الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اشكالية مطلب الزيادة في أجور العمال

عبد السلام أديب

2015 / 4 / 26
الحركة العمالية والنقابية


أجرت السيدة بشرى عطوشي الصحافية بجريدة المنعطف حوارا مع عبد السلام أديب حول اشكالية الزيادة في الاجور التي تم تداولها من طرف العديد من المنابر الاعلامية مؤخرا وما حقيقة الاشاعات المتداولة؟ وهل تعتبر الزيادة في الاجور أولى أولويات النقابات؟ وقد جاء الحوار كما يلي.

• تضع النقابات في مقدمة أولوياتها في الحوار الاجتماعي مطلب الزيادة في الأجور هل تعتبرون أن هذا بالفعل أولوية الأولويات ؟

** جميع النقابات الممثلة للطبقة العاملة في البلدان الرأسمالية تعتبر مطلب الزيادة في الأجور في مقدمة الأولويات، خصوصا في البلدان الرأسمالية المتقدمة. لكن الملاحظ في بلد كالمغرب رغم اعتماده نمط الانتاج الرأسمالي منذ عقد الستينات من القرن العشرين الا أن الشروط الشغلية ظلت على المستوى العملي متخلفة بشكل متعمد ما دام ذلك يفيد الباطرونا في تحقيق التراكم البدائي لرأس المال على حساب العمال. وهنا بالضبط يمكن التأكيد على أن هناك مطالب نقابية أخرى تحظى بالأولوية مثل الانتهاكات التي تعاني منها الحقوق والحريات النقابية ومطلب إلغاء الفصل المشؤوم رقم 288 من القانون الجنائي ومطلب تطبيق السلم المتحرك للأجور ومطلب اعتماد تدابير السلامة خلال مزاولة الشغل في مركبات الشغل الخطرة ومطلب معاقبة تشغيل الاطفال واحترام الحد الأدنى للأجور ... الخ.

فالأولويات النقابية في المغرب تتجاوز على مستوى المطالب الأولويات النقابية في البلدان الرأسمالية المشابهة. لكن تعدد الأولويات النقابية في بلادنا لا يجب أن يحجب أبدا أولوية مطلب الزيادة في الاجور هنا والآن، نظرا لجمود الأجور الاسمية منذ سنوات ان لم نقل عقود ومقابل تدهور مريع للأجور الفعلية، علما أن الأجور الفعلية تتحدد بمقارنة سعر قوة العمل بسعر مختلف البضائع الضرورية للحياة، فبينما ضل سعر العمل اليومي منذ مجيئ هذه الحكومة على الأقل يتحدد في حوالي 80 درهم فقط تزايدت أسعار المنتجات والخدمات والمحروقات بنسب تتجاوز مائة بالمائة. وهو التناقض الذي دفع نحو تدهور عميق في معيشة الطبقة العاملة. كما تراجعت قيمة الأجر النسبي كثيرا وهو الأجر النسبي الذي يعبر عن معدل حصة العمل المباشر الذي يبدله العمال في القيمة الجديدة التي يخلقونها بالنسبة لمعدل حصة العمل المكدس لدى الرأسمالي أي معدل أرباح رأسمال.


وعلى العموم فإن حصة معدل أرباح الرأسماليين قد نمت بسرعة في بلادنا منذ أزمة 2008 نتيجة عدة عوامل أهمها اعادة الهيكلة الميكانيكية والتكنولوجية لوسائل انتاج المقاولات عبر ادخال آليات جديدة اكثر انتاجية واحداث تقسيمات جديدة للعمل فرضتها اعادة الهيكلة وأيضا لجوء البرجوازية المغربية الى التسريحات العمالية الجماعية بدعوى تداعيات الازمة الاقتصادية والمالية العالمية. حيث غدت فئات الباطرونا تتنافس فيما بينها حول من سيسرح اكثر من العمال لتحقيق أعلى معدلات من الارباح. وأيضا نتيجة دعم الميزانيات السنوية للدولة للعشرات من المقاولات التي كانت تدعي الازمة أو ادعت اعادة هيكلة مركباتها الانتاجية كما فعلت شركة أونا مثلا منذ سنة 2008 باعفائها من أداء ضرائبها السابقة أو الحالية لمدى سنوات أو اعفاء الشركات من اداء حصصها من الضمان الاجتماعي أو تمكينها من تقليص أجورها دون الحد الأدنى للأجور. وهذا بطبيعة الحال الى جانب الأرباح التي حققها لهذه الشركات ارتفاع أسعار المنتجات والخدمات عقب اعدام صندوق المقاصة واطلاق يد الباطرونا بشكل مباشر أو غير مباشر للزيادة في اسعار منتجاتها وخدماتها.

