الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش أفضل عزيزي الطائفي أم -الاستعمار-..؟

طلال الصالحي

2015 / 4 / 27
مواضيع وابحاث سياسية



مقارنة مفترضة رغم إنّي أعلم هناك بون شاسع من المسافات يقف بين حالتيها ,يتماهى داخلها طرفان ,"مستعمر خارجي ومستعمر داخلي", ليتشكّلا بحالة واحدة ,ودليلنا ما يحصل اليوم "تمويل خارجي واستجابة داخليّة" بعد أن انتقل التعصّب للوطن والدفاع عنه إلى تعصّب طائفي داخلي لن تشكّل عنده "المسافات" أهمّيّة تذكر بين الوطن وبين الوطنيّة ,المهم عنده سلامة طائفته ,وهذ بدوره قلب المعادلات والمفاهيم داخليًّا لتتجسّر مع الخارج فلم يعد هناك استعمار أمامها سوى "الاستعمار المذهبي"! وهنا أصبحنا بين فكّي رحى يكون لا مانع فيه من التماهي مع كافّة شياطين الأرض بل والتحالف معها ضدّ ابن الوطن نفسه, بل ويدخل "الداخلي" في تنافس لا مانع يكن دموي ليحظى بتماهي مع الخارجي!.. لكنّه ومع ذلك يبقى سؤال يثير الحرج إن حدّث أحدنا به نفسه ..السؤال يعبّر عن نفس حائرة أشبه بعمليّة توصيل سلك كهربائي لجهة ما من بين غابات من الأسلاك المتشابكة من تلك الّتي تعشعش فضاءات بغداد فتجعلها تبدو كغابة متصحّرة من بقايا نباتات "ليانا" الاستوائيّة ,فما نسمعه يُطلق للمقارنة عنوان مقالنا ويلحّ بالتساؤل ,هو بمثل هذا التصوّر.. والطرح هنا يلاقي ما يلاقيه على غرار ما يجيبه أغلب "مسلمي" اليوم حين يجد نفسه يقارن أشبه بردّة فعل منه شيء آخر, وإن حاورته يتهرّب ليجيبك: "إنّ الله قادر على إقامته القيامة الآن وقادر يخسف بنا الأرض ويهدّم بيوتنا بلحظة واحدة" ,أو من تجده يتهرّب من حرج المقارنة يبادر: هل تؤمن بوجود الله أم لا, أو يتسأل في موطن آخر : هل تصلّي! ,فمع إنّني متيقّن أنّ أهداف داعش ومنهجها العقائدي غير قابل للحياة إن كانت المعلومات عنها صحيحة تمامًا كما تصلنا عبر وسائل الاعلام مصدرنا الوحيد ,وعلى أنّها جماعات مستبيحة للحرمات إراقة الدماء فيها تقرّب إلى الله.. كنت أتمنّى يظهر من بيننا قائد فيه مواصفات داعش أرجوا أن لانقبل بمواصفاته "الاعلاميّة" ,يفرض إرادة المهمّشون في هذه الحياة ,لكنّها حتّى هذه سرقها "الطامحون" الشرهون خارج إنسانيّتهم الضامرة.. ومع ذلك نقول أنّ من المؤكّد للإنسان الّذي يسعى لامتلاك زمام نفسه بيده ,لا بدّ وسيتجنّب العيش بهذا النوع من "الطموح" الشره حين يكون السعي لجمع الثروات القاسم المشترك؛ العيش في كهف أفضل من قصر منيف الخروج منه والدخول بأوامر.. والّذي تديم ظهوره وسائل الإعلام يوميًّا مقصود له أن يظهر.. جلّ الّذين تهتمّ بهم وسائل الاعلام قبلوا على أنفسهم التنازل عن الكثيرة من الخصوصيّات ..