الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((رسالة إلى والد شهيدين عراقيين))

رعد الدخيلي

2015 / 4 / 27
مواضيع وابحاث سياسية



لسنا بالمكانة العلمية التي تؤهلنا الإرتقاء إلى مستوى العلماء المراجع العظام ، لكن مايؤلمني اليوم وآلمني بالأمس في مأساة هدر دمنا (المسلم) في العراق وإيران .. وما نجم عن تلك الفتوى وهذه من كوارث أودت بحياة رصيدنا الشبابي الإستراتيجي الذي لا أرى من الصحيح أن يزج في معارك وحروب غير مؤمنة بأغطية الدعم اللوجستي الذي يحقق لها إستمرار مسك الأرض وديمومة التقدم على العدو بالتفوق العسكري .. نعم ؛ هنالك إرادة وعزيمة فعلتها فتاوى مراجعنا العظام .. طبعت بصماتها المشرقة على صفحات تاريخنا المعاصر .. كثورة العشرين وغيرها ، لكنها لم تستنفدأغراضها .. لم تحقق فتوى الجهاد ضد المحتل البريطاني في العراق حكومة إسلامية أو ملامح حكومة إسلامية على الأرض ، بل هي آلت إلى (الأفندية) .. كنوري سعدي وأمثاله ، بينما نزف الجسد الشيعي العراقي المسلم دماً عبيطاً لأجل إسقاط التاج البريطاني على أرض الرافدين . والحالة تلك لم تختلف عن حال الفتوى الجهادية للسيد الخميني عام 1980 التي راح ضحيتها الآلاف من الشباب الإيراني الشيعي المسلم (لم تقف الحرب إلا بطلب الإمام الخميني ورعاية الأمم المتحدة ،وكان بإمكانه أن يوافق على عرض إيقاف الحرب في سنة النشوب) ، واليوم الفتوى الجهادية للسيد السيستاني التي راح ضحيتها وسيبلغ الآلاف أيضاً دون أن تتحقق أية نتيجة تناسب تلكم الدماء الزاكية في سامراء وصلاح الدين والرمادي أو ستسيل على أرض نينوى ..سوف لن يتحقق أي مكسب تاريخي يناسب التضحيات الكبيرة .. ستعود نينوى لأهلها الحاقدين على ( الشيعة الشروكية) وستعود الأنبار إلى أهلها الحاقدين على ( الشيعة العوجان) . على المرجعية أن تستعمل الفتوى لما يحقق إنجازاً ناجزاً على أرض الجهاد .. بإقامة الحكومة الإسلامية أو الإستشهاد دونها (( أين رسالتنا تغييرية إنقلابية ؟!!!) لقد ذهبت دماء السيد محمد باقر الصدر ورعيله الثوري المستشهد على طريق العقيدة سدىً .. دونما أن يتحقق المشروع الرسالي الثوري بإقامة حلم الأنبياء في العراق ، نعم لقد حققت فتوى المراجع في إيران نجاحات ٍ كبيرة في تاريخ الشيعة المعاصر في إيران الشاهنشاهية ، حيث صعّدت روح التضحيات لأجل مقارعة النظام المقبور في إيران وأسقطته ، أنا لا أعني هذا ، الذي أقصده هو أن تثمرالفتوى نتائجَ نافعة تحقق مكاسب مجدية للشيعة تناسب التضحيات ، كما أتمنى على مراجعنا المباركة أن تستوعب الحدث بموضوعية تامة قبل المجازفة بإطلاق الفتاوى الجهادية . لا أرى مبرراً موضوعياً لإطلاق فتوى الجهاد في الأنبار وصلاح الدين والموصل دون أن تراعي المرجعية تدارس تأمين الغطاء اللوجستي الذي يحقق نجاح العمليات الجهادية من خلال وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، لأنهم هم من سينضوي الحشد الشعبي تحت إمراتهم أو يشكلون منظومة قتالية مشتركة من أجل هدف القضاء على داعش ، في حين نرى أن الحشد الشعبي ينضوي بين عمل عسكري يهيمن عليه وزير دفاع ليس