الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دنيا ميخائيل = دنيا الوطن

كاترين ميخائيل

2015 / 4 / 29
الادب والفن


دنيا ميخائيل = دنيا الوطن
قبل ثلاثة ايام دُعيتُ الى امسية شعرية جميلة وممتعة للشاعرة القديرة الحائزة على جائزة كريسكي الشعرية في ولاية مشيغن لعام 2014
في نهاية الامسية أخذ سؤال يُراودني هل دنيا ميخائيل تعيش في قلب العراق ام العراق يعيش في قلب دنيا ؟
كدتُ اطرح وأقسم وأجمع وأضرب اين انا من هذه المعادلة ؟ وجدتُ نفسي تُقنعني الشاعرة المغتربة إنها تعيش في قلب العراق والعراق يعيش في قلبها حيث كل شعرها يعكس في قلب العراق وكأنها تعرف المعاناة الطويلة لهذا الشعب المغلوب على امره لسنين طويلة.
للامانة الصحفية أخذتُ القصائد وبعض التعليقات من الانترنيت .
(أحبك من هنا إلى بغداد) قصيدة بالعنوان نفسه ولكن الشاعرة في قصيدة (لارسا) تناجي ابنتها "لارسا" وتأمل أن تكون
"رسول جديدة-
تبعثين لثغات وإشارات إلى الكون-
فأنسى أعدائي كلهم-
أتركهم يذوبون معا-
رجال ثلج مسالمين."
وفي قصيدة (لارسا) –وهو اسم سومري يعني ربة الشمس- يتضح أن "هنا" الواردة في عنوان الديوان تعني الولايات المتحدة الأميركية حيث تقيم الشاعرة التي تخاطب لارسا في نهاية القصيدة..
"أحبك من هنا إلى بغداد-
وأحبك أكثر من كل الكلام-
وأحبك أعلى من الدخان في المدينة-
وأحبك أقوى من صوت الانفجارات-
وأحبك أعمق من جرح يتبادله عراقيون وأمريكيون-
بقرب عبوة ناسفة."
وتبدو سيرة الحرب طيفا أو شبحا يطارد كثيرا من قصائد الديوان. وتبدأ الحرب باللغة ففي قصيدة (ألواح)..
"اللغة العربية-تحب الجمل الطويلة-
والحروب الطويلة-
والأغاني الطويلة-
والسهر-
والبكاء على الأطلال"
وتبدأ قصيدة (الحرب تعمل بجد) بست كلمات هي "كم هي مجدة الحرب-ونشطة وبارعة" ثم تستعرض أنشطة الحرب وتجلياتها ومنها أنها..
"تلهم طغاة لإلقاء خطب طويلة-
تمنح الجنرالات أوسمة-
والشعراء موضوعا للكتابة-
تساهم في صناعة الأطراف الاصطناعية-
توفر طعاما للذباب-تضيف صفحات إلى كتاب التاريخ-
تحقق المساواة بين القاتل والقتيل-ت
علم العشاق كتابة الرسائل-ت
درب الفتيات على الانتظار-ت
ملأ الجرائد بالمواضيع والصور-
تشيد دورا جديدة لليتامى-ت
نشط صانعي التوابيت-
تربت على أكتاف حفاري القبور-
ترسم ابتسامة على وجه القائد".
وتبلغ قصائد (أحبك من هنا إلى بغداد) 112 صفحة متوسطة القطع وصدر في سلسلة (آفاق عربية) عن الهيئة العامة لقصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة المصرية.
ودنيا ميخائيل شاعرة ومترجمة ولدت في بغداد ودرست الأدب الإنجليزي في جامعتها وهاجرت إلى الولايات المتحدة وتخرجت في جامعة وين ستيت ونالت عام 2001 جائزة من الأمم المتحدة المتحدة لحرية الكتابة لكتباتها عن حقوق الإنسان. ولها دواوين منها (مزامير الغياب) 1993 و(يوميات موجة خارج البحر) و(على وشك الموسيقى) 1997.
وكما يندر في قصائد كثير من شعراء العراق أن تخلو من استلهام لأسطورة فإن الشاعرة تستدعي "إينانا" السومرية ربة الحب والحرب فتحكي في قصيدة (إينانا) جانبا من تاريخ العراق البلد الذي ولدت فيه الشاعرة وتربت في مدارسها وجامعاتها وفي مدينة بغدا العاصمة وصولا إلى العصر الحالي حيث تشاهد أبناء بغداد في الإنترنت يتناثرون قطعا قطعة من جرائم الارهاب وتقول :
"أميزكم-مقبرة مقبرة-
جمجمة جمجمة-
أراكم في منامي-
أرى الآثار-
متناثرة ومكسورة في المتحف-
من بينها قلائدي-
أصيح بكم:
اعقلوا يا أولاد الموتى-