ان أولوية مطلب الزيادة في الاجور اليوم لا تمليه فقط هذه العناصر التي اشرت اليها اعلاه، بل يفرضه ايضا عجز السوق الداخلي عن امتصاص أكثر من نصف المنتجات المحلية والمستوردة وذلك نتيجة لتدهور القدرة الشرائية للعائلات وتدهور أجورها الفعلية والنسبية. وهذا يعني ان مطلب الزيادة النسبية في الاجور أصبح مطلب برجوازي ايضا، نظرا لان ارباح هذه البرجوازية لا تتحقق الا بتصريف شبه كلي لمنتجاتها وخدماتها، لكن عجز السوق الداخلي عن ذلك سيزيد من تدهور ارباحها وتعاظم خساراتها. ثم هناك أيضا أن مطلب الزيادة في الاجور الاسمية يعتبر وسيلة أيضا لتحقيق عائدات ضريبية عالية للميزانية العامة للدولة التي تعرف اختلالات عميقة نتيجة تدهور العائدات الضريبية كمداخيل عادية الى نحو 58 % من مداخيل الميزانية.


وأخيرا تجدر الاشارة إلى أن المعطيات الموضوعية السابقة تلتقي مع هاجس سياسي آخر لدى حكومة بنكيران والاحزاب السياسية والنقابات المتطلعة إلى تحسين علاقتها بالطبقة العاملة بعدما افسدت هذه العلاقات القرارات اللاشعبية واللاديموقراطية التي باشرتها حكومة بنكيران منذ سنة 2011 لخدمة مصالح الباطرونا فقط على حساب الطبقات الشعبية المسحوقة في ظل صمت متواطئ أو مطالب خجولة للأحزاب والنقابات.


إذن فمطلب الزيادة في الاجور الذي تفرضه عدة اكراهات موضوعية وتلتقي مع المطامح السياسية للحكومة والاحزاب والنقابات لكسب رهانات الانتخابات المقبلة، كانت دائما حاضرة في الحوارات السرية بين أطراف اللعبة السياسية والنقابية، أما الافصاح الرسمي عنها فأريد له أن يشكل محور مسرحية اتفاقات مرتقبة بين الحكومة والنقابات يتم الاعلان عنها عشية فاتح ماي 2015. علما أن تحقيق هذا المطلب سيتم استخدامه لتمرير قوانين أخرى لا شعبية مثل اصلاح نظام التقاعد والزيادة في اسعار غاز البوطان والدقيق.



• بالنظر إلى المؤشرات الإيجابية للاقتصاد الوطني هل ترون أن الزيادة في الأجور تفرض ذاتها في الظروف الراهنة ؟

** كما أشرت الى ذلك في معرض جوابي على سؤالك السابق هناك عوامل موضوعية تملي على الحكومة ومن خلفها مجمل رأس المال المحلي والدولي الزيادة في الاجور بارتباط مع ما يسميه صندوق النقد الدولي بالاصلاحات الهيكلية كاعدام صندوق المقاصة وتطبيق الاسعار الدولية وتحرير المحروقات واعتماد الثلاثي الملعون في اصلاح انظمة التقاعد أي الزيادة في سن التقاعد والزيادة في الاقتطاعات لاجل التقاعد مع التخفيض من رواتب التقاعد. فسيناريوهات الزيادة في الاجور سواء عن طريق التخفيض من الضرائب على الاجور والمرتبات أو الزيادة الصافية فيها على مدى سنتين والتي قيل انها قد تصل الى 1600 درهم ستعني من جهة أخرى أنها ستحفز على زيادة سريعة في نمو أرباح رأس المال نظرا لما ستحققه هذه الزيادات من توسع في السوق الداخلي وامتصاص كبير للسلع المتراكمة في الاسواق ومن اقبال المقاولات على الزيادة في طاقاتها الانتاجية.


إن الزيادة النسبية في الاجور والذي من شأنه ان يساعد موضوعيا على تحقيق نمو سريع في ارباح الباطرونا للأسباب التي اشرت اليها سابقا، يعني من جهة أخرى أن الربح لا يمكنه أن ينمو بسرعة إلا إذا هبط في المقابل سعر العمل، أي قيمة الأجرة النسبية، بنفس السرعة.


