الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبدالله صالح : أين ستكون المحطة الأخيرة ؟

عادل الخياط

2015 / 4 / 28
مواضيع وابحاث سياسية



علي عبدالله صالح ليس " بشار الأسد " ولن يكون .. تاريخيا وأيديولوجيا وحتى جغرافيا لن يكون .. أو ببساطة ان هذا الصالح كان قد سلم الغارب بعد تداعيات اليمن , عي في البداية , لكنه سلم الغارب في النهاية , ومن المؤكد ان التسليم في حشاشته لم يعني نهاية التخلي عن السلطة , فثمة تداعيات كثيرة تحكم هذا البلد قد تقوده للتبؤ ثانية .. لا أدري كيف تهادى إلى عقل هذا الشخص ان تلك الإضطرابات التي أطاحت به من الممكن أن تقوده للتبؤ ثانية ؟

عبد الله صالح كان قد دخل في حرب جامدة مع الحوثيين ولسنوات , ولم تتمخض تلك الحرب عن منتصر , بل إنتهت بهدنة مرة او اثنين أو ثلاث , والطبيعي أن تلك النهايات الهدنية كانت تعني أن قوة الحوثيين العسكرية - رغم انها ميليشيا - كانت تعني موازاة جيش الدولة الذي يمتلك جميع الإمكانات العسكرية بما فيها سلاح الجو .

هنا ستكون البديهة ل " صالح " بعد الإطاحة به : ماذا سيفعل , سيعتمد على من طالما ان دود وخز السلطة لا يزال ينبش في عظامه وشرايينه , دون ريب سيعتمد على منافحيه القدطماء أو القدماء الذين أثبتت الوقائع شوكتهم القوية .
وهاهي الفرصة المثالية التي طمح إليها " صالح " في المتناول : الجيش تفكك على أسس قبلية سوى الوحدات العسكرية التابعة له ظلت على حالها , إذن وبما أن الجيش بكل تكوينه القديم المتمركز لم يستطع النيل من ميليشيا الحوثيين , فها هم اليوم يتقدمون نحو العاصمة صنعاء تساندهم قطعات صالح الموالية ويحتلونها بكل بساطة ! ومن ثم يعلنون الإنقلاب صراحة والإعلان الدستوري .
ودون مراء ان تلك المحصلة قد خضت حوصلة " صالح " بفروخ السعادة التي تعقب العالقيين في العُقم لعقود طويلة , لكن سعادة الأفراخ قد تنقلب جحيما على منتج تلك البراعم بعد عقود , أما صالح فقد إنقلبت عليه الأفراخ إنقلبت عليه شهورا إذا لم تكن أسابيع .. فصاحبنا رغم أن أزمة اليمن بعد التظاهرات الحاشدة التي رافقت الربيع العربي قد وضعت لها حلا المبادرة الخليجية والسعودية بالذات وبمشاركة أممية , القول : صاحبنا صالح ظل يبحش , يمخر , تلابيبه غير مستقرة : هل معقول تضيع مني البطة , بطة الذهب , هل معقول أن لا أنال من بطة الذهب بعد هذا العمر الطويل سوى لحس بطن البطة - بالمناسبة اليمن ليس فيه بطوط من ذهب , محتمل فيه بطوط من .. لا أدري
القول : رغم كل تلك التداعيات , ورغم أن أضأل متفحص سياسي يقول : ان الطبقة السياسية القديمة الحاكمة في اليمن يتوجب أن تنأى بنفسها عن الواقع الجديد , رغم كل ذلك , ورغم تأثيرات القوى الإقليمية التي أنتجت واقعا مغايرا .. رغم كل ذلك ظلت البطة الصالحية تنبش .. وها هي اليوم تضع نفسها أمام واقع ضبابي المستقبل ؟

سنقول شيئا :

الحوثيون في اليمن سوف يفشلون طالما ان مجموع القوى الإقليمية وغير الإقليمية بل العالمية رافضة لها جملة وتفصيلا , وببساطة , كونها نسخة من نظام ملالي إيران , وبغض النظر عن البُعد الطائفي في هذا الإطار , ترى الإقتران الوثيق بينهم وبين الشعار الملائي : الموت لأميركا والموت لإسرائيل.. وهذا سبب أولي لمحاصرة ناقلات طائرات أميركا للشواطئ اليمنية .. عليه , منطقيا سوف تكون القوى المناهضة للحوثيين هي صاحبة الغلبة في تلك الجولة .

وهنا نصل إلى فحوى الموضوعة , وهي : يا ترى كيف سيكون مصير " علي عبدالله صالح لو سقط الحوثيين وتشكيلاته العسكرية .. بالنسبة لي تتراءى قبالتي نهاية " حسين كامل التراجيدية , عندما رفضته جميع دول اللجوء فقرر الرجوع للعراق ليلقى مصيره تحت بارود أبناء عمومته .

لكن " صالح " قد يقول : ان عبد الملك الحوثي سوف يكون شفيعه في لجوئه في إيران , محتمل , لكن الذي لا يفقهه لا الحوثي ولا صالح هو أن ملالي إيران لا تغيب عن أذهانهم عقدة الحرب الثمانينية , لقد تذكروا الطيارين العراقيين الذين دكوا سفنهم ومواقعهم وإغتالوهم واحدا واحدا في شوارع بغداد بعد الإطاحة بصدام , فهل ينسون زعماء العرب الذين تغزلوا ببطولات البطل المغوار وفي مقدمتهم الملك حسين وعلي عبد الله صالح الذي كان مسخرة لتعاليم صدام عن الشعر الطويل ومقتضيات تقريمه .. نصيحة يا علي عبد الله صالح لا يخدعك عبد الملك الحوثي أن تلجأ إلى إيران فيما لو قدر الله وطارتك جحافل الفتح الجديدة .. وأيم الله ان ملالي إيران سوف يُمثلون بك ولن يشفع لك لا الحوثي ولا الديوثي , اللهم إني بلغت وأنذرت .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