اعقلوا كفاكم عراكا-
على ثيابي وذهبي-
كم أقلقتم منامي
كم أقلقتم
أبناء الجيران القدامى
أراهم في التلفزيون
وهم يتراكضون
بعيدا عن القنابل
والغارات
وابو الطبر".
وتستمر الشاعرة بإسترسال ابياتها الشعرية والحسرة في قلوب الجميع متسائلين متى ينتهي مسلسل القتل والتشريد والتهجير والتعذيب والجوع في بلدي المغبون على امره ؟ كلها أسئلة تراود المسمتعين من الجمهور جميعا من مختلف الجنسيات والاقوام وانا واحدة منهم ,كانت الشاعرة القديرة تتنقل بميزانها الشعري بين اللغتين العربية والانكليزية وكان للجمهور الامريكي حضور اكثر من الجمهور العربي والكل متضامن مع الشعب العراقي بهذه الابيات الشعرية التي كانت تعطي لنا مسلسل دقيق كأنه فلم سينمائي يُروي حياة الشعب العراقي خلال السنين العشرة الماضية وانا جالسة شعرتُ إني اشاهد مسرحية على المسرح تعكس الآم والوضع المأساوي للشعب العراقي .
تناغم مشاعر الجمهور مع قراءة الشاعرة كان واضحا من خلال علامات الالم الذي كانت على وجوه الجمهور والهدوء الذي كان يعم القاعة . وفي نهاية الامسية الشعرية الجميلة التي كانت في مركز الثقافي الامريكي في ديترويت تميزتْ بوقفة إجلال وإحترام وتصفيق حار تعبيراً عن إنسجام الجمهور مع الشعر الهادف ومعاناة الشعب العراقي وتضامننا مع شعر الشاعرة القديرة دنيا ميخائيل .
حصاد الشاعرة من هذا الانتاج الشعري الرائع هو
إحترام وتقدير من جمهورها الكريم داخل وخارج العراق
جائزة القلم الامريكية عام 2004
جائزة الكتاب العربي الامريكي 2010
جائزة كريسكي
بين أكثر من 700 أديب وفنان اختيرت الشاعرة العراقية دنيا ميخائيل لنيل جائزة كريسكي للآداب والفنون في ديترويت والتي تعدّ من بين الجوائز الثقافية الأمريكية المهمة، وبحسب صحيفة "ديترويت فريبريس" هي الجائزة الأهم في ولاية مشيغان. وتمنح الجائزة كل عام إلى ثماني عشرة أديب وفنان من مختلف الحقول الفنية والأدبية وتبلغ قيمة الجائزة النقدية 25 ألف دولار.
وقالت ميرا براك المديرة المشرفة على برنامج الكتابة الإبداعيةالتابع لمؤسسة "كريسكي" إن دنيا ميخائيل هي أول عربية تنال هذاالتكريم وهي أيضاً الأولى من مقاطعة مكومب، وأضافت بان "المنافسة كانتشديدة؛ لأن عدد المرشحين هذه السنة بلغ أكثر من 700 أديب وفنان". وتألفت لجنة التحكيم من خمسة أدباء هم واندا كولمان (شاعرة وناقدة)، بيلهيريز (روائي وناقد)، كلوديا لاروكو ( محررة في صحيفة نيويورك تايمز)، كينميكولوسكي (ناشر وشاعر)، وروبرت بوليتو (رئيس منظمة الشعر بوتريفاونديشن). وقال ريب رابسن رئيس مؤسسة كريسكي في حديثه للصحافة: "يهمنا تسليط الضوء على المواهب الاستثنائية هنا في ديترويت فهؤلاء المبدعين هم طاقة المجتمع الثقافية. نحن ندرك جيداً بأن الفكر التجديدي لهؤلاءالفنانين يلهم الآخرين في كلّ نواحي الحياة ولذلك، إضافة لتقديرنا لفنهملذاته، نحن نقدر تأثير نشاطاتهم على المنطقة". من جانب أخر، سيصدر قريباً للشاعرة دنيا ميخائيل كتابها الجديد "الليالي العراقية" عن دار ميزوبوتاميا في بغداد.
ميشيكن 28/4/2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - صدقي صخر بدأ بالغناء قبل التمثيل.. يا ترى بيحب


.. كلمة أخيرة - صدقي صخر: أول مرة وقفت قدام كاميرا سنة 2002 مع




.. كلمة أخيرة - مسلسل ريفو كان نقلة كبيرة في حياة صدقي صخر.. ال


.. تفاعلكم | الفنان محمد عبده يكشف طبيعة مرضه ورحلته العلاجية




.. تفاعلكم | الحوثي يخطف ويعتقل فنانين شعبيين والتهمة: الغناء!