الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مكابدات الشهيد سالم*

عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)

2005 / 9 / 28
الادب والفن


عينان لونُ البحرِ والفضاء
يسبحُ في موجيهما الضياء
والحبُّ والوجدُ وشوقُ الشعراء
حنينُ آلافِ الصبايا في رياضِ العشقِ والحليِّ
والأساورِ الأغلال
يمرُّ بالأزقةِ الأطلال
يقرأُ في الوجوهِ آثارَ الرحيلِ في السنينِ
في مدارجِ الرمال
يحسبُ فيها عددَ الغضونِ ، والشجونِ ، والأحمال .
منْ ذا يزيلُ النزفَ في الجلدِ ،
يزيلُ الجرحَ في الأكتاف ؟
منْ ذا يذيبُ الشمعَ في الأبواب ،
ويفتحُ النوافذَ المغلقةَ الأهداب ؟
****************
قرأتُ في وقعِ الخطى رسالةً
تحكي عن الطريقِ في الفجرِ إلى المساء
عن رحلةِ الهجرِ وعن مدينةٍ
فيها تباعُ الأرجلُ ، الأيدي ، العقول ،
وحرمةُ النساء ،
براءةُ الأطفال ،
رجولةُ الرجال .
مدينةٍ يسرحُ في تاريخها اللصوص .
تُحرَّفُ النصوص .
قرأتُ عن مدينةٍ أُهيلَ فوق وجهها التراب
وأُحرقتْ في حضرةِ الصحابةِ المبجَّله .
مدينةٍ ، مارقةٍ ، كافرةٍ !
ما كان فيها الجوعُ والحرمانُ والعذاب
والناسُ كالأسنانِ في المشطِ فلا
يحدِّقُ الإنسانُ في كفِّ أخيه
مدينةٍ ...
زنديقةٍ ..!
فليس فيها البعضُ قد فُضِّلَ في الرزقِ ولا تعددِ النساء .
دلمونُ ،
قد حُبيتِ عدناً ...
أنهراً صافيةً ...
موانئاً تعجُّ بالسفائنِ المُحمَّله
فلا يشيخُ المرءُ ، لايشكو ، ولا ينعقُ في أرجائكِ الغراب .
لا ينهشُ الذئبُ فؤادَ الحملِ الوديع ،
لا يحتسي الدماء !
دلمونُ ،
ما راقتْ وصاياكِ لفرسانِ الخفاء ،
وسادنِ الكتاب .
أُهيلَ فوق وجهكِ النصالُ والتراب ،
وباعةُ الحروف .
دلمونُ ،
حلمٌ أنْ نزيلَ الرجسَ عن أزقةِ الأطلال
فلا تباعُ نشوةُ الأطفال
والماءُ في الأنهار
عباءةُ النساء
والسُورُ المحكمةُ الآيات .
حلمٌ تكونُ اللُعبُ الأشجار
ومهرجانُ النورِ والأنهار
*********
حملتُ عينيَّ ... رأيتُ الأعينَ المطفأةَ الأرجاء ،
والأوجهَ المسمَّره .
وجدتُ فيها حلماً يلمعُ في السحاب
رافقتهُ في الأسطرِ الممنوعةِ الحروف
ألفيتُها تختزنُ الأجوبةَ الكبيرةَ
والمدنَ الأثيرةَ
صاحبتُها ...
فانطلقتْ أجنحةُ الحقول
وانفتحتْ أوردةُ الآبارِ والسيول
هذا الذي تبحثُ عنهُ رجفةُ الأطلال
وحرقةُ الأعينِ في الأغلال
****************
حملتُ عينيَّ معي ....
ودرتُ في الأزقةِ المأسورةِ الجناح
أعلنُ تاريخَ المياهِ ، عنفوانَ الحلمِ ، الريحِ ، الزهور .
أعلنتها سرَّاً وجهراً ، تحت أبصارِ السيوف
أعلنتها :
هذا أنا ...
أنقشُ في مسلةِ الشعوب
بين ضلوعي شمعةٌ ،
ورقعةٌ ،
من صفحاتِ الكتبِ الممنوعةِ الأبواب
بين الزنازين وبين السيفِ والرقاب
هذا أنا ...
من رفقةِ البيتِ الكبير
زاويةٌ ، ونقطةٌ في ذلك البحرِ الكبير
هذا أنا ...
في لحظةٍ ...
بين السكاكينِ وبين الخطفِ والرصاص
يخافني الحراس
عريتُ صدري . فانظروا
ضلوعي البارزةَ الأحداق !
تحكي زمان السلبِ ، والصلبِ ، وتاريخَ اللصوص
منْ ذا سيبقى ؟
ذاك ما تحكي به النصوص .

هذا أنا ...
في لمحةٍ ،
وطلقةٍ ،
ترنُّ في الجدران ،
وجثةٌ
فوق الطريق العام .
حكايةٌ
تحكي بها النصوص ............

سالم صادق الملا نظر : أغتيل عام 1971بعد اختطافه من شارع الكفاح في بغداد من قبل الأمن العام . وجدت جثته على طريق بغداد ـ المحاويل ، طلقة في الرأس وجمجمة مهشمة ، أضلاع مكسورة ، وآثار تعذيب في كلِّ أنحاء الجسد . كان في الرابعة والعشرين من العمر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فـرنـسـا: لـمـاذا تـغـيـب ثـقـافـة الائتلاف؟ • فرانس 24 / FR


.. الفنانة نجوى فؤاد: -أنا سعيدة جدًا... هذا تكريم عظيم-




.. ستايل توك مع شيرين حمدي - عارضة الأزياء فيفيان عوض بتعمل إيه


.. لتسليط الضوء على محنة أهل غزة.. فنانة يمنية تكرس لوحاتها لخد




.. ما هي اكبر اساءة تعرّضت لها نوال الزغبي ؟ ??