الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام السياسي العربي وحقوق الانسان

حسين عوض

2015 / 5 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


النظام السياسي هو عبارة عن مجموعة من العناصر وظيفتها الحفاظ على استقرار المجتمع وسلامته وحمايته من الكيانات الأخرى. يعرف روبرت دال النظام السياسي-: هو نمط مستمر للعلاقات الانسانية يتضمن إلى حد كبير القوة والحكم والسلطة.
هناك ممارسات خاطئة للنظام العربي الرسمي حول سيادة القانون الدولي وتطبيقه, وتتجاهل السلطات الحاكمة حقوق المواطنين, والمهم ليس معرفة القانون فقط وإنما معرفته وتنفيذه بما يجعل جميع افراد المجتمع تحت سيادة القانون.
وأمام هيمنة القطب الواحد في العالم لا يوجد مساواة قانونية بين الدول, ولا مساواة للمواطن في الأنظمة العربية امام القانون لافتقار هذه الأنظمة إلى الديمقراطية, وانعدام الحريات والعدالة الاجتماعية, وهناك تبعية سياسية واقتصادية وثقافية في العالم العربي لقوى اقليمية ودولية.
بعد الحادي عشر من سبتمبر عام 2002 عندما ضرب مبنى البرجين في نيويورك ومبنى البنتاغون في واشنطن جرى بعدها تغيير العالم, وقامت الولايات المتحدة الأمريكية بمحاربة الارهاب, وتحت ذريعة محاربة الارهاب ازداد قمع الحريات السياسية والاجتماعية في العالم العربي, وتم ملاحقة اللجان المدافعة عن حقوق الإنسان, ومن الأسباب التي كرست الظلم والاستبداد في العديد من الدول العربية هو استمرار الأنظمة الشمولية العسكرية منذ منتصف القرن العشرين حتى اليوم, واقدمت هذه الأنظمة على تعديل المناهج الدراسية, وفي مصر كانت تعديلات المناهج محل خلاف على المستوى الشعبي والسياسي وخلت كتب التاريخ من صلاح الدين الأيوبي وعقبه بن نافع, وأما في الأردن تم حذف دروس عن فلسطين والقدس, ويعتقد أن هذه التعديلات جرت باملاءات اسرائيلية, واستمر التعليم السطحي بعيدا عن المناقشات والحوارات مما ادى إلى التبعية الفكرية والثقافة التوفيقية والتسويغية والخضوع للسلطات الحاكمة, وكانت ابرز النتائج السلبية المدمرة في العالم العربي اضعاف البحث العلمي وهجرة العقول العربية إلى امريكا وأوروبا.
استمرالنظام الرسمي العربي بمطاردة واعتقال النشطاء في الأحزاب المعارضة وكل من يدافع عن حقوق الإنسان, وهناك العديد من التبريرات التي تقدمها هذه الأنظمة حول (الديمقراطية وحرية التعبير) ويقدم النظام القمعي العربي تهمة الارهاب لكل من يطالب بالحريات والعدالة الاجتماعية, وتتحدث مقالات لبعض الكتاب العرب الموالين للأنظمة المستبدة على أن ما يجري في بعض الدول العربية هو التستر بالحريات الديمقراطية لنشر الفوضى والعنف والارهاب, ويتم ملاحقة المحامين والحقوقيين وسجنهم في حال دفاعهم من سجناء الرأي, ويبدو أن مكونات الثقافة العربية لم تتطور وتتجاوز السلطة الحاكمة لضعف التعليم والاعلام والبحث العلمي المتدني.
إن بعض الأنظمة العربية تتبع بمواقفها السياسية الولايات المتحدة الأمريكية, مثال الغزو الأمريكي للعراق واحتلالة عام 2003 من قبل التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وموافقة بعض الدول العربية والاقليمية وصمتها على كل النتائج التي ادت إلى تدمير حضارة العراق التي يزيد عمرها عن سبعة آلاف عام, وما زالت المنطقة العربية تعاني من انعكاسات الوضع المتردي في العراق.
لقد انكشف النظام الرسمي العربي بشكل فاضح خلال ثورات الربيع العربي التي نادت بالتغييروالحريات الديمقراطية والعدالة الاجتماعية, والذي فوجئ بها العالم الغربي والعربي, وقامت هذه الأنظمة بحربها على الشعب من خلال جلب عناصر مرتزقة ومأجورة ومليشيات طائفية وبقايا ازلام النظام تحت يافطة محاربة الارهاب, وتحولت في بعض الدول إلى ثورة مضادة ومنها ما هو مدعم بقوى اقليمية ودولية.
وتعيش المنطقة العربية اليوم في مخاض صعب وعسير وطويل للتخلص من انظمة الظلم والاستبداد والتوريث التي استمرت على مدار خمسين عاما, وستنتصر ارادة الشعوب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا