الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلاد ايمازيغن ارض محتلة (الاستعمار لا يسقط بالتقادم ولا بالمسخ الهوياتي )

كوسلا ابشن

2015 / 4 / 26
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني



لمحة عن الاستعمارالاجنبي والمقاومة المحلية الامازيغية واستمرايتهما في السيرورة التاريخية .
اطلق على ايمازيغن وصف الامة المقاومة , باعتبارها من اكثر الامم التى خاضت الحروب الدفاعية ضد الامم الاستعمارية وفي حقبات تاريخية مختلفة .
عاش الامازيغ الاف السنين احرار في بلادهم تامازغا ( شمال افريقيا ), الى ان سقطت سواحلهم الشمالية في ايدي عصابات الحرب والنهب من قراصنة الرومان بشقيه الغربي والشرقي , لتنطلق الحرب الدفاعية الشعبية الطويلة الامد ضد المحتل وخصوصا الانتفاضة المسلحة (17 م ) بقيادة تاكفاريناس القائد الامازيغي الهارب من الجيش الروماني وبتجربته العسكرية كبد الاستعمار خسائر فادحة باسلوبه حرب العصابات ومع مقتل تاكفاريناس لم تنتهي الثورة الامازيغية ضد المحتل , فقد انجبت الارض الامازيغية ثوارا كثرا قاوموا اكبر جيش استعماري عددا وعدة وفي فترات مختلفة , ومن بين هؤلاء الثوار الاحرار فيرموس الذي قاد الثورة التحررية ضد الرومان سنة 372 ( المروك ) بمؤازرة الدوناتيين , ليصبح المذهب الدوناتي التحرري (نقيض المذهب الكاثوليكي الرسمي لدولة الاحتلال ) هو المهيمن في الجغرافية المحررة وكذا في مناطق اخرى من شمال افريقيا وبالخصوص في الاوساط الشعبية , وبنهاية ثورة فيرموس , ستشتعل ثورة اخرى سنة 385 بقيادة غيلدوس , الجنرال الامازيغي المنشق عن جيش الاحتلال , وما ان تفشل ثورة تحررية الا وان تنتعش مرحلة ثورية جديدة ضد اقوى دولة استعمارية انذاك , و بتوغل الوندال ( 429 ) في المنطقة وحياد ايمازيغن في الحرب الوندالية - الرومانية , الا ان الزمن اظهر حقيقة التوحش الوندالي وبطشه بالاهالي واستعباده , مما اشعل الثورة الشعبية العارمة وخصوصا تحت قيادة القائد الثوري انطالاس , الثورة التي ساهمت بشكل كبير في طرد الوندال من منطقة تونس الحالية وواجهت البزنطيين المحتلين من جديد لبعض المدن الساحلية ومنها قرطاج (533 ) وحاصرهم المقاومون ايمازيغن , حتى بعد القضاء على ثورة انطالاس سنة 548 , لم يستطيع الرومان التوسع خارج قلاعهم في قرطاج وسبته و كان طردهم مما تبقى من المدن المحتلة امر محتوم وتحرير ارض ايمازيغن لم يكن الا مسألة وقت لولا بروز ظروف جديدة اطالت زمن الاحتلال , بالغزو البدوي البربري القادم من ارض الحجاز (647 ) الذي أتخم في القتل والنهب والسبي في المستعمرة الجديدة , ليدرك ايمازيغن انهم امام استعمار متوحش من نوع جديد , وقاوموه ببسالة سواء تحت قيادة كوسلا/ اكسيل قاتل السفاح عقبة ابن نافع , او تحت قيادة تيهيا اول ملكة تدخل التاريخ كقائدة محاربة , انزلت بالجيش البربري البدوي هزائم نكراء , الى ان قتلت غدرا وهي في ساحة الحرب .
لم تنتهي المقاومة الدفاعية الامازيغية بعد مقتلها ولم يختفي ايمازيغن من الوجود بعد الابادة الجماعية والسبي الامازيغي الذي اشار اليه ابن خلدون , فحرب موسى ابن نصير والي القيروان وابن اخيه لوحدهما سبوا 200 الف صبي وصبية ليرسلوا غلمان وجواري الى قصور بني امية والى اسواق النخاسة في دمشق والمدينة ومكة والبصرة.
استمرت المقاومة الامازيغية للدفاع عن الارض والعرض الى ان طرد الاستعمار البربري بعد الانتفاضة المسلحة بقتل الوالي عبيد الله سنة 740 بقيادة مايسرا , الانتفاضة التي شملت كل ربوع ارض ايمازيغن (742 ) لتضع حد للابادة الجماعية والسبي وتحرر ايمازيغن من الاستعمار المتوحش وقيام امارات ومماليك وامبراطوريات محلية مستقلة ومن اشهرها واهمها ( بورغواطة , 744-1058 , الفاطميين ( قبائل كتامة ) 921-1061 , المرابطين 1061-1147 , الموحدين 1147-1269 , المرينيين 1269- 1465 ,الوطاسيين 1465-1554 , السعديين (الدراويش ) 1554-1667 , الحفصيين في تونس 1234-1569 ) , لعبت دورا فاعلا في تاريخ تامازغا وحوض الابيض المتوسط طيلة قرون , كما عرفت المنطقة في هذه الفترات السلمية نموا اقتصاديا وازدهارا ثقافيا وتحسن للاوضاع الاجتماعية .