وتفسير هذا التناقض يكمن في أن الأجرة النسبية قد تهبط حتى ولو ارتفعت الأجرة الفعلية في الوقت نفسه الى جانب الأجرة الاسمية نتيجة الزيادات النسبية في المرتبات والأجور المحسوبة بدقة، ولكن شريطة أن لا ترتفع الأجرة الفعلية بنفس النسبة التي يرتفع بها الربح. فإذا ارتفعت الأجرة بنسبة 5 بالمئة في مرحلة الانتعاش وارتفع معدل الربح بنسبة 30 بالمئة، فمعنى ذلك أن قيمة الأجرة النسبية لا تزداد، بل تتراجع.


وهذا يعني أن تزايد أجرة العامل مع نمو الرأسمال بسرعة، تجعل الهوة الاجتماعية التي تفصل بين العامل والرأسمالي تتسع في الوقت نفسه، كما تتعاظم في نفس الوقت هيمنة الرأسمال على العمل وتتفاقم تبعية العمل إزاء الرأسمال.


فالقول بإن للعامل مصلحة في نمو الرأسمال بسرعة، إنما يعني في الواقع أنه كلما زاد العامل بسرعة ثروة الرأسماليين، كلما ازدادت الفتائت التي يلتقطها من على موائد الباطرونا؛ وكلما أمكن تشغيل عدد أكبر من العمال، كلما أمكن زيادة جيش العبودية المأجورة التابع لرأسمال. وهكذا فحين ينمو الرأسمال بسرعة، تنمو المزاحمة بين العمال بصورة أسرع بما لا حد له، أي أنه بقدر ما يسرع الرأسمال في نموه، بقدر ما تتقلص بمقادير أكبر نسبيا أبواب الرزق، وسائل معيشة الطبقة العاملة؛ و مع ذلك فإن نمو الرأسمال بسرعة هو الشرط الأنسب للعمل المأجور.

• تبعا للدراسة التي قامت بها المندوبية السامية للتخطيط يعتبر الدخل من العناصر التي تشكل معاناة للمواطنين في معيشتهم هل يمكن حل هذه الإشكالية بالزيادة في الأجور؟


** يعتبر نمط الانتاج الرأسمالي ذو طبيعة ثورية، فقانون المزاحمة والتنافس بين الرأسماليين على تخفيض كلفة الانتاج تجعلهم في بحث محموم على اعتماد آخر صيحات الآلات الانتاجية واستخدام احدث تقنيات الانتاج وايضا اللجوء الى آخر مناهج التدبير الاقتصادي في مجالات الصناعة والانتاج، فهذه العملية التي تفرض نفسها على الرأسماليين بقوة لتخفيض تكاليف الانتاج وتبسيط مسلسل الانتاج وتقسيم العمل يؤدي في نفس الوقت الى قيام العامل بعمل 5 أو 10 أو 20 عامل، مما يزيد المزاحمة بين العمال والى انخفاض الاجور أكثر نتيجة اتساع حجم البطالة نتيجة ذلك. وعندما يغدوا العمل بسيطا مع ما يرتبط بذلك من تزايد تقسيم العمل، لا تبقى لمهارة العامل الخاصة أية قيمة. فالعامل يتحول الى قوة منتجة بسيطة، رتيبة، أي إلى قوة لا يُتطلب منها أية كفاءة جسدية أو فكرية ممتازة. ولذا يضغط المزاحمون على العمل من كل الجهات. ثم بقدر ما يغدوا العمل بسيطا وسهلا، بقدر ما تقل نفقات الإنتاج لاستيعابه، بقدر ما تهبط الأجرة، لأن الأجرة إنما تحددها نفقات الإنتاج، شأنها شأن سعر أية بضاعة أخرى.


