الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاضرابات العمالية راس حربة لثورة 25 يناير المصرية

عدلي محمد احمد

2015 / 4 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


ا
الظاهره الاضرابيه العماليه في مصر الثوره والجاريه بهذا المستوي المتصاعد منذ سنوات ظاهره لم تشهدها الا الثورات التاريخيه الكبيره فهي في المحل الاول تعكس مدي عمق الثوره المصريه التي تعبر قبل كل شئ بطابعها العمالي القوي عن مدي عجز الرأسماليه عن الاستمرار في الحكم بنفس الوسائل والطرق المعتاده التي صارت قديمه فهذا الطابع المستمر المتواصل المتصاعد يشير بدقه كبيره الي مدي حدة الثوره المصريه كثوره شعبيه شامله ضد النظام الرأسمالي المتخلف التابع في بلادنا واهم ما يجب ان يلفت نظرنا وان يكون محل فحصنا وبحثنا هو طبيعة هذه الحركه العماليه ومصادرها وبالتالي التعرف عن قرب علي افاقها وعلي الفوريمكن الاشاره الي التأثير المتواصل للازمه الرأسماليه الماليه والاقتصاديه العالميه علي الاقتصاد الكلي وعلي اقتصاديات القطاع الخاص والعام والاستثماري خصوصاُ ما يتعلق بالسياحه والعقارات والصادرات فهي ازمه ما زالت الرأسمالية عاجزه عن تجاوزها رغم مرور 8 سنوات علي اندلاعها بل اخذه في التقدم بثبات في ايقاظ عمال اوروبا وحتي عمال امريكا علي الضروره الملحه لتجاوز الاصلاحيه والنقابويه والاستعداد للصدام الثوري مع سلطات رأس المال في اعتي قلاعه وهنا يجدر بنا الاهتمام بالتحرك العمالي اليوناني والبلجيكي والامريكي حيث جري انتزاع السلطه بالانتخابات لصالح اليسار اليوناني كاخر ورقه اصلاحيه في يد الرأسماليه علي الطريقه اللاتينيه والتاريخ سيحكم قريباُ علي هذه المحاوله ومدي قدرتها علي تحقيق الاسعاف اللاتيني في اليونان حيث تجري المحاوله الاصلاحيه في بيئه مختلفه ولحظه مختلفه سمتها اندلاع الازمه الاقتصاديه بالفعل اما في بروكسل فان العنف الثوري الذي فاجأ به العمال شرطة رأس المال لافت للنظر خصوصاُ وان النقابات تحاول استيعابه ولو عبر الاضراب العام الذي يعتبر الان شيئا غابراُ يجري استدعائه من جانب النقابات تحت ضغط الازمه قبل ان تفلت الامور تماماُ لصالح توجهات ثوريه اما امريكا فقد كان شيئا له مغزاه الكبير ان يخرج عمال قرابة 250 مدينه امريكيه تطالب بحد ادني للاجور لا يقل عن 15 دولار في الساعه فامريكا كانت تبدو او بالاحري كانت تقدم نفسها لعالمها الراسمالي علي انها تجاوزت اخطارالازمه بعد ان لجأت الي الدفع بقرابة 700 ملبار من ودائع المواطنين من اجل انقاذ الشركات العريقه والبنوك الكبيره وهو ما يعني ان الازمه اعقد مما يتصور القائمون علي الاقتصاد الامريكي وان لا سبيل امامها الا محاولة القاء اعبائها علي عاتق الطبقه العامله بصوره مباشره وما لايجب اهمال معناه هو الخروج مباشرة للتظاهر في مئات المدن فماذا يعني ذلك سوي ان عمال امريكا علي ابواب عهد جديد من الاضرابات والمواجهات التي تحاول النقابات استيعابها حتي لو اضطرت لاقرار التظاهر .
ان تاُثير الازمه العامه يبدو انه سيستمركرافد رئيسي للظاهره الاضرابيه العماليه سواء علي صعيد الدوله ونشاطها الاقتصادي او علي صعيد شركات القطاغ الخاص والاستثماري.
وهو تأثير يأخذ ابعاده وصياغاته واشكاله من تفاعله مع الازمه الثوريه المستمره ففيما يخص القطاع الخاص والاستثماري فان عملية ضغط علي الاجور خصوصا المتغير منها لن تعرف الا الاشتداد والحده مع اشتداد وحدة المنافسه في اسواق الازمه الراكده محلبا وعالميا وهي عمليه تتوازي معها بالفعل الان عملية محاصره للعمال سواء بعدم التثبيت او بالفصل التعسفي وهي عمليه يفتح قانون الخدمه المدنيه الاخير في ظلها ابواب جهنم علي العمال وما لا يقل خطوره هو الانكماش الاستثماري في هذا السياق المأزوم حيث يتسع نطاق البطاله بصوره حاده مع سيطرة هذين القطاعين علي قرابة 80% من الاقتصاد وفي ظل تخلف العمليه الراسماليه برمتها في بلادنا فان هذه الاستثمارات الخاصه تعجز حتي عن الاستفاده من تعرض الجنيه للانخفاض عبر زيادة الصادرات نظراُ لضعف مستوي المكون المحلي الامر الذي يحول هذا الانخفاض المتواصل الي عبء خصوصي لديها يفاقم من تعرض ارباحها للانخفاض بسبب الازمه الامر الذي ينعكس في توحش في مواجهة العمال يستجيب له قانون الخدمه المدنيه بما يدفع بالظاهره الاضرابيه الي ابعدمدي.