لم يستطيع الامازيغ الحفاظ على استقلاليتهم وحريتهم والتصدي لموجة بربرية همجية جديدة تمثلت في الاستعمار السلجوقي العثماني ( ليبيا , تونس والجزائر ) في اواسط القرن 16 ويحافظ المروك على استقلاليته على جميع اراضيه حتى اواسط القرن 17 لتسقط حواضره في ايدي عصابات اجرامية عروبية الثقافة , لينقسم المروك بين اراضي مخزنية محتلة وبين اراضي الاهالي المحافظة على استقلاليتها وحريتها .
السياسة الاستعمارية العثمانية او العروبية لم تختلفا في وحشيتهما واضطهادهما للامازيغ قوميا واجتماعيا , مما ولد من انتفاضات اجتماعية وقومية أدت لحتمية اضعاف القوتين الاستعماريتين ومهدت للتدخل الامبريالي الغربي الايطالي في ليبيا والفرنسي في تونس والجزائر وبطلب العصابة العلوية ستتدخل فرنسا ( كان هذا منتظر بعد اتفاقية الجزيرة الخضراء 1905) في المروك لحماية السلطة اللقيطة العروبية الثقافة .
التدخل الاستعماري الاوروبي ( ارومي ) سيواجه بقوة وسيتكبد خسائر فادحة في الارواح والعتاد وخصوصا في المناطق الجبلية والوعرة مثل منطقة لقبايل ومقاومة اهالها بزعامة حفيدة تيهيا القائدة (ثمغاث ) فاضمة نسومر التي الحقت بالاحتلال الفرنسي هزائم متتالية وخسائر كبيرة , وفي جبال الريف هزت المقاومة الشرسة بقيادة الرئيس محند ع. الكريم الخطابي عروش الاستعمار في افريقيا واسيا واجبرت الاحتلال الاسباني بالانسحاب من اغلبية الارض المحتلة , وتوجت بقيام جمهورية الريف (1921-1926 ) , الا ان التحالف الامبريالي - البيدق العروبي اجهض دولة الاستقلال , لكنه لم يفلح في ازالة مشروع الدولة المستقلة من العقل الامازيغي القابع تحت الاحتلال .
انسحب الاستعمار الاوروبي في واسط القرن العشرين ليحل محله الاستعمار الاستطاني العروبي , لتستمر السياسة الاستعمارية القديمة - الجديدة في النهب ثروات ايمازيغن ومصادرة اراضي الافراد والجماعات وممارسة التمييز العرقي والاستلاب الثقافي والتعريب القهري , الذي ابتدأ في العصور القديمة بالتعريب اللغوي المؤسساتي واستمر حتى تحت الاستعمار العثماني والاوروبي لينتهي بالتحول الجنسي ( حسب الاخ بودهان ) والمسخ الهوياتي في القرن العشرين.
ملخص تاريخي يبين استمرارية الوجود الاستعماري في ارض ايمازيغن حتى يومنا هذا , واستمراية النضال الامازيغي التحرري الذي لا ينتهي الا بنهاية العروبة الاستعمارية .
الاستعمار الاستطاني العروبي اهدافه ليس مجرد نهب الثرواة الطبيعية والمواد الاولية واستغلال الاهالي بل استراتيجيته اخطر من ذلك تهدف الى الاستلاء على الارض والاستطان ونشر ثقافة المستطون وتدمير الثقافة المحلية والنتيجة تغيير هوية المستعمر ( فتح الميم ) الى هوية المستعمر ( كسر الميم ) وبالتالي تحويل بلاد ايمازيغن الى بلاد العرب .
لا شرعية للاستعمار الاستطاني العروبي القادم من الحجاز والنجد او ما يسمى بالجزيرة العربية و بغض النظر عن تقدمه او تخلفه وبغض النظر كذلك عن عرقه او دينه , كذا لا شرعية لسياسته الاستعمارية وان اختلفت المبررات والاهداف .
لكل قوم الحق الطبيعي والشرعي في تقرير مصيره بنفسه فوق ارض اجداده و في جغرافيته التاريخية , كما حققت شعوب وامم كثيرة هذا الحق سواء في اواسط القرن المنصرم او في الالفية الجديدة , ويبقى المشروع التحرري الامازيغي ينتظرالجيل المخلص للامة لاعلان اللحظة الحاسمة و الترجمة الميدانية للتحرر من قبضة الاستعمار وبناء الدولة الامازيغية المتحررة و المستقلة مع احترام ثقافات الاقليات الغير امازيغية المقيمة في المجتمع الامازيغي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي اخي
Jugurtha bedjaoui ( 2015 / 4 / 26 - 22:50 )
هاد هو التاريخ الدي يرعب الاحزاب القومية والاسلاموية في ارض الامازيغ لانه وبكل بساطة غزوهم ونهبهم اصبح مقروء في كل المواقع والملتقيات الفكرية و الجمعيات الحقوقية والنقاشات السياسية واصبح وجودهم في بلاد الغربة مهزوز ومشكوك فيه ولهاد اقول ان وقت الرحيل قد حان ولو بعد حين المستقبل لنا واحفادنا مهما طالت ساعة الطرد حتى وان تحملنا سفرهم بالطاءرة يكون من قبيل كرمنا تحياتي اخي آكسل