ودون العودة الى كيفية احتساب أجر العامل انطلاقا من سعر قوة العمل والمدة التي يستغرقها العامل في انتاج البضاعة وهو الأجر الذي لا يتجاوز قدرة العامل على تجديد قوة عمله وتجديد نسله. فإن قيمة هذا الأجر الفعلية تتدهور بسرعة في مقابل معدل أرباح الرأسماليين التي تتزايد بشكل لولبي تصاعدي، فمن خلال سيرورة هذا التناقض تحدث الازمات على شكل تناقض موضوعي بين شساعة انتاج البضائع من جهة وعدم القدرة على تصريف تلك البضائع من جهة أخرى نظرا للتدهور الكلي للقدرة الشرائية للطبقة العاملة. فانطلاقا من هنا طبعا يصبح لزاما على الحكومة والباطرونا التفكير في زيادات ضرورية في الاجور حتى لا ينهار نمط الانتاج الرأسمالي نفسه.


• هل ترون أن الزيادة في الأجور يجب أن تكون شاملة لجميع فئات المأجورين أم تنحصر فقط في الأجور الدنيا؟


** ان كل اهمال لأجور فئة من الفئات الشغلية عند اقرار زيادت في الرواتب والاجور من شأنه خلق نفس الاختلالات في التوازن العام للاقتصاد الرأسمالي. فالزيادة في الاجور ليست مجرد اجراء تقني ميكانيكي، بل عبارة عن آلية اجتماعية تنبني على علاقات انتاج رأسمالية مختلة، لذلك فان كل معالجة جزئية لها الا وتحافظ وتعمق نفس الاختلالات السابقة والتي تبرز بسرعة الى السطح على شكل احتجاجات وازمات اقتصادية واجتماعية وسياسية، خصوصا في مواجهة تفاقم ارتفاع الاسعار وعدم قدرة الفئات المحرومة تلبية ادنى حاجياتها الاساسية.


إن الحركة العمالية اليوم عشية فاتح ماي مدعوة أكثر من أي وقت مضى، نظرا للمؤامرات الطبقية التي تحاك ضدها، الى التوحد تحت راية الأداة السياسية للطبقة العاملة من أجل تحقيق أهدافها الاستراتيجية وفي مقدمتها انهاء التفاوت والاستغلال الطبقيين ومن اجل الاشتراكية والتحرر والديموقراطية.





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


التعليقات

1 - السيد عبد السلام اديب المحترم
ادم عربي ( 2015 / 4 / 26 - 15:49 )
السيد عبد السلام اديب المحترم
اعتقد ان الزيادة في اجور العمال في الغرب قطعت شوطا كبيرا جدا ، لدرجة باتت تهدد المؤسسه التي يعمل بها العمال ، وكل ذلك بسبب الانهيار الاقتصادي لتلك الدول والبطالة ، فكثير من الشركات في الغرب اضطرت الى الاغلاق بسبب مطالب الاتحادات المستمرة ، ونقلت مكانها الى الدول الفقيرة ، الان هناك شركات قبل التوظيف تطلب من الموظف التوقيع على عدم الانتماء الى نقابة
تحياتي

2 - تحية للسيد ادم عربي المحترم
عبد السلام أديب ( 2015 / 4 / 26 - 18:04 )
أشكرك السيد ادم عربي على المرور وترك الملاحظة. متفق معك تماما على الأساليب الجديدة للباطرونا من اجل الحفاظ على أجور العمال جد متدنية رغم أن ذلك هو نفسه سبب الأزمة التي تنخر نمط الانتاج الرأسمالي . فانخفاظ الاجور يعني عدم قدرة الكتلة الاجرية بمجموعها داخل بلد معين على امتصاص الانتاج الزائد والذي تكون قيمته بالضرورة مضاعف عدة مرات مقارنة بالاجور الموزعة وبذلك تظهر ازمة تصريف المنتجات وتوقف الانتاج والتسريحات والبطالة. أما على المستوى النقابي فالملاحظ ان العديد من وحدات انتاج السيارات اقفلت ابوابها عندما لاحظت تنامي النضال النقابي وهناك مثال على ذلك في اقفال شركة أبيل لمعملها ببوهوم بألمانيا نظرا لتنامي الوعي النقابي وتطوير اساليب المواجهة مع الباطرونا. صحيح ان الشركات الصناعية الكبرى بدأت تنقل مركباتها الانتاجية نحو دول الجنوب حيث الايدي العاملة الرخيصة والقرب من المواد الخام الرخيصة وحيث يمكن استغلال العمال بكثافة في ظل غياب تشريعات زاجرة للاستغلال الفاحش وايضا امكانية تلويت البيئة بدون حدود. استقرت مؤخرا شركة رونو بمدينة طنجة بالمغرب حيث تسدد اجور العمال بمبلغ 250 أرو مقابل 1400

