الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يُريدُ الشعب حقاً ؟! تداعيات على مقال الزميل عبد الله أبو شرخ

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 5 / 2
القضية الفلسطينية


جائتني هذه الرسالة عبر الفيسبوك ، مُرسلة الي ، من الزميل طلال موسى ،يقول فيها : " ألأخ قاسم محاجنة ، مع كل الود ..
أتمنى منك أن تعلق على مقال الأخ الصديق عبد الله شرخ هذا
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=465762
بداية أشكر الزميل على ثقته بي ، كما وأشكرُه على صراحته ، حيث قال : " لأنه أثار في ذهني كثيرا من المسائل ألتي لا أريد التحدث عنها لسبب بسيط هوأنني لست فلسطينيا وأي رأي قد أقوله ربما يفهم بشكل خاطئ ويقابل بأستهجان وعدائية " .
ورغم إيماني العميق بحق كل فرد أن يُناقشَ الآراء والأفكار المطروحة ، فإنني أُثمّن عاليا ، الحساسية الثقافية التي تحلّى بها الزميل ، والتي "منعته" من كتابة تعليق ،خشية أن يُفهم بطريقة مُختلفة . فلهُ التحية والتقدير .
مقال الزميل عبدالله يستعرضُ ما آل إليه الوضع في غزة بعد جولات من الحروب ـ وجولات من الإقتتال الداخلي الفلسطيني .
ويُحمّل الزميل عبدالله المسؤولية عن الأوضاع المتردية لسلطة أوسلو ولسلطة حماس .. واللتان تعملان كل ما بوسعهما من أجل "رجالاتهما " والمحسوبين عليهما .
لا شكّ بأن "المُنتفعين " من السلطتين "الوهميتين " هم أصحاب المصلحة في إستمرار المُفاوضات العبثية التي لن تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية ذات "تواصل " جغرافي على الأرض ، بين الضفة والقطاع . ويبدو وكأن الجغرافيا تُساهم بل وتُسهّل عملية " الفصل " بين "سلطتين " و"دويلتين " ..تقف إسرائيل بينهما حاجزا .
فلكل سلطة "دكانتها " التي تدر عليها ربح ، لا يكفي "رجالاتها " وحدهم ، فما بالك ب"رجال " السلطة المُعادية ..
وأكبر دليل على رأينا هذا ، هو تعثر تشكيل حكومة الوحدة ، التي فشلت "الجهود " المزعومة لتشكيلها قبل أسبوع أو أكثر قليلا .. فكل "قوم" بما لديهم فرحون ..!!
هناك قلةٌ متربحةٌ من الوضع الراهن ، وضع التشرذم والشقاق ، وهذه القلة هي من أصحاب الإمتيازات والمونوبولات "الصغيرة " طبعا .. وطبقة أرباب المعاشات السلطوية الاوسلوية في ال"دويلتين " ..!!
لكن أن يصل الحال بفلسطيني للمطالبة بعودة الإحتلال الإسرائيلي المُباشر ؟؟ فهذا نوع من التهور .. فلو كان الإحتلال حضاريا ومتنورا وجلب الرفاه الإقتصادي للفلسطينيين ، لما قام الفلسطينيون بإنتفاضة تبعتها انتفاضة ثم إنتفاضة ...!! فالإنتفاضة الاولى ،أطلقت شرارتها الأولى ، التراكمات الإضطهادية التي لم تعُد تُحتمل للإحتلال .. الاحتلال هو الذي "اشعل " فتيل الإنتفاضة بممارساته القمعية ومصادرته للارض الفلسطينية ..
لكن لماذا كان إنجاز الإنتفاضة "الأعظم " ، سُلطةٌ لا تحكم ؟! هذا سؤال برسم الإجابة .. ورأيي المتواضع هو ، بأن المخضرمين في عالم المناورات السياسية قد ركبوا موجة الثورة الجماهيرية وجيّروها لمصالحهم.
وهذا ما حدث للإنتفاضات العربية "المجيدة " قبل سنوات قليلة فقط ..!! فأين كُنا وأين أصبحنا ؟؟!!
لكن الزميل ينسى ، بأنه لولا الإنتفاضة الشعبية والجماهيرية ،لبقيت المستوطنات تلتهم الارض والموارد الطبيعية في القطاع ، ولعانى الناس من العطش والجوع ..!!
والإستغلال الشديد للعمالة الفلسطينية الغزية قبل الإنتفاضة ، لم يكن له شبيه وأمر معروف . فالغزيون والضفاويون كانوا عبيد القرن العشرين ، فقد حصلوا على قروش قليلة مقابل العبودية للرأسمال الإسرائيلي .. وماذا كانت طبيعة الاعمال التي عملوا بها ؟؟ هي الاعمال التي رفضَ الاسرائيليون العملَ بها ..كأعمال الزراعة اليدوية الشاقة واعمال البناء ..!! عدا عن اعمال النظافة وجلي الصحون في المطاعم ..!!
هل هذا ما يتحسر زميلنا على فقدانه ؟؟
لا شك بأن الاوضاع الاقتصادية حينها كانت أفضل للبعض ، مما هي عليه الآن .. لكن الهروب الى الخلف ليس هو الحل في رأيي ..
هذا الشعب الذي قدّم تضحيات جسام على مذبح حريته وكرامته يستحق أكثر من حماس ، فتح أو الإحتلال الإسرائيلي .. الذين أوصلوه الى عسكرة لم تُقدم له سوى الدمار والخراب .
سيأتي يوم ينتفض فيه الفلسطينيون على سلطتي حماس وفتح ، ليبني دولته التي تضمن له حياة كريمة .دولة في حدود الرابع من حزيران 1967 .. فالفلسطينيون ليسوا فتحاً أو حماساً فقط...!! فهناك غالبية الشعب الفلسطيني التي لا تنتمي لأي منهما ، وهي صاحبة المصلحة الأولى في الدولة المستقلة التي ليست "عِزبةً" لحزب او تنظيم .
وللذين يندفعون للأمام كثيرا نقول ، بأن الظروف لم تنضج بعد (وربما لن تنضج ) للدولة ثنائية القومية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترقب نتائج الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية المبكرة..


.. مفاوضات الهدنة.. ضغوط متزايدة على نتنياهو لقبول الاتفاق




.. الناخبون الفرنسيون يصوتون في الجولة الثانية من الانتخابات ال


.. اعتراض صواريخ في سماء جبل ميرون أطلقت من لبنان




.. قوات الاحتلال تقصف مدرسة العائلة المقدسة في غزة