بالضرورة أن يكون محترماً لهذه الفتوى ، وربما هو لم يؤمن بقدسيتها عند الله .. هو شخص علماني أو سني أو سلفي أو لاشيء .. ليس شيعياً مسلماً تقياً ورعاً ، كما أن رئيس الوزراء شخصية أكاديمية لا يمتلك حتى أبجديات العسكر ، فكيف تطلق مرجعيتنا الرشيدة فتوى الجهاد باعتبار كل من يقتل في الحرب على داعش من أبناء قواتنا المسلحة والشرطة والحشد الشعبي شهيدا ؟!!! نعم ؛ يكون هذا مقبولاً عندما تكون الإمرة لمرشد للثورة الإسلامية في العراق .. قيادة عسكرية شيعية مسلمة .. إمام معصوم .. نائب إمام .. قائد مجاهد شيعي ، كيما تتفق المخططات الحربية القتالية مع الهدف المنشود . أنا أرى أن إنضواء أبنائنا المجاهدين تحت إمرة قيادة عامة للقوات المسلحة أو التنسيق معها غير صحيح إطلاقاً ، مالم تكن هذه القيادة شيعية صرفة . مثلما لم أرَ فتوى السيد الخميني رحمه الله ((مجدية)) في الحرب العراقية الإيرانية خلال ثمانينيات القرن الماضي ((دون غطاء لوجستي مقتدر)) . الحروب يجب أن تكون والفتوى ضرورة حتمية يحتاجها الظرف الجهادي لأجل الحفاظ على بيضة الإسلام .. هذا صحيح ، لكن أن تستغل فتوى المرجعيات لأجل تكتيكي مرحلي سرعان ما يستغل لأجل بقاء صالح المطلك وامثاله في السلطة بدماء أبنائنا الغيارى الملبين للفتوى دونما تحقيق حكومة إسلامية شيعية على أرض الواقع ، فهذه مخاطرة بهذه الدماء الغالية ، وأنت والد شهيدين عزيزين عليك وعلينا ، تتحسس ماذا يعني الدم المنسفك هدراً وماذا يعني الدم المنسفك بمشروعه الرسالي الخالد . ماذا تفسر الجريمة الداعشية في الثرثار وقبلها سبايكر ، تلك التي راح ضحيتها المئات من أبناء المذهب بسبب عدم تأمين الغطاء اللوجستي لهم أو الدعم الفوري لهم حتى قضوا مذبوحين مغدورين بسكين داعش القذر ؟! .. ماذا تفسر الآلاف الذين كانوا يتقدمون في جبهات الحرب العراقية الإيرانية وتقتلهم الأسلحة الكيمياوية دون تأمين الغطاء اللوجستي لهم . والقصة تطول . أنا أعرض واقع حال ، لم أقصد من هذا الطعن بالفتاوى ، لكني أدعو إلى إطلاقها حسب الضوابط التي يجب أن تكون ..
وأخيراً أقول ؛ لماذا يقاتل أبناؤنا الشيعة بالنيابة عن أبنائنا السنة في الأنبار وسامراء وصلاح الدين ونينوى .. لماذا يحصد أبناؤنا الشيعة مرّتين ؛ مرّة بمحرقة الحرب العراقية الإيرانية في جيش صدام حسين تحت الظرف المكره القسري، ومرّة أخرى يقتلون في الحرب على داعش ذوداً عن الأنبار وسامراء وصلاح الدين ونينوى بالنيابة عن أبنائنا وأهلنا في هذه المدن تحت الظرف الطوعي الملبي للفتوى ؟!!
هل هي منزلقات تسحب الشيعة نحو هاوية الموت الجماعي ؟
والله ولي السداد ؛؛؛








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاكم دارفور: سنحرر جميع مدن الإقليم من الدعم السريع


.. بريطانيا.. قصة احتيال غريبة لموظفة في مكتب محاماة سرقت -ممتل




.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين يضرمون النيران بشوارع تل أبيب


.. بإيعاز من رؤساء وملوك دول العالم الإسلامي.. ضرورات دعت لقيام




.. بعبارة -ترمب رائع-.. الملاكم غارسيا ينشر مقطعاً يؤدي فيه لكم