الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثوريون ومُستَغِلون ..!!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 4 / 28
ملف - حقوق المرأة العاملة في العالم العربي - بمناسبة ايار عيد العمال العالمي 2015


ثوريون ومُستَغِلون ..!!
خُطباءٌ مُفوهون ، يقفون بكل ثقة أمام الجمهور ويخطبون ، عن المُساواة والعدل يتحدثون ، أرباب العمل يُهاجمون وبالمُساواة في الأُجور يطالبون ، وبإسم الطبقة العاملة والكادحين ينطقون ، فهم لسانُ مَنْ لا لسانَ له ، وقادةٌ أشاوس للصراع الطبقي ... لكن بشرط واحد صغير ، أن "يبتعد "هذا النضال والمطالبات بالمُساواة والتقيد بقانون "الحد الأدنى للأُجور "، عن مصالحهم ، وأن لا ينطبق على مشاريعهم الإقتصادية ...!!
نعم من المُفارقات العجيبة الغريبة في الوسط العربي في إسرائيل ، هو نسبة النساء المُنخفضة في سوق العمل ، فقد بلغت نسبة النساء العربيات العاملات ما يُقارب ال 20% ، كحد أقصى .. وغالبية النساء العاملات ، هُنّ موظفات في القطاع الحكومي (مُعلمات ، ممرضات) ، وموظفات في السلطات المحلية . أما البقية من النساء العاملات العربيات ،فيعملنَ في القطاع الخاص (الصناعة الخفيفة – مصانع البان وأجبان ، مصانع تعبئة وما شابه ) ، أو موظفات في القطاع الخاص (مكاتب محاماة ، ادارة حسابات ) وبائعات في حوانيت محلية ..
وهنا المُشكلة .. فبينما يتقيد القطاع العام بإتفاقيات العمل بين المُشغِّلين والنقابات المهنية المُمثلة لكل قطاع من قطاعات العمل (نقابة المعلمين ، الممرضات ، الخ ..) وتتقاضى المرأة العاملة أو الموظفة أُجرة كزملائها وزميلاتها أعضاء النقابة ، يبقى وضع المرأة العاملة في القطاع الخاص رَهنا لأهواء المُشَغِّل ، الذي هو في العادة من أصحاب المِهن الحُرة والأكاديمية تحديدا ، كمحامي ، طبيب مختص ، طبيب أسنان، أو مُدقق حسابات ،يُدير مكتبا مستقلا .. أو صاحب مشروع تجاري .
هؤلاء والذين هم بغالبيتهم المطلقة من الأكاديميين المستقلين ، والذين يجنون أرباحا جيدة من عملهم (وصحتين على قلوبهم ) ، لا يدفعون لموظفاتهم أجرة كما حددها القانون ، وهو قانون الحد الأدنى للأُجور، بل يستغلون هاته الموظفات أبشع إستغلال ... !! ويدفعون اجورا بخسة جدا ، وذلك بحجج شتى وتبريرات واهية ..
بالمُقابل أيضا فغالبية هؤلاء ناشطون سياسيون ، يشتركون في المظاهرات ويصرخون بأعلى أصواتهم مُنددين بالظلم السياسي والقومي ..
في أحاديثهم ، تحتل كلمات كالعدل والمُساواة والحقوق المشروعة ، تحتل حيزا كبيرا . وفي ظني هم صادقون حين يتحدثون وينتقدون ، لكنهم لا يرونَ الخشبة التي في عيونهم ..
كثير منهم مُسَيَسون ، وأعضاء في أحزاب شيوعية وإشتراكية ، لكنهم "أَعْفوْا " أنفسهم من التقيد بما يحملون من فكر !! "ديسونانس " !!أو يقولون ما لا يفعلون ... بحجة مُضحكة وهي ، هذا هو النظام الرأسمالي ، ونحن نعيش في نظام رأسمالي وهذه هي قوانين الرأسمالية ..
لكن هذا النظام الرأسمالي بنفسه ،سنَّ قانون الحد الأدنى من الأُجور ،ويتقيد به في القطاع العام ..!!
أما لماذا لا "تثور " العاملات ، ويتقدمن بشكاوى للقضاء ضد هؤلاء "الثوريين " ..؟؟!!
السببُ ثقافي في الاساس .. وهو ، بسبب رفض المُجتمع أو لنقل عدم تحبيذ الثقافة السائدة (حتى الآن ) لعمل المرأة خارج البيت ، أو خارج القرية والمدينة التي تسكنها .. لذا تضطر الفتيات الى القبول بالعمل بهذه الظروف السيئة ، لأن المنافسة شديدة وأماكن العمل قليلة ..
العرض قليل والطلب كبير جدا ..
لكن أين المباديء والأيديولوجيا ؟؟!! إنها في جيب الثوري التقدمي ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العزيز طلال موسى تحية(من الفيسبوك )
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 4 / 29 - 10:48 )
شكرا جزيلا على الثقة التي اوليتني إياها
سأحاول التعقيب على مقال الزميل
ولكن اود ان أقول بأن -النهضة - العمرانية في غزة هي بعد الانسحاب الإسرائيلي
وقد زرتُ غزة قبل وبعد الانسحاب الإسرائيلي.

لكن القضايا التي يتحدث عنها وفيها الزميل العزيز ، أعمق من مجرد بناءابراج على الشاطيء
لك مودتي الخالصة

اخر الافلام

.. أوراق الجوافة..كيف تحضر مشروبًا مثاليًا لمحاربة السعال والته


.. دراسة: مكملات الميلاتونين قد تمنع الإصابة بحالة الضمور البقع




.. في اليوم الـ275.. مقتل 20 فلسطينيا بغارات على غزة| #الظهيرة


.. ترقب داخل فرنسا.. انطلاق الجولة الثانية للانتخابات التشريعية




.. اقتراح التهدئة.. تنازلات من حركة حماس وضغوط على بنيامين نتني