3 - تحية للسيد ادم عربي المحترم
عبد السلام أديب ( 2015 / 4 / 26 - 18:19 )
أورو كأجرة شهرية للعامل بفرنسا. وهذا يعني شيئان هما أولا أن أساليب الاستغلال أصبحت متطورة وعالمية ثم ثانيا أن أزمات الرأسمالية في عصر الامبريالية حيث أصبح نمط الانتاج الرأسمالي هو السائد في كل مكان أصبحت أكثر خطورة من السابق لأن الانتاج الزائد مأخوذا في مستواه العالمي أصبح مضاعفا آلاف المرات أكبر من الكتلة الاجرية مأخودة أيضا في مستواها العالمي، لذلك فمن البديهي ان لا تتمكن هذه الكتلة الاجرية من امتصاص كامل الانتاج الزائد. وبطبيعة الحال علينا ان نتخيل حجم الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي العالمي. حاليا نشاهد كيف تعالج القوى الامبريالية العالمية المهيمنة بدون شريك أزماتها خاصة من خلال خلق الفوضى والانهيار التام في العديد من مناطق العالم يأتي وسط آسيا والشرق الاوسط في مقدمتها، وكيف تفضل هذه القوى تسييد القوى البريرية التي تصبح مثل السرطان الذي يدمر كل شيء والذي قد يتسبب في نشوب حرب عالمية ثالثة يتمكن من خلالها نمط الانتاج الرأسمالي من الاستمرار انه الوجه المريع للامبريالية والذي لا يمكن ايقافه الا من قبل البروليتاريا الصناعية الموحدة عالميا

4 - زيادة اجور العمل من الاوليات في كل المجتمعات
مكارم ابراهيم ( 2015 / 4 / 28 - 07:36 )
الرفيق العزيز عبد السلام اديب
شكرا لجهودك الحثيثة دوما باعطائنا صوة عن مجريات الاحداث والازمات الحياتي للشعب عامة وللعمال خاصة في بلدكم المغرب واتفق معك تماما بان في البلدان الراسمالية جميعا يعتبر مطلب زيادة الاجور من الاوليات وهو المحرك المحوري لكل المظاهرات والازمات في الغرب الراسمالي
ورغم بلداننا الغربية راسمالية في اللب الا انها اشتراكية في مجال نقابات العمال والرعاية الصحية والتعليم مجاني ورعاية الفقراء والمرضى والمشردين هذه صور اشتراكية في بلداننا الراسمالية اتحدث عن الدول الاسكندنافية طبعا حيث اعيش في الدنمارك والسويد والنرويج وفنلدا هذه الدول يعتبر راس المال في البنوك هو محركها الاولي لكنها اشتلراكية في نقاباتها والرعاية الصحية والتعليم مجاني لجميع افراد الشعب اذا المواطن بحاجة لعملية تجرى له بدون ان يدفع قرشا واحدا لااقصد التجميلية طبعا
جمعنا هنا الراسمالية والاشتراكية مع بعض هذه دول الرفاه الاجتماعي
تقبل مني خالص المود والاعتزاز

5 - تحية عالية للرفيقة العزيزة مكارم ابراهيم
عبد السلام أديب ( 2015 / 4 / 28 - 12:22 )
اشكرك على المرور والملاحظة القيمة، بالفعل ان وضع الدول الاسكندنافية الآن هو وضع جيد بالنسبة للعمل النقابي وبالنسبة للمرافق العمومية ذات الطابع الانساني والاجتماعي. لكننا مع ذلك علينا أن نطرح سؤالين مهمين ونحاول ايجاد اجوبة عليها وهما أولا كيف وصلت هذه البلدان الى وضعها الحالي في الزمان والمكان؟ ثم السؤال الثاني، هل سيستمر الوضع الحالي؟ وإذا ما تغير الوضع الحالي ففي أي اتجاه؟ أي في الاتجاه السلبي أمخ في الاتجاه الايجابي؟ هذين السؤالان ضروريان حتى نفهم هل نحن قادرون بالفعل ان نصل الى ما وصلت اليه البلدان الاسكندنافية أم لا؟ ولماذا في الحالتين. أقول ذلك لأن كل شيء له علاقة سببية ثم ان لا شيء يبقى على حاله، انه منطق الديالكتيك. فأوروبا بالكامل عاشت عصور التخلف لأسباب كثيرة، كما عاشت في ظل الاستبداد والاقطاع والفوضى ومحاكم التفتيش الكنسية والصراع الطبقي ، كما تبنت أوروبا نمط الانتاج الرأسمالي واستطاعت تطوير الانتاج الصناعي من خلال غزو الشعوب الأخرى واستعباد تلك الشعوب ونهب خيراتها فما سمي بالثورة الصناعية كانت في الواقع مجزرة صناعية، انه التراكم الرأسمالي البدائي . وكلما تفاقمت الازمات

