الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسؤولية الاجتماعية في المجتمع الرياضي

بشير ناظر حميد

2015 / 4 / 26
عالم الرياضة


أن الشعور بالمسؤولية الاجتماعية في المجتمع الرياضي أتجاه افراد المجتمع هي مسؤولية وطنية أولاً، ومن ثم مسؤولية فردية اتجاه الجماعة أو الوسط الاجتماعي الذي ينتمي اليه الرياضيين، وبهذا تقتضي المسؤولية الاجتماعية الشعور بالواجب والقدرة على تحمله، وأن يكون الرياضي مسؤول عن كل ما يصدر عنه من سلوك، وخصوصاً في المحافل الخارجية لأن الرياضي يحمل معه تراث مجتمعه ووطنه، لهذا لا بد أن يكون التمثيل بمستوى المهمة وعلى قدر المسؤولية التي حملها له المجتمع. وعند الكلام عن موضوع المسؤولية الاجتماعية في المجتمع الرياضي نستحضر مفهوم التناشز الاجتماعي الذي تكلم عنه عالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي، والذي يتضمن جملة من القيم المتناقضة موجودة في واقع المجتمع مثل تناشز الحقوق والواجبات، أو التناقض والتقاطع بين منظومة القيم الاجتماعية التي تعتمد عليها الأسس الرئيسة لغرس مفهوم المسؤولية الاجتماعية لدى افراد المجتمع الرياضي، وذلك من خلال مؤسسات متعددة تبدأ من الاسرة عن طريق التنشئة الاجتماعية وخصوصاً اذا كان احد افراد الاسرة ينتمي الى الوسط الرياضي، ومن ثم من خلال المؤسسة التعليمة وبالتحديد بواسطة درس التربية الرياضية الذي لا بد ان يكون درساً نظرياً وميدانياً يتم من خلال صنع البطل الرياضي وتنمية المواهب الموجودة ورعايتها، وبعدها تتعدد المؤسسات المسؤولة عن تنمية المسؤولية الاجتماعية لدى الرياضيين من خلال كليات التربية الرياضية، ووزارة الشباب والرياضة، واللجنة الأولمبية، والاتحادات المركزية، والأندية الرياضية، والاعلام الرياضي من خلال غرس بعض المفاهيم والتأكيد عليها لتكوين ثقافة رياضية لدى أبناء المجتمع الرياضي بجميع تسمياتهم، من لاعب، واداري، وحكم، ومدرب وجمهور.
كما أننا نجد أن منظومة القيم في المجتمع العراقي قد تعرضت إلى متغيرات متعددة، ونشأت في ظلها أزمات كثيرة وفي كافة المجالات، والمجال الرياضي احداها، وأن مفهوم الرياضة بشكل عام قد طرأ علية بعض التغيير عما كان علية في السابق، فتحولت الرياضة من كونها هواية إلى مهنة وظهرت معها عملية الاحتراف الرياضي في كافة الألعاب الفردية والفرقية ونتيجة لها أصبح الشعور بالمسؤولية الاجتماعية أقل مما هو علية في الأداء الرياضي عند تمثيل المنتخبات الوطنية، ولكن قد يكون الإنجاز قد ارتفع، لأن العملية طردية هنا كلما زاد الأداء تطوراً، كلما ارتفع المردود المادي للرياضي، وهنا أصبحت المسؤولية الاجتماعية تحمل وجهاً مادياً من اجل اثبات الذات. وبشكل عام فقد ظهرت في الوسط الرياضي مظاهر ضعف المسؤولية الاجتماعية لدى اللاعبين من خلال تهجمهم على مدربيهم وتجاوزهم على الحكام اثناء المباريات، أو بين اللاعبين أنفسهم وما يحدث من اعتداءات لفظية وبدنية فيما بينهم، أو بينهم وبين الجمهور، فضلاً عن هذا، لا بد من الاشارة عما موجود في عقول ونفوس البعض من أبناء المجتمع الرياضي، وما يدفعهم إلى عدم الشعور بالمسؤولية الاجتماعية هو قد يكون ارتباطهم السياسي أو قربهم من هذا الحزب أو تلك الجهة السياسية، وما شابه ذلك من حركات سياسية، وهذا يؤشر إلى وجود اهمال وخلل معين في المنظومة الاجتماعية بشكل عام، لأن ما يحدث في أي نسق اجتماعي من انساق المجتمع ينعكس على بقية الأنساق، كما انه جزء من كل مما يحدث في المجتمع من أحداث ومظاهر في ظل الفوضى وعدم الامن واضطرابات الاحداث، مما يكون هناك صورة رمادية عن العديد من القضايا التي تحدث في المجتمع. وهنا أجد من الضروري الإشارة إلى أن افراد المجتمع الرياضي هم سفراء سلام ودعاة أمن واطمئنان وعرابين الوحدة الوطنية في ظل ظروف الازمات الاجتماعية التي تمر بالمجتمع في كل زمان ومكان، لهذا من الضروري أرى ألا تتدخل السياسة في الرياضة، ولكن من المهم الإشارة إلى أن الرياضة كانت سبب رئيسي لترطيب الأجواء بين الكثير من الدول المتخاصمة على المستوى العالمي، وذلك من خلال لقاءتها في الدورات الأولمبية وغيرها، وشواهدها كثيرة للمتابع الرياضي. اخيراً ومن خلال المسؤولية الاجتماعية نستطيع أن ننهض بعملية التنمية الشاملة في المجتمع وادواتها الرئيسية هما الشباب الذين يعتبرون عماد المجتمع الرياضي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول سعودية تفوز بمنافسات كأس العلا.. قصة -شغف- ريما الحربي ب


.. أب أمريكي متهم بالتسبب في وفاة ابنه بسبب سوء المعاملة وإجبار




.. ولي العهد رئيس الوزراء يلتقي الملك تشارلز الثالث في جناح الب


.. الملاكمة المحترفة صوفيا نابت: حلمي أن أمثل المغرب




.. غولف من دون ملاعب.. كيف تطورت هذه الرياضة بالسعودية منذ فترة