الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذكرى المئوية لمذابح الأرمن

احمد ستار العكيلي

2015 / 4 / 26
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


ال


حلت يوم امس الذكرى المئوية لـ"مذابح" الأرمن التي يعتبرها عدد
من دول العالم "إبادة جماعية" ارتكبتها الدولة العثمانية بحق الشعب الأرمني، وهي مأساة يحيي العالم ذكراها سنويا في الرابع والعشرين من أبريل/ نيسان من كل عام، وتوصف بأنها "أول إبادة عرقية" في القرن العشرين.
ويتهم العديد من الأرمن الدولة العثمانية بطردهم من ديارهم، وإجبارهم على السير لمئات الأميال إلى الصحراء، إضافة إلى حرمانهم من الغذاء والماء، وبدأت عمليات تصفية الأرمن بين عامي 1894- 1896، وهي الحقبة المعروفة بـ"المجازر الحميدية"، حيث أثار السلطان العثماني، عبدالحميد الثاني، رجال القبائل الكردية لكي يهاجموا القرى المسيحية في تلك الأثناء.
وتقول التقارير إنه خلال فترة الحرب العالمية الأولى، تعاون الأتراك مع عشائر كردية لإبادة سكان مئات القرى الأرمنية شرقي البلاد، في محاولة لتغيير ديموغرافية تلك المناطق، لاعتقادهم أن هؤلاء قد يتعاونون مع الروس والثوار الأرمن، كما أجبروا "القرويين" على العمل كحمالين في الجيش العثماني، ومن ثم قاموا بإعدامهم بعد إنهاكهم.

حملات التهجير

وفي 14 أبريل/ نيسان من عام 1915، جمع العثمانيون المئات من أهم الشخصيات الأرمنية في إسطنبول وتم إعدامهم في ساحات المدينة، وبعدها أمرت جميع العوائل الأرمنية في الأناضول بترك ممتلكاتها، والانضمام إلى القوافل التي تكونت من مئات الآلاف من النساء والأطفال في طرق جبلية وعرة وصحراوية قاحلة، وغالبا ما تم حرمان هؤلاء من المأكل والملبس، فمات خلال حملات التهجير هذه حوالي 75% ممن شاركوا بها، وترك الباقون في صحارى بادية الشام.
ويعتبر 24 أبريل/ نيسان من عام 1915، رسمياً بداية أعمال الإبادة الجماعية للأرمن، إذ استمر القتل الجماعي في فترة حكم "مصطفى كمال أتاتورك" حتى عام 1922، حين دخلت القوات التركية مدينة إزمير في سبتمبر/ أيلول عام 1922، ورافقت عملية الاستيلاء على المدينة مجزرة السكان من الأرمن واليونانيين، فحرقت الأحياء الأوروبية للمدينة تماماً، واستمرت المجزرة 7 أيام، وتسببت في مقتل نحو 100 ألف شخص.

القتلى الأرمن

عندما دخل الإنجليز إسطنبول، في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1919، أثاروا المسألة الأرمنية وقبضوا على عدد من القادة الأتراك لمحاكمتهم، غير أن معظم المتهمين هربوا أو اختفوا، فحكم عليهم بالإعدام غيابياً، ولم يتم إعدام سوى حاكم مدينة يوزغت الذي أباد مئات الأرمن.
يتفق معظم المؤرخين على أن عدد القتلى من الأرمن تجاوز المليون، غير أن الحكومة التركية وبعض المؤرخين الأتراك يشيرون إلى مقتل 300 ألف أرمني فقط، بينما تشير مصادر أرمنية إلى سقوط أكثر من 1.5 مليون أرمني، بالإضافة إلى مئات الآلاف من الآشوريين والسريان والكلدان واليونان البنطيين.

الأتراك ينفون

ينفي الأتراك الاتهامات الموجهة لتركيا بدعوى أن السلاطين العثمانيين لم يكن من بين نهجهم تهجير الأقليات، مؤكدين أن السلطان الوحيد الذي أراد يوما "توحيد الأعراق والأديان" في الدولة العثمانية، وقرر تخيير المسيحيين واليهود بين الإسلام أو الرحيل عن الدولة، هو السلطان سليم الأول، فقام له مناهضاً شيخ الإسلام آنذاك، ذبنيلي علي أفندي، وقال له "لا يحق لك هذا، فالمسيحيون واليهود قد عصموا منك دماءهم وأموالهم". ويرى الأتراك أنه منذ ذلك الحين، لم يرد في ذهن أحد من السلاطين العثمانيين أن يكون من سياسته تهجير الشعوب.

ورغم مرور كل هذه العقود، إلا أن تركيا تنفي وقوع المجازر التي تؤكدها الأمم المتحدة، وفي السنوات الأخيرة وجهت الأمم المتحدة دعوات متكررة لتركيا للاعتراف بالأحداث بأنها "إبادة جماعية"، لكن أنقرة ترى أن سبب وفاة الأرمن هي ظروف الحرب والتهجير، وتم تمرير الفقرة (301) في القانون التركي عام 2005، يجرم فيه الاعتراف بالمذابح في تركيا.

وأقر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن معاناة الأرمن ناجمة عن أحداث كانت لها آثار غير إنسانية مثل الترحيل خلال الحرب العالمية الأولى، لكنه لم يلفظ كلمة "إبادة" التي تنفي تركيا التي قامت على أنقاض الإمبراطورية العثمانية في 1923 حدوثها بشكل قاطع.

هجرة الأرمن

بسبب هذه المذابح هاجر الأرمن إلى العديد من دول العالم، لاسيما سوريا ولبنان ومصر والعراق، وبات 24 أبريل/ نيسان من كل عام مناسبة لتذكر ما حدث لهم والتنكيل بهم، وردا على استمرار إنكار الإبادة الجماعية للأرمن من قبل الدولة التركية، قام العديد من الناشطين في مجتمعات الشتات بحملات من أجل الاعتراف الرسمي بتلك الإبادة الجماعية من مختلف الحكومات في جميع أنحاء العالم.

وتحتفل الكنائس حول العالم بالذكرى، يومي 23 و24 أبريل/ نيسان، بقرع الأجراس 100 مرة، للتذكير بمرور 100 عام على الذكرى، في تمام الساعة السابعة والربع مساء بتوقيت أرمينيا، ويستعد الأرمن لإحياء الذكرى، في سعي مستمر منهم إلى كسب اعتراف دولي بقضيتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات تشريعية في فرنسا: اكتمال لوائح المرشّحين وانطلاق ال


.. المستوطنون الإسرائيليون يسيطرون على مزيد من الينابيع في الضف




.. بعد نتائج الانتخابات الأوروبية: قادة الاتحاد الأوروبي يناقشو


.. ماذا تفعل إذا تعرضت لهجوم سمكة قرش؟




.. هوكشتاين في إسرائيل لتجنب زيادة التصعيد على الجبهة الشمالية