الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا عبيد العالم.. اتحدوا!

حسين الصرايرة

2015 / 5 / 1
حقوق الانسان


من العبوديّة أن تعتقد ولو للحظة أنّك حر، وأنت في الحقيقة مجرد آلة، موجودة لتهترء ويجتاحها الصّدأ، وتبقى رهينة لحفنة معتقدات وأوهام.. ودنانير بطبيعة الحال، تغرسها عقارب السّاعة، حول العالم بكلّ دقّة وتفانٍ دون كلل أو ملل.
ليس من الضّروري أن ترى نفسك ضمن مشهد السّوط والأغلال، لكي تعدّ نفسك عبداً.. أنت عبد طالما خرجت من رحم أمّك دون اختيار.. أنت عبد حالما اكتسبت سيلاً من الأوراق الثّبوتيّة هي رصيف أيامك المرسوم والواضح والمزركش أيضاً.. ومجتمعك المحترف يغريك بأن تبقى تحت ظلّ ذاك الرّصيف.. وألا تشرئب لوهلة خارج بنيانه المتراصّ الشّاهق..
فحبسك بين أرتال مركبات ثقيلة تئنّ تحت سطوة محروقات مرتفعة مجهولة التّسعير بحجّة الزّحام.. عبوديّة، ووقوفك في طابور لشراء رغيف خبز.. عبوديّة، والتزامك الصّمت إذا تفوّه أحدهم بحماقة لمجرّد أنّها عرف.. عبوديّة، حتى استيقاظك كلّ صباح بمبرر أنّ الدّيك صاح.. عبوديّة أيضاً.
أنت ولدت لتبيع ساعات حياتك مقابل رضا النّاس ورزم نقود.. وهذا بحدّ ذاته عبوديّة، أنت لست سوى مصدر طاقة لا ينضب ليعتاش آخرون هم مصدر طاقة لغيرهم، ذلك ليستمر نظامهم الاجتماعي الذي يؤدي دائماً إلى مقتلهم.. إما بالحروب أو بالجوع.. أو المرض.
حسناً.. ستقول إنّ هذا ما وجدنا عليه أباءنا.. وهذا ما أعنيه تماماً.. انظر إلى كلّ زاوية في كتب التّاريخ حتماً ستجد شكلاً من أشكال العبوديّة يزينه المنتفعون أمام تابعيهم، ففي كلّ مكان كان هناك من يوهم النّاس أنّهم سيحققون ذاتهم والهدف من وجودهم إذا خضعوا لتوجيهات صارمة ومحددة، فيصيرون هم عبيداً له، وهو عبد لفكرة السّلطة، لأنه -في الأصل- عبد لشيء أكبر.. وهكذا. وذلك سببه أنّ الهدف الحقيقي من الوجود غير واضح وغير مبرّر وتغشوه غمامة قاتمة في الواقع.
الكلّ، وأقصد الجميع على وجه التحديد، بؤساء، يجرّون حاجتهم للقمة العيش، وخشيتهم من قادم الأيام، وخوفهم من رصاصة طائشة تخطف كل ما بنوه بلمح البصر، وقد تكون الرّصاصة مجرد "جلطة" عابرة، جاءت بعد ضغط عمل.
نحن الأحياء على هامش الوقت هنا، نجرّ كرات حديديّة مصمتة تلفّ أصفادها كاحل القدم، وكلما أرادنا الصعود من لحودنا وتغيير واقعنا واللّعنة التي نعيش فيها، أعادتنا إلى مكاننا، واللّطيف أنّنا نعيد الكرّة آلاف المرات إلى أن تخرّ قوانا تماماً.
قد تبحث هنا عن حل لكلّ ما نحن فيه، للأسف لا يوجد.. أنا مثلك "عبد" أنتظر الفرج!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين