الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دمٌ يُراق بين ناظم الثِرثار والقائد الثَرثار.

احمد محمد الدراجي

2015 / 4 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


في الجانب العسكري تشترك عدة عوامل وتتشابك لتقرير نتيجة المعارك، فالعلوم العسكرية تؤكد أن القوة والعدة والعدد من احد أهم العوامل، وهذه لكي يتم توظيفها، ويحسن استخدامها، لابد من إتقان التخطيط، وهذا يحتاج إلى قادة محنكين ميدانيين، تتوفر فيهم شروط القيادة، ولهذا يعتبر فن القيادة هو المحور الرئيسي، والعامل الأساسي في الحروب، فبالرغم من تنوع أساليب القتال والتطور الكبير في مجال التسليح، إلا أن بناء القائد الذي يحسن فن القيادة والتعامل مع الظروف التي تحيط بالمعارك، هو المعيار الحقيقي للنجاح في انجاز المهمات، يعرف القائد العسكري "مونتغمري": القيادة: (بأنها المحرك الأساس للقوات ومقومة أساسية من مقومات الحرب).
ما جرى ويجري في المشهد العراقي العسكري والأمني، والطريقة التي تدار فيها المعارك ضد تنظيم "داعش" كشف ويكشف بل وضوح عن غياب أبجديات الفنون العسكرية عن ذهنية القيادات بكل أصنافها ودرجاتها، فلا رؤية عسكرية مهنية، ولا إدارة ناجحة، ولا تخطيط سليم، ولا تنفيذ حازم، ولامركزية في القرار، بل تخبط وفوضى وعشوائية، فضلا عن انعدام الصفات الذاتية التي ينبغي أن يتصف بها القائد الإنسان، كالشجاعة والإقدام والإخلاص والإيثار والحرص على حياة الجنود، وعدم زجهم في معارك معلومة الخاسرة.
ما يؤكد هذا الكلام هو الانتكاسات المتتالية، ابتداءً بانتكاسة الموصل وما رشح عنها من انتكاسات متسارعة ومستمرة، وكان أخيرها وليس آخرها انتكاسة الثرثار التي شكلت صورة جديدة من الصورة المظلمة التي رسمتها اُمية القيادات العسكرية والأمنية التي لا تعرف ألف - ياء العلوم العسكرية.
بعيدا عن ثرثرة وتخبط وتضارب القرارات والتصريحات التي انطلقت من حناجر القيادات في محاولة منهم للتشويش على الحقيقة، بل طمسها، رغم وضوحها وبداهتها، بدليل إعلان رئيس مجلس النواب عن استدعاء القادة العسكريين المسؤولين عن مجزرة الثرثار، على الرغم من إننا لا نعول على مثل هذه الدعوات، لأن نتيجتها ستكون كسابقتها، فاعلها ضمير مستتر تقديره مجهول، فان أهم ما كشفت عنه مُجددا هذه المجزرة المروعة هو مدي استخفاف القيادات بالدماء والأرواح،لأنهم السبب الرئيسي في حصول المجزرة لعدم تقديم الدعم البري والجوي وإيصال التعزيزات العسكرية للفوج المحاصر منذ أيام بالرغم من المناشدات والاستغاثات المستمرة والمتكررة للقيادات العليا الأمر الذي أدى إلى تضييق الخناق عليهم ومن ثم إعدامهم بطريقة بشعة علي يد تنظيم "داعش" الإرهابي.
يذكر إن السيد الصرخي كان قد وجه نداءً إلى للشعب العراقي وحذرهم من تسليم أبنائهم للضباط والقيادات المرتزقة السراق الفاشلين فكان مما قاله:
((أيها العراقيون كيف تسلمون أبنائكم لهذه الحفنة لهؤلاء المرتزقة لهؤلاء السراق من الضباط من المسؤولين؟ كيف سمحتم لأنفسكم؟ كيف سكتم عن دماء أبنائكم؟ الآن اتضحت الصورة، الضابط المرتزق الذي يدخل في جيبه ملايين الدولارات شهريا، كيف يصمد في معركة؟ كيف يؤتمن على أرواح الناس؟ كيف يؤتمن على الأرض؟ كيف يؤتمن على المقدرات؟ كيف يؤتمن على الأموال؟ كيف يؤتمن على المقدسات؟ طبعا يهرب أمام قوى "داعش" وغير "داعش"، طبعا يهرب أمام المليشيات))

https://www.youtube.com/watch?v=uxucKVK9THM&feature=share
السيد الصرخي : يوجه نداءه للشعب العراقي ويحذر من تسليم أبنائهم للضباط المرتزقة السراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خلافات بين نتنياهو والأجهزة الأمنية الإسرائيلية حول اقتراحات


.. صواريخ ومسيرات حزب الله -تشعل- شمال إسرائيل • فرانس 24




.. الانتخابات البريطانية.. بدء العد التنازلي للنتائج وترقب لمست


.. إيران تبدأ فترة الصمت الانتخابي قبل الجولة الثانية من انتخاب




.. الجيش الروسي ينشر صورا لاستهداف مقاتلة أوكرانية باستخدام نظا