الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياسة اذاعة BBC العربية

عبد الحسين العطواني

2015 / 4 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


لقد تعلمنا من اباءنا بانه اذا اردنا معرفه الاخبار الصحيحة والصادقة من الاذاعات العالمية فعلينا الاستماع الى اذاعة لندن ( هيئة الاذاعة البريطانية ),لما تتميز به هذه الاذاعة من تغطية اخبارية لجميع انحاء العالم بصيغة شبه حيادية ولانقول بكامل الحيادية ,لان المعروف عن وسائل الاعلام بل وحقيقة عملها ليس موضوعية, فهذه الاذاعة دأبت على نقل الاحداث ومايدور في العالم بأقصى مايمكن من السرعة والدقة وبمو جات موجهة لجميع انحاء المعمورة ,مع التركيز على اهتمامات وتطلعات البلد المستهدف حتى اصبح الاطمئنان لدى مستمعيها بفاعلية هذه الاذاعة وعدم الاستغناء عنها خاصة في الظروف التي تتعرض فيها البلدان العربية الى تغيرات سياسية ,او حروب عسكرية يجد فيها المستمع مايصبو اليه في بلده و اشباع فضوله ومن ثم استغناءه عن الاذاعات المحلية بل وحتى العربية والعالمية الاخرى معتقدا بأنها لاتعتمد الحقيقة في نقل الاخبار لاهداف معروفة قد تكون سياسية,او امنية,او حزبية ,اوعلاقات مصلحيه ..........الخ
وقد تبشرنا خيرا عندما استحدثت هذه الهيئة الاذاعية قناة فضائية بنفس الاسم قبل بضع سنوا ت مما عزز مكانتها بنقل الوقائع بشكل مباشروحي واضفاء التحليلات اللازمة التي تغني حيثيات الحدث وبمهنية عالية, نتيجة اصالة وعراقة هذه الهيئه ومانضم من كوادر اعلامية في غاية الاحتراف المهني والامكانية قلما تجدها في قنوات اخرى
الا ان المستمع او المشاهد لها بشقيها الاذاعي والتلفزيوني بشكل عام يلاحظ ان هناك تغيرات قد حصلت في سياستها المعتمدة وتحديدا قبل اربع سنوات في برامجها الاخبارية والحوارية التي تجريها مع المحللين بمختلف توجهاتهم ومرجعياتهم ,بحيث باتت حالة عدم الموضوعية والانتقائية معروفه عنها لدى عامة الناس ,ويمكن ان نتلمس ذلك من خلال نقل المعارك السوريه والاوضاع العراقية , ففي الجانب السورى يتم التركيزعلى انتصارات وهمية الى مايسمى بالجيش السوري الحراو المعارضة بمجالات واسعة تشمل مختلف التفاصيل التي تظهر سيطرتهم على الموقف القتالي ,وهو ليس من سياسة هذه القناة الخوض فيها كما تعودنا على برامجها, مع تجاهل واضح ومتعمد للمعارك التي يشنها الجيش العربي السوري ضد هؤلاء المتمردين , فضلا عن عرض قتال الجيش السوري بالشكل الذي يزرع الحقد والبغضاء لدى شعبه والمشاهدين ,وتلميع صورة المتمردين أو المعارضة بأنهم ثوار ويدافعون عن حقوقهم ضد نظام ديكتاتورى لاغاية له الا الحفاظ على استمرار سلطة الاسد فقط , متناسين بأنهم تمردواعلى السلطةالشرعية المنتخبة من قبل الشعب نتج عنها دخول البلاد في ويلات الحروب والخراب والتهجير وبدعم وتشجيع من دول معروفة لدى الجميع تأتي في مقدمتها تركيا ,وقطر ,والسعودية , لاسقاط نظام الأسد لكونه يشكل محور المواجهة العسكرية والمقاومة الوطنيه ضد اسيادهم الصهاينة المحتلين للاراضي العربيه ,وانا في هذا لأ أريد الدفاع عن النظام السورى الذي كان سببا فاعلا وحقيقي في التوتر الطائفي الذى لحق بالعراق بعد 2003
بقيامه بفتح معسكرات لتدريب الزمر الأرهابيه وارسالها الى العراق للتفجير, والتفخيخ , وماحل بشعبنا من قتل ودمار وتفجير على الهوية من جراء ذلك .
ولكن عندما تتجه مجريات الامور نحو اسقاط بلد بيد زمر ارهابيه متلبسة بلباس الدين لاتعرف الا الذبح والاقصاء ,فلابد من كلمة حق تقال بان من واجب السلطة الحاكمة الوقوف بوجه هؤلاء الزمرالتي انقلبت على النظام مستهدفة الاخلال بالامن و الخروج على القانون , لذلك اصبح لزاما على الجيش السورىتولي شرف الدفاع عن ارواح الشعب ومكتسباته وهذا حق متعارف عليه دوليا , وانا من المتابعين الجيدين لاذاعة وقناة BBCالعربية وبشكل متواصل وقد ابالغ اذا قلت ان 50% من برامجها مخصصه لتغطية الاحداث الجاريه في العراق ,وسوريا ,فضلا عن التكرارالممل لهذه التغطية , فالاشخاص الذين يتم استضافتهم لاجراء الحوارات بخصوص الدولتين المثاراليهما اجزم بأنهم من النوع المعروف مسبقا بحقده وتطرفه ضد تطلعات الشعبين وحكومتهما , فضلا عن الاساءة لبعض القوى الشعبية التي جندت نفسها للفاع عن ارضها دون مقابل مادىو تسمى بمسميات مليشية ومذهبية وكيل الاتهامات الباطلة لها بممارسات قتل وتخريب المناطق المحررة وتلك الادعاءات عارية من الحقيقة ولا وجود لها الا لتشويه سمعة هؤلاء المجاهدين ,اما الحوار الذى تجريه الهيئة قلما يلتزم فيه المستضافون باطروقواعد واصول الحوار ,مقابل ذلك يتم استضافة بعض السياسيين المحسوبين على الجانب الثاني الرسمي يتميزون باعتدالهم بهدف طغيان احقية المعارضه و الزمر الارهابيه على الجانب الحكومي الممثل او المتحدث الرسمي .
واخيرا اتمنى على هيئة الاذاعة البريطانية ان تعيد النظر في سياستها وتحرص على جذورها التارخية التي تمتد الى اكثر من نصف قرن , والحفاظ على سمعتها الاعلاميه التي تعودنا على سماع برامجها الحوارية التي تبعث التشويق وحب الانصات بقدرة مقد مي برامجها الجميله والجذابه , ونحن لا نشكك باستقلالية توجهاتها, فضلا عن ان تمويلها يجرى رسميا من بلد منشأها برطانيا , ا لا ان هكذا نوع من التغيير بعد باع طويل من المقبولة لدى الجميع يجعل البعض في ريب من مصداقية رسالتها الانسانية عن حصول مستجدات او عوامل مؤثره ضاغطة على سياستها الاعلامية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: هل تستطيع أوروبا تجهيز نفسها بدرع مضاد للصواريخ؟ • فر


.. قتيلان برصاص الجيش الإسرائيلي قرب جنين في الضفة الغربية




.. روسيا.. السلطات تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة| #ا


.. محمد هلسة: نتنياهو يطيل الحرب لمحاولة التملص من الأطواق التي




.. وصول 3 مصابين لمستشفى غزة الأوروبي إثر انفجار ذخائر من مخلفا