الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما جدوى وحدة الوطن و انقسام الشعب ؟؟

محمود جرادات

2015 / 4 / 30
الارهاب, الحرب والسلام


ما فائدة وحدة الوطن الجغرافية إذا كان الشعب منقسما ؟؟
بعيدا عن الشعارات، ربما يبدو كلامي غريبا و سيستهجنه الكثيرون، لكن علينا أن نرفع رؤوسنا من الرمال و نواجه الواقع دون أية مجاملات.
لقد أثبتت الدول التي تحتوي على تعدد عرقي/ديني/طائفي واسع أنها لا تستطيع الصمود وفق هذه الحالة دون وجود انقسامات داخلية تصل حدا الحروب الأهلية و من ثم انقسام الدولة إلى عدة دول، و هنا لا أتكلم عن دول العالم الثالث فقط، بل لنا في يوغوسلافيا السابقة و الإتحاد السوفييتي و قبلها الهند التي انقسمت إلى 3 دول (مع باكستان و بنغلادش) على اساس ديني إسلامي-هندوسي، خير أمثلة على ما أقول.
لا يكاد يمر يوم إلا و نسمع أحاديث عن تقسيم قادم للعراق، و ربما سوريا، و هما دولتان تشهدان صراعا داخليا، نكذب على أنفسنا إن أنكرنا أنه صراع طائفي بالدرجة الأولى، بغض النظر عمن يحركه من الخارج، لا نريد شماعات نعلق عليها مصائبنا، بالنسبة للعراق و بعد 12 عام من إسقاط النظام البعثي السابق، ظهر جليا أن الشعب العراقي ليس شعبا واحدا و إنما عدة شعوب مقسمة بشكل طائفي (سني/شيعي) و عرقي (عربي/كردي) مع أقليات صغيرة من أديان و أعراق أخرى، و مع مرور الوقت ظهر جليا حجم الخلاف الداخلي الذي على ما يبدو لا حل له في المدى القريب، و ادت هذه الخلافات إلى صراعات دموية خطيرة سقط فيها عشرات الألوف من الضحايا.
لا يبدو الوضع في سوريا أفضل منه في العراق، مع اختلاف التفاصيل طبعا، و هذا ما كشفت عنه الأزمة المستمرة منذ أربع سنوات، و بمناسبة هذا الكلام الذي سينكره كثير من أصدقائي السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، أود الإشارة إلى أن العلمانيين الموالين للنظام على اختلاف أديانهم و طوائفهم لا يشكلون سوى نسبة قليلة من الشعب، في المقابل فإن الأغلبية الساحقة مثلا ممن قابلتهم من السوريين في الأردن، إضافة إلى آلاف المواضيع والتعليقات على الصفحات الأخبارية و السياسية و الدينية، يحملون من الأحقاد الطائفية ما يثبت كلامي، هذا طبعا عدا ما نراه و نسمعه من أرض الحدث. و لا ننسى بالتأكيد أن نسبة كبيرة من أعضاء التنظيمات الإرهابية المقاتلة هم من ابناء البلد نفسها، بل إن هناك بعض التنظيمات مؤلفة بالكامل من سوريين !!
فعليا لا يقتصر الأمر على سوريا و العراق، نفس الأمر كان سيحصل في اي دولة عربية أخرى حال توفر الظروف نفسها من تعدد الطوائف و الأعراق (الحرب الأهلية اللبنانية أوضح مثال) و لو قدر لدولة مثل الأردن أن تحتوي على نفس التعدد الطائفي العرقي بنفس عقلية الشعب الموجودة الآن لن يكون الوضع أفضل من الجارتين.
نحن إذا امام انقسام داخلي غير رسمي لا فائدة من إنكاره، و على الرغم من أن كل دولة تظهر على الخريطة كوحدة جغرافية واحدة بإسم واحد لكن الواقع يقول أن هذه الدولة ليست سوى مجموعة دول لا تفصل بينها أية حدود رسمية.
ما يسمى (وحدة وطنية) أصبحت ضربا من الخيال و المثالية الفلاطونية، على الأقل في المدى القريب، هذا النوع من الخلافات لا ينتهي إلا بثلاثة طرق لا رابع لهم ، ديكتاتورية أو علمانية أو تقسيم الدولة، و في حالة فقدان الخيار الأول و صعوبة تطبيق الثاني مع هكذا شعوب، يبدو ان الخيار الثالث هو الأقرب ... التقسيم . لكن كما ذكرنا، هو ليس خيارا جديدا بقدر ما هو تطبيق لواقع غير رسمي و اعتماده بشكل حقيقي على الأرض. ربما يكون النموذج اليوغوسلافي من ناحية المبدأ، هو الحل الوحيد المتبقي لإنقاذ الشعوب و بالأخص الأقليات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بيع دراجة استخدمها الرئيس الفرنسي السابق لزيارة عشيقته


.. المتحدث باسم الصليب الأحمر للجزيرة: نظام الرعاية الصحية بغزة




.. قصف إسرائيلي يشعل النيران بمخيم في رفح ويصيب الأهالي بحروق


.. بالخريطة التفاعلية.. توضيح لمنطقة مجزرة رفح التي ادعى جيش ال




.. هيئة البث الإسرائيلية: المنظومة الأمنية قد تتعامل مع طلب حما