملياته العسكرية على مناطق متفرقة بشمال قطاع غزة




.. مقتل العشرات في فيضانات جرفت قرى بولاية بغلان بأفغانستان