6 - تحية عالية للرفيقة العزيزة مكارم ابراهيم
عبد السلام أديب ( 2015 / 4 / 28 - 12:32 )
واحتدام الصراع الطبقي وتفاقم الازمة السياسية الا وكانت البلدان الاوروبية تجد العلاج في الحروب وغزو الشعوب الاخرى . فقد شكلت عائدات المستعمرات وسيلة لتلبية المطالب الشغلية خصوصا أمام النهوض الجماهيري تحت تأثير الأفكار الاشتراكية، فما فعله بسمارك منذ سنة 1870 من تلبية بعض المطالب النسبية للطبقة العاملة وفي نفس الوقت حضر التيارات الاشتراكية بل وحضر العمل النقابي يفضح التناقض القائم، كما أن الثورة البلشفية سنة 1917 في روسيا القيصرية والمحاولة الثورية لعمال المانيا سنة 1918 - 1919 بقيادة روزا لكسمبورغ وكارل لبكنخت والقيام باغتيالهما لايقاف الثورة شكل أيضا مناسبة لتنازل البرجوازية عن جزء من فائض القيمة لفائدة المرافق العمومية وايضا فصل العمال عن العمل السياسي من خلال تأسيس نقابات خبزية . ان الوضع الحالي في البلدان الاسكندنافية هو نتيجة لهذا الماضي المليئ بالصراعات. وهذا لا يعني ان الوضع الحالي سيستمر الى ما لا نهاية في ظل نمط الانتاج الرأسمالي المبني اساسا على التناقض بين البرجوازية والعمال وفي ظل انحسار أسواق تصريف الانتاج الزائد. فالخوصصة تكتسح العالم وجشع البرجوازية لا حدود له

7 - دول الرفاه الاجتماعي
مكارم ابراهيم ( 2015 / 4 / 28 - 15:59 )
الرفيق العزيز عبد السلام اديب
تحية طيبة من جديد طرحت علي سؤالين هامين وساحاول الاجابة حسب معلوماتي التي ارجو ان تكون صحيحة ولم انسى شيئ
سؤالك حول كيف وصلت دول الرفاه الاجتماعي الاسكندنافية لوضعها الحالي اك
جوابي : اكيد بالمطالبة الجماهيرية المستمرة الديمقراطية واختيار حكومة نزيهة تفكر بحقوق الشعب رغم انها دول ملكية ويحكمها ملوك الا ان الملوك لاسلطة لهم بالتدخل في سياسة الدولة
فالملوك فقط ياخذون راتبا شهريا لاحتفاظهم بالبلقب ولايتدخلون بسياسة الدولة بل رئيس الوزراء والحكومة هي من يقرر امور الشعب واهم شئ واول خطوة كانت بفصل الدين عن الدولة هنا بدات تتقدم هذه الدول ويصبح للمراة حقوق مكانة محترمة وكما وضحت مسبقا النقابات العمالية لها دور كبير في حقوق العممال
اما سؤالك الثاني يحتاج الى مقالة مفصلة للاجابة اي طريق تسير هذه المجتمعات
تاثير لازمة العالمية مازال مؤثرا عليها والازمة في الدول العربية بوصول لاجئين باعداد هائلة لهذه الدول وتعرضها لعمليات ارهابية من المتشددين له تاثير كبير على سير واتجاه سياسة هذه الدول