من المؤكّد أنّي هنا لا أبرّر بل ألج الاحداث اعتمادًا على إعلام اعتدنا كذبه ,على العكس انا أسوق واقع مفترض من منطلق: داعش"الفرد" أراد فرض نمط عيشه باقتطاعه مساحة يعتبرها حقّه الجغرافي سبق و"وُضعت عليها اليدّ" من جهات خارجيّة ليعيد التصرّف بها وفرض إرادته عليها.. عيش لا ارتباط فيه بجهات مموّلة داخليّة أو خارجيّة ,نمط عيش أهدافه واضحة نابعة من قلوب أناس أحرار في مساحاتهم الجغرافيّة رافظون الخضوع لقوانين مؤسّسات مرتبطة بأجور لا تسدّ رمق الحيوانات, فكثير لا يحبّذون عيش كهذا, أنا هنا أتحدّث عن هؤلاء الّذين استوجب خروج داعش من بينهم تجنّبها الاعلام, متأقلمون مع ما يظنّون تطبّعوا "عيش القناعة" لا إغراءات خارجها تبرق أو تلمع من تلك الّتي تروّج استهلاكيّات العصر البديلة بمعظمها عن الجهد العضلي أو العقلي ما قد يدفع لتسائل: "هل الانسانيّة بمثل داعش تعيد تجديد نفسها بعد أن غطّتها إفرازات الّلهاث"؟.. لذا فهنا من هذه المقارنات انطلق سؤالنا: داعش أفضل أم عالم الإعلانات والدعايات البرّاقة الّتي تدغدغ عواطف الناس الطموحة وتلقي بهم عند محراب الرأسماليّة تخضع ساعات عمرهم لأوامر منظّمة ,لا لأجل إخضاعهم "للتحضّر" وطبائع علاقات العمل فيه بالطريقة "الحديثة" عالم الشركات ورأس المال عيش ترهقه الضرائب فلا تبقى منه إلّا "الفتافيت"!.. مقارنتي هذه تصلح فيما لو كانت داعش حاجة إنسانيّة بحتة لا مصالح سياسيّة فيها أو تجاذبات, قد تكون كذلك لكنّها تعرّضت للمصادرة الاعلاميّة ما إن ظهرت فلم تصلنا مواصفاتها إلاّ من جهات المصادرة ..وذلك ليس بمستغرب في عالم الصراعات والحروب.. إذ سبق وأن سرق الاحتلال الاميركي جهود المقاومة العراقيّة ب"القاعدة" وبفتن "الزرقاوي" الطائفيّة حين استحرّ الذبح بجنده لبس المحتل ذلك على العراقيين فاستعانوا ببطون خرائطهم الجهنّميّة في فيتنام بما عُرفت ب"القرى الأولمبيّة" ومتطوّعو "الفيت كونغ" المزوّرون ليوهموا شعب فيتنام بما قامت هذه التشكيلات بحرق تلك القرى قصد تشويه الفيتكونغ الأصليّون أو ما عرفت ب"فتنمة" الحرب .. فقد تكون هنالك جماعات عراقيّة مسلّحة ظهرت أوّل الأمر كردّ فعل ضدّ الحكومة لرفضها المستمرّ حلّ الميليشيّات وكردّ فعل على رهن الحكومة العراق لإيران ولأميركا فتعرّضت "للدعشنة" عبر وسائل الاعلام.. وانطلاقتنا هنا من قناعة عامّة حول كلّ ما تدّعيه أميركا, فما دامت هي من وضعت تسمية "داعش" فلا بدّ وتكذب, وتكذب حتمًا بما ادّعت على أنّ هذه المنظّمة "مجرمة وذبّاحة وقاتلة ودمويّة وإرهابيّة الخ".. يعني أن لا تغيب عن بالنا مثل هذه الاحتمالات..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير تتوقع استمرار العلاقة بين القاعدة والحوثيين على النهج


.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطاب بايدن والمقترح الإسرائيلي




.. إيران.. الرئيس الأسبق أحمدي نجاد يُقدّم ملف ترشحه للانتخابات


.. إدانة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب توحد صف الجمهوريين




.. الصور الأولى لاندلاع النيران في هضبة #الجولان نتيجة انفجار ص