اما من زاوية الاقتصاد المتعلق بالدوله فان الامور شديدة الحده ومن عدة زوايا من اهمها ازمة سيوله اي تقدم في علاجها في ظل الركود العام لا يعني الا الدفع بالتضخم الذي يتغذي بصوره مستمره بانخفاض قيمة الجنيه الي مسرع مثالي لموجه ثوريه واسعه وهو وضع عام يقلص بصوره متواصله من قيمة الاجور الحقيقيه سواء لدي عمال القطاع العام او الخاص بما يترتب عليه من غلاء اسعار مطلق السراح.
هذا من زاوية السيوله المحليه اما من جهة السيوله الدولاريه وما تتطلبه من احتياطي نقدي ملائم فان الازمه اشد وانكي بسبب ما لحق بالسياحه جراء الركود العالمي والازمه الثوريه والارهاب وما زال مستمراُ بدرجه مؤثره وما لحق بالصادرات بسبب هذا الركود العالمي.
واخطر ما يتعرض له حكم السيسي الان هو افول التمويل الخليجي الذي كان النظام معتمداُ عليه سواء ايام طنطاوي او عام حكم الاخوان اوالشهور اللاحقه ل 30-6.
والامر المؤكد ان الانفاق الحكومي علي الحقوق الاقتصاديه للجماهير من كهرباء وغازوصحه وتعليم ومياه نقيه وصرف صحي ومواصلات واتصالات ومساكن الخ ستتاُثر بهذه الاوضاع بصوره حاده بل هي تتاُثر ومنذ الان بالفعل بما يثقل من جهته علي الاجور الحقيقيه للعمال ويدفع العمال للنضال الاضرابي بالاضافه الي ما يفود اليه ضعف الانفاق الي ضغوط الشركات عامه وخاصه مع عمال هذه الخدمات كعمال المترو والسكك الحديديه والغاز والكهرباء والتي قد بدأت بالفعل
وفي هذا السياق فان النظام اصبح عاجزاُ علي ما يبدو من التعايش مع التشوه الهيكلي الذي اسفر عنه برنامج الخصخصه الذي خصخص صناعات اساسيه من الناحيه الفعليه وترك للسلطه مصانع وشركات ليست صغيره لا يستطيع تعاطيها نظراُ لاعباء اجورها او للتخلف الشديد لبنيتها التقنيه مثل شركة الحديد والصلب التي تضم حوالي 10000 عامل او مصنع المحله للغزل والنسيج الذي يضم 19000 عامل وهذه مجرد نماذج صارخه.
وتوجه حكم السيسي الان الي تصفية هذه المصانع الكبيره نسبياُ سيدفع بالظاهره الي مستويات اعلي خصوصاُ عندما تكون المعارك متعلقه بالتصفيه لا بمجرد تحسين الاجور.
ويشمل هذا التوجه عمال اهم شركات استصلاح الاراضي كالعقاريه ومساهمة البحيره وعمال بعض من اهم شركات القطاع العام في مجال الانشاءات والصناعات كشركة اليجكت والمشروعات الصناعيه والهندسيه.
وتكتسب الظاهره الاضرابيه خطورتها بما ستلحقه الكارثه المائيه التي سيتعرض لها نهر النيل مع استكمال سد النهضه في سبتمبر المقبل فوفقاُ لاهون التقديرات فان مصر لن تستطيع زراعة قصب السكر والارز الذين يستهلكان وحدهما ثلث المياه التي تستهلكها الزراعه كلها والتي تبلغ 85% من مياه نهر النيل وهو امر يعني ان عمال مصانع السكر والورق ومضارب الارز سيلقي بهم في الشوارع بعد معارك حاده حول تعويضاتهم في الحدود التي يمكن ان يقبل بها العمال الذين لم يبيعوا النهر للرأسماليه العالميه والنظام الاثيوبي .
واختصاراُ فان الظاهره الاضرابيه العماليه المصريه ستتواصل اتساعاٌ وحده ومن خلال عدة روافد وستعرف الطبقه العامله معها لحظه نادره في تطورها للانتقال الي مستويات تنظيميه غير مسبوقه و مستويات من الوعي السياسي لم تكن تخطر لاحد علي بال باعتبارها التاريخي وبما تتجه اليه بثبات كراٍس حربه للثوره المصريه الشعبيه التي لا تستطيع الاالانتصاروالاطاحه بسلطة طبقه مالكه وحاكمه تواصل العجز والافلاس بصوره ايضاُ لم تخطر بهذه السرعه علي البال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تتطلّب اللياقة والقوة.. شاهد كيف تتدرّب لاعبة غولف في صالة ر


.. بلينكن: واشنطن تعارض معركة كبرى في رفح




.. مقتل أكثر من 300 شخص وإصابة مئات وتدمير أكثر من 700 منزل جرا


.. طالبة تهدي علم فلسطين لعميد كلية بيتزر الرافض لمقاطعة إسرائي




.. ناشط ياباني ينظم فعاليات غنائية وثقافية للتعريف بالقضية الفل