2 - كان البربرمجرد قبائل عملاء للروم الى أن جاءالاسلام
عبد الله اغونان ( 2015 / 4 / 26 - 23:53 )

منذ الفتح الاسلامي أسلم الأمازيغ وحسن اسلامهم واستقر الايمان في الأرض والقلوب

جل الدول منذ عرف الأمازيغ الاسلام اسلامية منذ الفتح الاسلامي الى العلويين في وقتنا

الراهن

زعماء منذ الادارسة والمرابطين والموحدين.....الخ كانوا كلهم زعماء دينيين وسياسيين

نعرف أعمالهم وكتبهم


3 - الحل
انسان علماني ( 2015 / 4 / 27 - 11:01 )
لا حل لنا الا بالديمقراطية الحقيقية التي اساسها وعمادها العلمانية لا فرق عندي بين عربي اوامازيغي اواي جنس اخر فكلنا لوحيد الخلية وليس لادم الخرافي المهم هو الحرية الشخصية للكل فمن شاء تمزغ ومن شاء تعرب


4 - الرد الى الاخوة
كوسلا ابشن ( 2015 / 4 / 27 - 18:55 )

تحياتي الاخ يوغورطا
الاستعمار يكتب تاريخ المنهزمين حسب هواه , يخلق اكذوبة ويصدقها اتباعه المغروري بهم , حتى اصبحت الاكذوبة كتابا مقدسا , اما تاريخنا فقد نحت على صخور جبالنا وسهولنا وصحرائنا كما نحت في ذاكرة امتنا, تاريخنا تكتبه عقول ايمازيغن اصحاب الارض , تاريخنا مخزن في ذاكرة امتنا الامازيغية ولا يهمنا ماذا يكتبه الاستعمار عن امتنا , لا يهمنا التاريخ المزيف ولا الهويات الزائفة .
الرد الى السيد اغوغان
الاسلام هو جزء من الثقافة الامازيغية وليس هوية الامة الامازيغية, رغم انه الجزء السلبي في هذه الهوية , اما المماليك المذكورة صحيح دينها كان الاسلام لكن قوميتها كانت امازيغية وليس عربية ولا دينية خالصة .


5 - الرد الى الاخ انسان اعلماني
كوسلا ابشن ( 2015 / 4 / 27 - 19:00 )

كلنا نناضل من اجل بلد ديموقرطي وعلماني , لكن يستحيل وجود بلد ديمقراطي وهو مازال تحت الاحتلال , الشعب ينتمي لهويته , لارضه وثقافته وحضارته وليس لهوية المستعمر ( كسر الميم ) ,
الغريب نسمع اغنية لا امازيغي ولا عربي , كلما تحدث امازيغي عن حقوقه الطبيعية في الوجود فوق ارضه , في المقابل تتحدثون عن ((( المغرب العربي ))) والعروبة المقدسة والشعب العربي وتغيب من بالكم لا عربي ولا امازيغي
وشكر على التعليق

اخر الافلام

.. هجمات البحر الأحمر تربك حركة التجارة العالمية #بزنس_مع_لبنى


.. فلسطينية تتعهد بالصمود رغم نزوحها مشيًا من قرية خزاعة إلى خا




.. -رحلة فرار مؤلمة-.. سودانيون يفرون من الفاشر إلى الضعين عاصم


.. أخبار الصباح | يوم الحسم.. صناديق الاقتراع البريطانية تُفتح




.. الشرطة الأميركية تلاحق لصاً سرق سيارة