الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدفاعات الجوية يا حكومتنا الوطنية

عدنان جواد

2015 / 5 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


الدفاعات الجوية يا حكومتنا الوطنية
عدنان العراقي
كانت الدول المستعمرة والمهيمنة في الفترة مابعد الاحتلالات المباشرة ، تمارس القتال وتحقيق أهدافها بواسطة عملاء لها على شكل عصابات منظمة تطورت من جهاديين في أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتي ، إلى فصائل تم تسميتها مقاومة كما يحدث الآن في بعض الدول العربية وخاصة سوريا، وهي بالواقع أدوات تصرف عليها لدول الأموال الطائلة والأسلحة المتطورة الفتاكة.
اليوم امتداد لذلك المنهج القديم الجديد، فحين عجزت تلك الدول من تحقيق هدفها عن طريق عملائها وأدواتها سارعت لممارسة هذا الدور بنفسها كما حدث في العراق، عندما أتت بأساطيلها العسكرية الضخمة صحيح إنها أسقطت نظام دكتاتوري لكنها خلفت دولة محطمة عسكريا وصناعيا وحتى زراعيا، كالطفل الصغير الذي يفارق الحياة من دون مداراة الآخرين، فتم تمزيقه وشرذمة نسيجه الاجتماعي بدخول القاعدة ولاحقا داعش التي استباحت المدن ولا زالت تهددها فهي أقوى من الدولة تسليحا.
اليوم يتم طرح مشروع التقسيم وعلى ارض الواقع، فالولايات المتحدة الأمريكية وبمشروع القرار الذي يعتبر السنة في المناطق الغربية وإقليم كردستان دولتان يجب التعامل معهما، وخاصة في مجال التسليح والمساعدات المالية، إن هذا المشروع تم بمباركة بعض ساسة العراق الذين يبيعون ويشترون بوطنهم مع الأسف ، والعجب إن هؤلاء كانوا من دعاة الوحدة والقومية والوطنية واليوم أصبحوا من دعاة الطائفية، فقد ادخلوا عتاة الأرض إلى مدنهم من اجل اضعاف الحكومة المركزية بالرغم من انهم يحصلون على الاموال والمناصب منها!!، فعاثت تدميرا وقتلا وسبيا للنساء، ولكن افشل مشروعهم الوطنيون.
وعن الغارات السعودية والجيش العربي الذي سوف يضرب كل من يخالفهم الرأي والتوجه والمنهج والأخطر من هذا العقيدة الدينية والمذهبية، بعيدا عن القومية العربية والقضية الفلسطينية فهي أصبحت من الماضي، وان العدو الحقيقي هو إيران والشيعة العرب وليس اسرائيل!!، فهاهي الدولة الضعيفة اليمن السعيدة أصبحت حزينة، بعد القصف العنيف للمطارات والبنى التحتية والمستشفيات ومنازل المواطنين، فقتل النساء والأطفال بمباركة الدول الديمقراطية الغربية فهي لاتعارض الظلم الذي يحدث من قبل حلفائها كاسرائيل ودول الخليج، لكنها تعارض وقد تستخدم القوة العسكرية إذا خرجت بعض الحكومات عن دائرتها، كما حدث في ليبيا سابقا وسوريا اليوم، فاليمن لايستطيع الرد لأنه دولة ضعيفة لاتمتلك القوة الجوية والدفاعات الجوية.
فالوضع لم يعد حرب عصابات ويتم التصدي لها على الأرض، إنها القوة الجوية والدفاع الجوي يا حكومتنا الوطنية، فهل نمتلك مثل ما تملك اضعف الدول العربية، وهل نستطيع مواجهة الجيش السعودي؟ وطائرتها الحربية ونحن لانملك دفاع جوي، فإما نرضخ ونرضى بالتقسيم ونهتم بمدننا ونترك شعارات الوطنية التي يتمت أطفالنا ورملت نسائنا وأفقرت بشرنا وأخرت تعلم أجيالنا واعمار مدننا، ربما يقول قائل إن العراق يختلف عن اليمن، نقول ان العراق لايختلف كثيرا وان المبررات والحجج تتغير بين يوم وليلة، وان واشنطن ليس لها حليف ورأينا كيف تخلت أمريكا عن حليفها حسني مبارك وبعده محمد مرسي عندما رأت مصالحها مع غيره، وكما قال ابن خلدون فاز المتملقون.
مع الأسف ساستنا اليوم يطرحون فلسفة إننا ليس بحاجة للسلاح وماذا نفعنا سلاح صدام، مادمنا لانتدخل في شؤون الآخرين؟!!، ولم يعلموا إن السكوت وعدم ممارسة الدور العسكري هو السبب للتدخل كما كان سابقا، وإنما السبب أهداف سياسية واقتصادية دولية واقليمية وصراع المحاور، فالمطلوب من القائمين على الأمر التوحد والابتعاد عن الصراعات والمناصب والامتيازات والمصالح الشخصية ، وترك الوطن فريسة سهلة للآخرين، فهل تقبلون ان يكون العراق يمن جديدة مستباحة الأرض والسماء، خصوصا وانه لايمتلك القوة الجوية والدفاعات الجوية المناسبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلسل إيريك : كيف تصبح حياتك لو تبخر طفلك فجأة؟ • فرانس 24 /


.. ثاني أكبر جامعة بلجيكية تخضع لقرار طلابها بقطع جميع علاقاتها




.. انتشار الأوبئة والأمراض في خان يونس نتيجة تدمير الاحتلال الب


.. ناشطون للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية: كم طفلا قتلت اليوم؟




.. مدير مكتب الجزيرة يرصد تطورات الموقف الإسرائيلي من مقترح باي