الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إليحچي الصُد گ طاگيته منگوبه

قحطان محمد صالح الهيتي

2015 / 4 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


الكل سمع بهذا المثل، ويضرب في الإنسان الصادق في قوله، والذي لا يخاف في قول الحق لومة لائم.

وحيث أن لكل مثل قصة، فأود أن أحكي لكم قصة هذا المثل حسبما وردت بالموروثات الشعبية وهي: أن رجلا عاهد نفسه على أن يكون صادقا فيما يقول، وألا يكذب أبدا طالما هو حي يرزق. ونتيجة لإصراره على موقفه هذا كان يتلقى الكثير من الضربات (الكفخات) على رأسه، ومن أجل حماية رأسه من (الكفخات) لبس (طاگيه) -الطَّاقِيَّةُ: غطاءٌ للرأْس من الصوف أَو القطن ونحوهما -ومع هذا لم تنفعه (الطاگيه)، فقد بقي يتلقى الضربات حتى انفتقت وتمزق وسطها من كثرة الضربات وأصبحت (منگوبه). ومع هذا فقد بقي صادقا ولا يقول إلا الحق.

وفي يوم من الأيام صادف امرأة جميلة، وحين رأت حسن هندامه وقيافته فيما يلبس سوى أن طاگيته كانت منگوبه سألته عن السبب في ذلك، فقال: لأنني أقول الصدق، فقالت كيف؟ فقال لها: سأسألك سؤلا وأريد الصدق في إجابتك، فقالت له: اسأل وسأجيب، عندها سألها: هل أنت متزوجة؟ أجابت: نعم، ولكنني مطلقة. فقال لها كعادته: لو كان بك خيرا لما طلقك زوجك، فما كان منها سوى أن رفعت يدها و(كفخته) على رأسه. فقال لها: (شفتي شلون إليحچي الصدگ طاگيته مَنگوبَه).

هذه هي قصة هذا المثل اكتبها لكم اليوم، وأود أن أسال: كم يشماغ أو غترة أو عمامة أو بيريه من التي يلبسها شيوخنا وقادة جيشنا اليوم سنراها (مَنگوبَه)؟ أجيب عن هذا السؤال بصدق و(اكفخوا) ما شئتم: بأننا لن نرَ ذلك في يوم من الأيام، فليس عندنا منهم مَن يمتلك الشجاعة فيقول الصدق حتى لو أنه تمثل بالحديث الشريف:" قُلِ الْحَقَّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا “.

أما نحن (الأفندية) ممن لا نلبس أيا من أغطية الرأس، فالقلة منّا مَن يمتلك الشجاعة في قول الصدق، وحتى لو قال أيٌ منا الصدق، وكان قوله مخالفا لرأي من يعنيه القول فلن يكتفي بـ (كفخة) على رأسه، بل سيقطع رأسه، أو سيسعى الى التنكيل به وسيتهمه باتهامات شتى وينعته بنعوت كثيرة، ويسبه ويقذفه. وفي الختام أتمنى لكم أن تسمعوا أغنية الفنان عزيز علي فهي تُغني عن كل قول مع كل الحب والتقدير:

الله يا جمـاعــة الدنيــه مكلـــــوبة
سكتوا خاف أحجي وأبتلي النوبـة
لا لا بطلــت راح أحلــف التـوبـة
ما أحجي الصدك ما أسلك دروبه
شــيفيد الحجي ويه الأذنه مثقوبـه
الجاهــل الاغبـــر نــال مطلوبــه
والعالـــم حقــوقه اليــوم منهوبــه
وأبــن البلـــد ديلعبــون بيه طوبه
واليحجي الصدك طاكيته منكوبه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد تأكيد مقتل هاشم صفي الدين.. ما تأثير ذلك على حزب الله؟


.. الجيش الإسرائيلي يرصد صاروخين في منطقة حيفا




.. سقوط عدد من الصواريخ أطلقت من جنوب لبنان على منطقة روش بينا


.. استشهاد طفل إثر إطلاق الاحتلال صاروخا على مدرسة لنازحين بدير




.. كولومبيا وإسبانيا تجليان رعاياهما من لبنان