الى هنا اتوقف واتمنى ان تقبل مني خالص الود والاعتزاز والتقدير

8 - دولة الرفاع الاجتماعي
عبد السلام أديب ( 2015 / 4 / 28 - 20:12 )
تحية مجددة لك الرفيقة مكارم، اني احترم ما تفضلت بتقديمه حول سيرورة الوصول الى دولة الرفاه في البلدان الاسكندنافية، المشكلة هي تنك قدمت هذه السيرورة كما لوأن شهوب هذه المنطقة الجغرافية قد وصلت الى ما وصلت اليه كما لو انها كانت في نزهة وتسير على بساط من حرير نحو دولة الرفاه. اعتقد ان المنهجية التي تستعمل للوصول الى مثل هذه النتائج هو المنهج الميثالي والانطلاق من التجريد الفكري كما هو الشأن حينما نقول ان الانسان الاسكندنافي هو اكثر ذكاء وانسانية لذلك وصل الى ما وصل اليه بينما شعوبنا لم تصل الى ذلك لانها غير ذكية وغير انسانية لذلك لن تتوصل الى دولة الرفاه. هذا المنهج في التحليل يوصلنا الى صور وردية غير واقعية. لكن المنهج الممكن اللجوء اليه لتفكيك الحقيقة مهما كانت قاسية فهو المنهج الجدلي ، فالاشياء لا علاقة لها بالذكاء والنسانية، بل يتعلق بالمادية لتاريخية وبالصراع الطبقي وبالحروب الكثيرة التي خاضتها البلدان الأوروبية بعضها ضد بعض. انه التاريخ المادي الطويل نسبيا منذ عهد الاغريق ومرورا بالامبراطورية الرومانية ثم تفككها ونشأة الاقطاعيات والصراع الطبقي بين النبلاء والفلاحين الفقراء ثم

9 - دولة الرفاع الاجتماعي
عبد السلام أديب ( 2015 / 4 / 28 - 20:18 )
ظهور نمط الانتاج الرأسمالي ودخول البرجوازية في صراع طويل مع نظام الاقطاع. الوضع الحالي للبلدان الاسكندنافية لم يكن غريبا عن هذا التطور لانها جزء من البلدان الرأسمالية التي استعمرت العالم ونهبت خيرات الشعوب من أجل اتقان البنيات التحتية والمرافق العمومية واعتماد دولة الرفاه. ان الصاعق اليوم هو تحلل دولة الرفاه لصالح الوحشية الرأسمالية الشبيهة بما كان يحدث خلال القرن التاسع عشر

10 - دول الرفاه الاجتماعي
مكارم ابراهيم ( 2015 / 4 / 29 - 06:16 )
تحية رفاثية مجددة للرفيق المتالق دوما عبد السلام اديب
تحليلك لوصول دول الرفاه الاجتماعي الى وضعها الحالي صحيح حسب المنهج الجدلي بالحروب بين بعضها واحتلالها لبعضها واستقلالها ثم الصراعات الطبقية في مرحلة الاقطاع ثم ظهور الثورات البرجوازية وصراع المراة الطويل لتحقيق كرامتها وحريتها فقط مئة عام مضت على استعباد المراة في دول الرفاه الاجتماعي في الاول من مارتس هذا العام 2015 احفلنا بمرور مئة عام على تحرير المراة الاسكندنافية وحصولها على حقوقها خرجت للشارع والحقيقة الراهبات الممرضات هن من كان المحرك المحوري لتحرير المراة في اوروبا خرجنا للشارع وصممنا على احترامهن كالرجال للتصويت والعمل والاجور
اذن لم يكن التاريخ بعيدا فقط مئة سنة مضت اتمنى على نساء الدول العربية ان تخرج من سباهتها فالمراة اذا تحركت وتحررت سيتحرر المجتمع كله واذاوصلت المراة للسلطة بدل الرجل سيتحرر المجتمع كله انظر الى السيدة انجيلا ميركل انها تراس اكثر الدول في الاتحاد الاوربي قوة اليوم مع الازمة المالية العالمية امراة ذكية وبلدها افضل دول في الاتحاد الاوربي في السوق الاوربية
زتقبل مني خالص الود والاعتزا

11 - دولة الرفاه الاجتماعي
عبد السلام أديب ( 2015 / 4 / 29 - 10:27 )
مع كامل التقدير والاحترام للرفيقة مكارم ابراهيم

اخر الافلام

.. الجزء الثاني – أخبار الصباح | مسؤول في حماس: سنتعامل بإيجابي

.. قيادي في حركة حماس يؤكد أن الحركة ستتعامل بإيجابية مع أي مب



.. مسؤول في حماس: سنتعامل بإيجابية مع أي مقترح ينهي الحرب في غز

.. مفاجأة عن موعد صرف مرتبات شهر يونيو للعاملين بالحكومة




.. تقرير الوظائف في سوق العمل الأميركي ينصف بايدن.. ومعضلة واحد