الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف أمكن لعصابات الغدر أن تنال منك يا جار الله عمر؟

عبدالرحمن محمد النعيمي

2002 / 12 / 31
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



 
بعد خروجه من مؤتمر حزب الاصلاح والقائه كلمة الحزب الاشتراكي، أطلق أحدهم عدة رصاصات على الامين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني، جار الله عمر، فنقل على وجه السرعة الى المستشفى لكنه غادر الحياة قبل وصلوه!!
نزل الخبر على محبي اليمن والحزب الاشتراكي اليمني وجار الله كالصاعقة.
لا يمكن قراءة التاريخ اليمني المعاصر دون المرور بالدور الذي قام به جار الله عمر، دفاعاً عن جمهورية 26 سبتمبر منذ انطلاقتها عام 1962 حتى احلك مرحلة مرت عليها (حصار السبعين يوماً لصنعاء بعد خروج القوات المصرية بعد هزيمة يونيو 1967 والاتفاق السعودي المصري، وهجوم القبائل لذبح الجمهوريين فيها!! وهزيمة تلك العصابات امام صمود كوكبة من الجمهوريين الابطال الذين رفعوا راية الجمهورية او الموت، فنالوا الجمهورية وحصد أعدائهم الموت) الى ثورة 14 اكتوبر في جنوب اليمن والى دوره في توحيد فصائل العمل اليساري في الشمال والجنوب (التنظيم السياسي الجبهة القومية، حزب الطليعة الشعبية، اتحاد الشعب الديمقراطي، المقاومين الثوريين اليمنيين، حزب العمل الاشتراكي) وتوحيد المعارضة اليمنية الشمالية كقائد في حزب الوحدة الشعبية والجبهة الوطنية اليمنية، الى معارك توحيد اليمن، الى موقفه الشجاع في حرب 1994 ودفاعه عن الديمقراطية والوحدة في آن واحد.. فقد رفض المنصب الذي اوكل اليه ـ كوزير للثقافة ـ من قبل القيادة الجنوبية عندما قررت الانفصال عن الشمال.. كما كان موقفه صلباً في الدفاع عن الحريات والمكتسبات الديمقراطية عندما قررت العصابات السوداء تصفية رموز الحزب الاشتراكي بعد الوحدة اليمنية.. وعندما اندلعت الحرب ضد الحزب الاشتراكي اليمني، وشارك فيها كل من رأى في الاشتراكية والتقدم والديمقراطية وتحديث اليمن خطراً عليه، كان جار الله ضد الحرب، وضد تلك العصابات.
وكان مع الوحدة والتعددية.. لا يساوم على وحدة اليمن.. ولا يرى بديلاً عن وحدة الامة العربية ومع الثورة الفلسطينية ومقاومتها الباسلة.. مع النضال الديمقراطي في البحرين .. مع المطالبين بالديمقراطية في كل انحاء الجزيرة العربية.. مع كل صوت قومي وديمقراطي ومستنير في هذه الايام .. ولا يرى بديلاً عن الديمقراطية الا بالمزيد من الديمقراطية.. وفي الوقت الذي رفض الانشقاق عن الحزب الاشتراكي في الصراعات الكبيرة التي كادت تعصف بالحزب بعد حرب 1994، كان يؤكد على أهمية الوحدة التنظيمية مع التعددية السياسية داخل الحزب الاشتراكي اليمني.. كان مجدداً في كافة المنطعفات التي مرت بها اليمن الجمهورية.. ومجدداً في الحزب الاشتراكي .. ومجدداً في حركة التحرر الوطني العربية..
رمزاً من رموز النضال القومي.. شارك في كافة المؤتمرات القومية.. من مؤتمر الشعب العربي عام 1975 الى ملتقى الحوار العربي الثوري الديمقراطي حيث كان أحد ابرز رموزه في الامانة العامة حتى لحظة استشهاده..
اشارت وكالات الانباء بأن سلفياً قد قام باغتيال هذا المناضل الذماري (نسبة الى مدينة ذمار) الذي درس علوم الدين في مدارس هذه المدينة الزيدية العريقة.. فتبحر فيه.. وانحاز الى الفقراء والى خط الكفاح المسلح والى الاشتراكية العلمية .. وكان يرى مستقبل اليمن في مستقبل فقرائه.. ومثقفيه وطبقاته الاجتماعية الصاعدة.. وكان رسول التصالح والتوافق والجسور بين مختلف القوى السياسية بمختلف اتجاهاتها ومنابعها الايديولوجية.. وكان خطه المشترك يشكل خطراً على الفرق الناجية .. الاصوليين من مختلف الاتجاهات.. الاسلامية والقومجية والماركسية على حد سواء.. كان معتزلياً.. كان يرى بأن الزيدية هي اقرب المذاهب الى المعتزلة .. والى العقل.. والى المذاهب السنية .. كما كان يرى في الماركسية منهجاً للتحليل .. لا يجب الحط من كل منهج بتقديسه .. كان يحب الحياة والتقدم لشعب اليمن.. ولذلك اغتاله اعداء اليمن.
منحازين بالمطلق الى جانبه.. وما يمثله من قيم عليا.. أكدها في كافة الملتقيات.. وآخرها المؤتمر القومي العربي في دورته الثانية عشر التي انعقدت في البحرين في ابريل عام 2002.. حيث كان من ابرز أعضائه.. وكان فرحاً بعودة رفاقه الى ديارهم.. وفرحاً بالانفتاح.. ويطالب بالتمسك بالمكتسبات.. وبوحدة الجزيرة العربية.. فاليمن جزء أساسي من هذه الجزيرة.. ولا مستقبل لها او لمجلس التعاون دون انضمامه أو انضمامهم اليه.. وعدنا بالعودة الى البحرين في اقرب فرصة.. ورحل عنا وعن رفاقه وشعبه في مسيرة اليمن الشاقة التي عمدتها بالدم منذ اللحظة التي قررت فيها الخلاص من حكم الائمة.. وقررت ان تقدم قرابين من اجل الديمقراطية والتقدم.. وأن تتقدم مهما حاولت عصابات الظلام ان تعرقل مسيرتها.
رحيلك .. خسارة لنا جميعاً.. في الجزيرة العربية.. لكن جريمة الاغتيال تجعلنا أكثر تمسكاً بالمواقف الديمقراطية والقومية والاشتراكية التي كنت تنادي بها.. وأكثر إصراراً على محاربة هذه الفرق المتعصبة التي تعتقد بأن طريق الخلاص يمر عبر دماء خيرة أبناء هذه الامة..
 

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا: ماذا وراء زيارة وزيريْ الدفاع والداخلية إلى الحدو


.. إسرائيل وحسابات ما بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة في غزة




.. دبابة السلحفاة الروسية العملاقة تواجه المسيرات الأوكرانية |


.. عالم مغربي يكشف عن اختراع جديد لتغيير مستقبل العرب والبشرية




.. الفرحة تعم قطاع غزة بعد موافقة حماس على وقف الحرب