الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-تَدْيين- ألصراع ..!!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 4 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


"تَدْيين" ألصراع ..!!
ناراتيفان يتصارعان على "المصداقية " الوضعية والتاريخية في فلسطين . ويتصور أصحاب كل ناراتيف بأن "روايته" هي الأصح والأصوب تاريخيا وواقعيا .
وقد "زجَّ" كل طرف ،في الصراع على الناراتيف ، بالدين والرواية الدينية والتي قد تكون أو لا تكون لها مصداقية تاريخية . فأنصار الرواية الإسرائيلية يغوصون عميقا في الروايات الدينية ، الإسلامية واليهودية ، بحثا عن "كنوز" لدعم روايتهم .
وللتأكيد والتوضيح فأنصار الرواية الاسرائيلية ، ليسوا من اليهود حصرا ، ففيهم العربي أيضا ، أو من يدّعي الإنتماء للثقافة العربية ، إسلامية ومسيحية . وانضم اليهم في الاونة الاخيرة بعض الذين يحسبون انفسهم على التيار العلماني المدني ..!!
يُرّكز الناراتيف الفلسطيني على "مركزية " القدس والأقصى في الفكر الديني الإسلامي ، وتبعا لذلك في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني ، مُتجاهلا باقي التراب الفلسطيني والذي يبدو وكأنه لا قيمة له ، أو أن قيمته نسبية فقط ، مُقارنة بالقدس والأقصى !!
ويستغل أنصار الناراتيف الإسرائيلي ، هذه الرواية "الدينية " الفلسطينية ، لدحضها أو لإضعافها ، مُستدلين بالنص الاسلامي الذي ينُصّ على مركزية شعب اسرائيل ، والحق التاريخي الاسرائيلي لليهود في فلسطين ، والمُستمد من القرآن .. الذي يتبنى الرواية التوراتية للأحداث ، رغم عدم مصداقيتها التاريخية ... حسب الباحثين والمؤرخين !!
وقد لفتّ إنتباهي في هذا السياق أيضا ، بأن الرواية اليهودية عن العلاقة بين الإسلام واليهود في الجزيرة العربية ، وتحديدا عن خيبر ويثرب ،هي الرواية الإسلامية الرسمية والمُعتمدة ..!! أي تتبنى اليهودية الرواية الإسلامية للعلاقة بين اليهود في المدينة والإسلام ...وخصوصا مذابح خيبر (خيبر خيبر يا يهود )!! رغم علمنا بأن اليهود عُرفوا بقدرتهم على تدوين روايتهم الخاصة عن كل الاحداث التاريخية ..!!
الاستاذ سامي الذيب الفلسطيني ، زميلنا في موقع الحوار ، "يبحثُ" لطرفي الصراع عن حلول تستجيب للقناعات الدينية للطرفين ، كنقل الأقصى وبناء الهيكل السليماني هناك !!! الأُستاذ سامي اللاديني كما يُستشفُ من كتاباته ، "يستجيب" للخطاب الديني الذي يستغله بعض اطراف الصراع لإضفاء القدسية على ناراتيفه ،ويعترف بالخطاب الديني ، مُتجاهلا بأن الصراع ليس دينيا في جوهره ... وبهذا يقوم الاستاذ سامي بتقديم مساهمته في "تديين " الصراع . !!
من طرفهم بعض اتباع اسرائيل الناطقة بالعربية ، وبهدف إعطاء قدسية ومشروعية لدفاعهم عن سياسات اليمين الفاشي الإستيطاني الإسرائيلي ، يقتبسون آيات من القرآن تدعم ناراتيف اليمين القومي الديني اليهودي .. وفجأة يتحول هؤلاء الذين لا يؤمنون بالإسلام ولا بإله ونبي الإسلام إلى مسلمين متزمتين ، يقدسون النصوص ويُطالبون الملحدين واللادينيين من الفلسطينيين ،بأن يقبلوا "أفضلية " بني إسرائيل على العالمين ..!! فسبحان الخالق من العدم ..
الصراع الاسرائيلي الفلسطيني ، ليس صراعا دينيا .. نقطة وسطر جديد
الفلسطينيون يحلمون بدولة في حدود الرابع من حزيران عام 1967 ..
وليؤمن من شاء بما شاء ..
وعلى من يريد السلام من الطرفين ، أن يتخلى عن تديين الصراع ..فتديين الصراع "يُبشر " بلا نهائية الصراع فقط ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترقب نتائج الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية المبكرة..


.. مفاوضات الهدنة.. ضغوط متزايدة على نتنياهو لقبول الاتفاق




.. الناخبون الفرنسيون يصوتون في الجولة الثانية من الانتخابات ال


.. اعتراض صواريخ في سماء جبل ميرون أطلقت من لبنان




.. قوات الاحتلال تقصف مدرسة العائلة المقدسة في غزة