الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس هو

زينب علي

2015 / 5 / 2
الادب والفن


دخلت قاعة الاستقبال وهي تتلفت بقلب يكاد يقفز من مكانه لخليط من الفرح. لقدومه, للنظرة المشرقة لوعودهما التي سيكتب لها ان تكون حقيقة, لحبهما الذي استمر رغم غربته, بالرغم من انه كان لا يتصل او يكتب اليها كثيرا, الا انها واثقة من حبة وتمسكه بها. كانت عندما تتصل به وتساله عن نسيانه لها وعدم اتصاله, يعتذر لها بانشغاله في الدراسة التي تبعده عن كل شي لصعوبتها.
كانت واثقة به جدا, لان مخاوفها تتبدد عندما تسال صديقتها نادين,اخته, عن اتصاله بعائلته. تجيبها نادين انه لايتصل كثيرا فهو مشغول بدراسته وان اتصلنا به, فهو يحاول ان ينهي المكالمة بسبب ضيق الوقت وانشغاله.
تبتسم داليا وهي تسير بصحبة نادين باتجاه مكان الانتظار. بدت الساعات ثقيله في قاعة الاستقبال بانتظار وصول الطائرة التي تقله.
استرجعت ذاكرتها وكان اصابعه تشابك اصابعها. وعيناهما تلمعان وتتبادلان كلام اعمق من ان يقال.
كسرحاجز الصمت:
ساعود اليك حبيبتي. وسنكون هنا وستزهر ايامنا ياسمينا وسيفوح شذى حبنا في كل مكان. وستزهر حقول حبنا وتنتشر على ازهارها الفراشات, وستسمعين الموسيقى التي نحب حينما اكون قد عدت اليك, هنا سنجلس سوية وسيمر علينا نسيم الصباح المنعش ونحن نستمع لمقطوعتنا المفضلة.

لم تكن المكالمات القصيرة التي اجرتها معه ولا الكتابات التي تصلها لتطفيء جذوة اشتياقها له. تذكرت كلماته وهو يودعها و ينحني ليقبلها عندما قالت له:
_ اخشى انك ستنساني. بعد المسافة وطول الايام ومشاغلك الجديدة ستبعدك عني كثيرا وسيتلاشى وجودي في قلبك شيئا فشيئا فيصبح مكاني فارغا مهيئا لاستقبال غيري.

_ساظل احبك يا اميرتي مهما حصل الى اخر لحظة من حياتي.
وسنكون هناك قرب ذلك المعبد نتلو كلمات حبنا المقدسة ونصنع عرسا لاهوتي يليق بحبنا المقدس. وستطوف الملائكة حولنا تتلوا تراتيل الحب وتصنع هالة من النور حولنا. وساسقيك من منبع روحي حب لا تظمأي بعده ابدا.
الان سمعت المنادية وهي تنوه بوصول الطائرة التي تقل حبيبها. التفتت لنادين مرتبكة:
_ لازلت مستغربة لماذا لم يخبرني بقدومه؟ مع انني كنت دائما اطلب منه ان يخبرني متى ما رجع.
_ لانه احب ان يعمل لك مفاجاة, فانا اعرف اخي كيف يفكر انه يحب ان يجعل المواقف اكثر من تقليدية ومميزة مع من يحب.

_اشعر بالبرد والارتباك. ترى هل سيعرفني ام انه نسي شكلي؟ ولكنني ارسلت له صورا كثيره.
_ اكيد سيعرفك وسيفرح كثيرا بقدومك المفاجا.
نزل العائدون والمسافرون من الطائرة. وكانتا تنظران للنازلين واحدا واحد, علهما ان ترياه. كانت داليا تحسب الاشخاص فردا فردا. وقلبها بدا يركض. واخذت تلف بباقة الورد الحمراء التي جلبتها له بيديها وهي مرتبكة.
صاحت نادين:
_ داليا, انظري انه هناك.
ولكنها هفتت وسكتت بعدما رات منظرا اخر.
نظرت داليا وتمنت لو انه كان حلم وستصحو منه. سقطت باقة الورد من يديها وتبعثرت بعض الازهار. نظرت للباقة الملقاة على الارض وحبات الدمع تنهال من عينيها فوقها.
مسكت نادين يدها ووضغطت عليها بقوة وكانها تؤازرها ولكن بصمت.
اقترب ومعه تلك المراة الشقراء التي لاتفهم مايتكلم الناس من حولها. كانت تلف ذراعها بذراعه وتضع راسها على كتفه بين الحين والاخر.
احتضنته نادين ولكن ببرود واحتضنها وعينيه باتجاه داليا. كانا متعانقان وراسيهما يتقاسم الافكار.
ارادت داليا ان تتاكد بان شكوكها ليست في محلها. فلعلها صديقة رحلة او أي شيء اخر. نظرت الى اصبعيهما فرات الخاتمان يلمعان.
لم يكن الحب مقدس. ولم يكن هناك معبد لنتلوا عليه كلمات حبنا الغير مقدس. وذبلت ازهار الياسمين ولم يفوح شذاها. ولم يكن هناك حب ابدي ينتهي بنهاية سعيدة كما نقرا في الروايات. كل ما عرفته, انه سقاها مر خيانته ليجعلها ظامئة الى الابد.
وقفا وجه لوجه ونظر اليها وهي تمسح دموعها وتنظر الى عينيه بجراة كي تذكره بوعوده لها. احال نظره الى الارض ليرى باقة الورد وازهارها المبعثرة وقد كتب عليها( الى حبيبي الذي اوفى بوعده..احبك).
_كيف حالك يا داليا.
_ شكرا, انا افضل الان, اشعر بانني ارتحت كثيرا لرؤيتك بصحبة زوجتك.
_لم يكن هناك أي داع لتكلفي نفسك باحظار الزهور,, فمجيئك يكفي.
_جلبتها لحبيبي الا انه لم يعد.
سالته زوجته الشقراء:
_من هاتين حبيبي؟
_ اختي نادين وصديقتها داليا يا عزيزتي.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال