الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطة لإعادة رسم خارطة العراق من خلال مشروع بايدن

شجاع عدي الحمادي

2015 / 5 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


اجتمعت لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس يوم الاربعاء للتصويت على مشروع قانون يتعامل مع الكرد والسنة في العراق كبلدين وذلك بهدف تقديم مساعدات أميركية مباشرة للطرفين.
هذا المشروع سوف يوفر مبلغ 715 مليون دولار للقوات العراقية في مكافحتها لتنظيم (داعش) الارهابي , إذ يتطلب ضمانات بأن تعطي حكومة بغداد الاطراف غير الشيعية دوراً في قيادة البلاد.
وفي حال مرت 3 اشهر بعد تمرير المشروع ولم تتمكن بغداد من موافاة بعض الشروط فسيتم تجميد 75% من المساعدات لبغداد, وارسال اكثر من 60% منها مباشرة للكرد والسنة.
وبهذا يجعل من البيشمركه والعشائر السنية في المحافظات الغربية قوى منفصلة بالاضافة الى القوات الأمنية المشتركة ويتم التعامل معها على اساس انفصالها عن بعضها البعض في التسليح والدعم .
فهذا القرار يمثل الخطوة الاولية لتقسيم البلاد المغلفة بصفقة مالية كما هي عادة السياسة الامريكية التي تتبع مبدأ ( العصا والجزرة ) خارجياً وحتى مع الدول الصديقة كالعراق , لذا فأن هذا المقترح في حال تطبيقه سوف يكون بعيداً عن الحكومة العراقية ويمثل خرق واضح للسيادة العراقية وتعبير عن حقد سياسي ضد كيان الدولة العراقية.
وهذا يوكد صحة التقارير التي نصت على ان هناك تحركات مستمرة لبعض الساسة العراقيين في الولايات المتحدة وبريطانيا وبعض دول الخليج العربي تهدف الى اقامة مشروع خطر وهو ترسيم حدود جديدة للعراق تبنى على اساس طائفي عرقي وبدعم واضح من الدول المجاورة على الرغم من تأكيد ساسة عراقيون ان هذا المشروع الذي تدعمه بشكل كبير السعودية وقطر وتركيا ويقوده اعضاء بارزين في مجلس النواب العراقي هو مطابق لمشروع بايدن.
فبقدر ما يبدو هذا المشروع مشروع ظاهري ملائم لطموحات الكردية والعشائر السنية الا ان ما يخبأه من نوايا واهداف يجعلنا نطالب كل الشرفاء بإعلان رفضهم له، مهما كانت الاغراءات فالدماء التي سالت والشهداء الذين سقطوا كان امامهم هدف واحد هو وحدة العراق ووحدة شعبه والوقوف بوجه المخطط الذي يعرف بمشروع (بايدن).
لذا بدأ الشارع العراقي باستنكار هذا المشروع ورفضة جملتاً وتفصيلا اذا استنكرت ورزاه الخارجية العراقية هذا المشروع واعتبرته اختراق واضح للحكومة العراقية , كذلك ايضاً استنكر عدد كبير من اعضاء مجلس النواب العراقي هذا المشروع وعتبروا عملية واضحة لتقسيم العراق على اساس طائفي , ونشطت ايضاً خلال نهار مواقع التواصل الاجتماعي بصور خارطة العراق مقسمة الى ثلاث مناطق تحمل الاسلحة الامريكية وتقف بمواجهة بعضها البعض , هذا ما دفع الاعلام الداعم للحكومة العراقية الى نشر حملة اعلامية واسعة ضد هذا المشروع .
لذا فعلى الاكراد و العشائر السنية ان تعلن رفضها المطلق للمشروع ورفض التعامل مع الأمريكان وفق هذا القرار، حتى وان كانت الحكومة قد أخلفت وعودها بالتسليح، ذلك إننا لا نقبل ان نقبض رشوة فاسدة تكون مدخلا للتقسيم الطائفي وفصل غرب العراق وشماله عن جنوبه , على الرغم من ان العراق ملتزم ببناء علاقة تعاون استراتيجي مع الولايات المتحدة لاسيما في مجال مكافحة الارهاب وان تفاصيل مشروع القانون المطروح في الكونغرس تسيء الى ثوابت بناء هذه العلاقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليبيا: ماذا وراء لقاء رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني


.. صفاقس التونسية: ما المسكوت عنه في أزمة الهجرة غير النظامية؟




.. تونس: ما رد فعل الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي بعد فتح تحقيق


.. تبون: -لاتنازل ولا مساومة- في ملف الذاكرة مع فرنسا




.. ما حقيقة فيديو لنزوح هائل من رفح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24