الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذا البحر يحمل أشلائنا

أحمد خليفة أحمد

2015 / 4 / 27
حقوق الانسان


" غرق سفينة تحمل نحو 1.500 شخصا فارين من أفريقيا بالبحر المتوسط نحو الشواطئ الأوروبية ليبلغ عدد الذي لقوا حتفهم خلال الأربعة أشهر الأخيرة 3.700 شخصًا فارين من موت بطيء إلي موت سريع يحملهم لحتف نسبة النجاة منه أقل من نسبة تراجع حكامهم عن قراراتهم الهمجية"

أنتهى الخبر والبيان إبتداءً قبل المقال، ما أحتجت أكثر من أن أرى الرقم المُعلن عنه فما حاجتي لأسباب الهروب!. وأنا مثلهم " لا شيء يعجبني " ولكن هم ملّوا من الضجر والسفر والعذاب.

إن أردت الإسهاب في سببٍ فقُلْ : " إن البحرَ بغياباته وأهواله أرحم عليهم من حكامهم ، قل إن أعتصار الموج لأرواحهم الفارة من الضلال أرفق بهم من
الموت جوعا كل يوم / الموت خوفا كل يوم / الموت فكرا وكفرا كل يوم ".

هم أقوى أم طغاة أوطانهم؟!
من منهم أمتطى أعتي موجة في البحر ليهتفَ " هذا البحر لي " ؟!
من منهم إستطاع قبل الرحيل أن يمتلك ملح البحر غائرا في فمهِ وهو جثة هائمة تطفو علي سطحه المتضطرب؟!
من منهم شارك الأسماك حيزهم ومنحها مطية للعبور تحتها دون أنظار الصياد؟!
-هم حتمًا الأقوياء، مالكي حق إتخاذ القرار بالرحيل أو بالبقاء
بالموت حبًا في البحر ، أو خوفًا منه..

يكشّفُ العالم عن وجهه القبيح يوما بعد يوم، ونحن لا ندرى ما الخلاص
-حتمًا لا تكون النهاية بقارب مطاطي يصل للشط فارغا هزم الموج من كانوا فيه وأسقطهم قعرًا بعد قعرا !.

-قالوا :
"أن تنهي حياتك وأنت تعلم تُدرك الطريقة، أهون عليك أن تُنهيها برصاصةِ لا تدركها أو صاروخِ يفتت أجزاءك ليلا أو نار لا ترى بداية إندلاعها سوى في جسدك"
ثم رحلوا
ثم هربوا
ثم قُتِلوا..


البحر يعرف أسمائهم ويحمل هوياتهم الممزقة وصورهم القديمة وجيوبهم الفارغة،
البحر وحده أرحم عليهم من أي شعب أو جنس أو طاغية لذا في كل مرة لا يُمنيهم البرَّ أحياء.


يا طغاة عالمنا الرحماء والجبناء والضعفاء
لا نريد منكم تأبين أو عزاء " فالبحر وحده يحمل الأشلاء " دون ضجر أو مساومة أو مراسم تمسحون بها أياديكم الملطخة بالدماء..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ميقاتي ينفي مزاعم تقديم أوروبا رشوة إلى لبنان لإبقاء اللاجئي


.. طلاب يتظاهرون أمام منزل نعمت شفيق




.. عرس جماعي بين خيام النازحين في خان يونس


.. العربية ويكند | الشباب وتحدي -وظيفة مابعد التخرج-.. وسبل حما




.. الإعلام العبري يتناول مفاوضات تبادل الأسرى وقرار تركيا بقطع