الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وا اسفاه..

سامي كاظم فرج

2015 / 4 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


وا اسفاه..
سامي كاظم فرج
حين كنت اقوم بتدريس احد ابنائي مادة الرياضيات المكونة مما يقرب من عشرين صفحة كان يشير عليَّ بان هذا الفصل (داخل) ثم يتجاوز بعضا من الصفحات لكي يؤشر بان هذا الفصل (داخل)..
تناهى الى اذهاني سؤال مفاده.. هل ان المعلم او المعلمة هو الذي يقرر دخول هذه المادة من عدمه.. واذ كان الامر هكذا فلماذا لا (تفصّل) وزارة التربية المواد على مقاس الكادر التدريسي حين تقرر وضع مناهج جديدة..؟!!
قبل ايام طلب احد ابنائي مبلغا لشراء نموذج شهادة.. فقلت له ان ادارة المدرسة هي المعنية بتوزيع هذه النماذج على الطلبة.. ولكنه اكد لي بان هذا المبلغ مطلوب من قبل ادارة المدرسة مقابل توزيع (الشهادات)..!!!
فهل اوصت وزارة التربية باستيفاء اثمان هذه النماذج..؟! واذا كان الامر هكذا بالفعل فلماذا تقوم بتوزيع الكتب والقرطاسية على الطلبة مجانا..؟!!
نحن حين نتعرض الى هذا المرفق او ذاك بهذه الشائبة او تلك فمن العدل والانصاف ان نضع لمستحقات النظام الدكتاتوري الشمولي وما تركه من بصمات على جميع مفاصل الدولة والمجتمع عموما مبررا لرفع جزءاً من التهمة..
ولكن المفصل التربوي (الحيوي) فلنا حديث اخر معه.. فعلى الرغم من كونه الارض الخصبة لترعرع ونمو الوعي والثقافة فانه الحاضنة لكل اللقاحات المضادة لكل فيروسات الدكتاتورية والشمولية وكل فايروس مجهز ضد كل ما هو انساني..
لكن الذي بدا من هذا المرفق هو اخطر بكثير من كل الذي تحدثنا عنه او تطرقنا اليه..
المرحلة الوزارية هي في كل المقاييس هي مرحلة للغربلة والتي لا تحتمل اي فساد او ترهل على اعتبار انها القفزة التي تعتمد على اللياقة البدنية (الفكرية) وثمرة الجهد ودون اي شيء اخر ولذا فان من يستحق وبجدارة تجاوز المرحلة الابتدائية وكذلك المرحلة المتوسطة وبعدها المرحلة الثانوية لابد له من ان يمر بـ(البكلوريا) ويتجاوزها لكي يكون مستحقا للترحيل الى المرحلة اللاحقة..
من ايام العهد الملكي والعهد الجمهوري الذي تبعه وما تبع من انظمة لم نعهد او حتى لم يمر في بالنا ان تقوم الدولة بتمرير اسئلة (البكلوريا) وخيانة الامانة بها مقابل بعض (المصاري) سوى ما يحدث هذه الايام..
حين جرى النقاش بشأن هذا الموضوع مع الكثير ممن احتدم في رأسهم (البغضاء) على الحكومة التي لاتخرج عن اطار المشاركة في هذه الجريمة والتي لايمكن باي حال من الاحوال ان تمر هذه الفضيحة دون ان يكون لرجالها الابرز الـ(باع) الاكبر فيها... تناهى الى قناعة من اقدم على ارتكاب هذه الجريمة بانه امر طبيعي.. وطبيعي جدا ولم لايكون طبيعي..؟!
اذا اكتشفنا بان من قام بهذا العمل (البطولي) هو رجل يعير للدرجة العلمية (اهتماما) خاصا لذا فانه يطمح لنيل هذه (الدرجة) حتى ولو كانت عن طرق (حرام).. سنراه يحمل شهادة (الدكتوراه) ولكن من سوق (مريدي)..!!!
وا أسفاه وزارة التربية..حين يصل الفساد الى مفاصلك فان هذا يعني بان ناقوس الخطر قد دق وباعلى ما يملك من قدرة ..!!!

سامي كاظم فرج








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تتطلّب اللياقة والقوة.. شاهد كيف تتدرّب لاعبة غولف في صالة ر


.. بلينكن: واشنطن تعارض معركة كبرى في رفح




.. مقتل أكثر من 300 شخص وإصابة مئات وتدمير أكثر من 700 منزل جرا


.. طالبة تهدي علم فلسطين لعميد كلية بيتزر الرافض لمقاطعة إسرائي




.. ناشط ياباني ينظم فعاليات غنائية وثقافية للتعريف بالقضية الفل