الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بريكس ... المجموعة الاقتصادية القادمة

عبد علي عوض

2015 / 5 / 2
الادارة و الاقتصاد


إنَّ من اسباب تأسيس السوق الأوربية المشتركة هو إحتواء ألمانيا كقوة إقتصادية مؤثرة في العالم وعدم السماح لها بخوض حرب عالمية ثالثة، وتطوّرت تلك السوق لاحقاً إلى كتلة إقتصادية – سياسية بتأسيس الاتحاد الأوربي ثمّ توحيد عملتها النقدية (19 دولة تتعامل بعملة اليورو من مجموع 28 دولة – أعضاء الاتحاد الأوربي)، وكما هو معلوم، فانّ الغرض من وراء إصدار العملة الموحدة هو الوقوف بوجه هيمنة الدولار الأمريكي على الاقتصاد العالمي، والمفارقة إنّ الدول اللولبية للاتحاد الأوربي (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، هولندا، بلجيكا، إسبانيا، البرتغال، إيطاليا – ذات الماضي الاستعماري) تسير بنفس النهج الأمريكي في مجال فرض العقوبات الاقتصادية على البلدان الأخرى ألتي تتقاطع معها على صعيد السياسة الدولية، وما العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا إلاّ دليل حي على ذلك. وعليه أدّت تلك السياسات من قبل أمريكا والاتحاد الأوربي إلى ظهور تكتل إقتصادي هو (بريكس) ألذي يرمز إلى الأحرف الأولى لأسماء الدول المكونة لذلك التكتل (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب أفريقيا).
حسب رأي الخبراء، فانّ إجمالي إقتصادات دول التكتل الجديد تفوق مجمل إقتصادات أغنى دول العالم (الدول الصناعية السبعة). لذلك ستعمل المجموعة الجديدة على تأمين النمو المستقبلي للاقتصاد العالمي.
تُعتبَر مجموعة بريكس بأنها تمثل الدول الكبرى النامية الأسرع تطوراً. الواقع المربح لتلك الدول يتجسد بتوفر الكم الأكبر فيها من الموارد الضرورية من أجل الاقتصاد العالمي:
_ البرازيل: غنية بالمنتجات الزراعية.
- روسيا: غنية بالموارد المعدنية.
- الهنـد: غنيـة بالموارد الفكريـة الرخيصة.
- الصـين: تمتلك قاعدة صناعيـة قوية.
- جنوب أفريقيـا: غنيـة بالموارد الطبيعيـة.
إنَّ العدد الهائل لسكان تلك البلدان (43% من مجمل سكان كوكب الأرض) يتسبب برخص العمل بداخلها، الذي بدوره يمثل عائقاً أمام الوتائر العالية للنمو الاقتصادي. في نهاية المطاف، يجري التنبؤ بأنّ الأحجام الهامة والكبيرة لاقتصادات تلك البلدان تسمح لها في المستقبل بتحويل النمو الاقتصادي إلى التأثير السياسي ألذي يقود إلى فقدان الموقع القيادي للنخبة الاقتصادية الغربية المعاصرة والانتقال إلى نموذج آخر للادارة الاقتصادية ألذي لايحتاج إلى وجود نُخـبـة كتلك.
موضـوعـة بريكس:
يؤكد الخبراء إنّ البرازيل، روسيا، الهند، الصين بامكانياتها الاقتصادية تستطيع أن تمثل النظام الاقتصادي الرابع مع الأنظمة الاقتصادية المهيمنة على الاقتصاد العالمي عند حلول عام 2050. إنّ تلك البلدان تحتل أكثر من 25% من مساحة اليابسة في العالم، و 43% من سكان الأرض، وتمتلك ناتج محلي إجمالي بمقدار 15,435 تريليون دولار أمريكي، ويمكن القول أنّ في كل مقارنة ستكون تلك البلدان الأكبر عالمياً. لذا فانّ الدول الأربعة (بريك- باستثناء جنوب أفريقيا) تعُتبَر من ضمن الدول المتزايدة النمو بصورة سريعة والمكونة للأسواق. بيد أنّ الخبراء لا يؤكدون إنّ تلك الدول ستخلق إتحاداً سياسياً (مثل الاتحاد الأوربي أو أية رابطة رسمية للتجارة مثل آسيان)، ولكن لا تقل شأناً عن ذلك، إذ إتخَذت خطوات في مجال زيادة التعاون السياسي – بصورة أساسية من أجل التأثير على مواقف الولايات المتحدة الأمريكية في الاتفاقيات التجارية الرئيسية، أو عن طريق التهديدات
الخفية للتعاون السياسي كأسلوب لانتزاع منافع سياسية من أمريكا – مثل التعاون النووي المقترَح مه الهند.
الطـريـق نحو 2050 :
إحدى المسائل المعنية بها البرازيل، روسيا، الهند، الصين، هي نواياها بتغيير أنظمتها السياسية من أجل الدخول إلى الاقتصاد العالمي. ويتنبأ الخبراء بأنّ الصين والهند ستصبحان الدولتان المهيمنتين عالمياً في مجال تجهيز السلع ذات الأغراض الصناعية والخدمات، وفي ذات الوقت ستكونان البرازيل وروسيا المتسيدتين بتجهيز المواد الخام. إنّ التعاون على هذا المنوال يكون محتمَل كخطوة منطقية لبريكس، لأنّ البرازيل و روسيا ستمثلان المجهز الرئيسي للهند والصين، وبهذا الشكل توجد لدى بريكس الامكانية لتكوين تكتل إقتصادي متين – كما هو الحال للدول "الثمانية الكبار". وتستطيع البرازيل أنْ تحتل الصدارة في مجال إنتاج الصويا وخامات الحديد، وفي الوقت ذاته تمتلك روسيا القدرات للتجهيز الكبير من النفط والغاز. وبالتالي، فانّ قضية بريكس تثبت بالوثائق إنّ مسائل الاستهلاك، العمل، التكنولوجيا والشركات ستنأى بنفسها عن الولايات المتحدة الأمريكية كمركز لها.
بعد إنتهاء الحرب الباردة وقبلها بقليل، بدأت دول بريك بالاصلاحات الاقتصادية أو السياسية لكي تصبح جزء من النظام الاقتصادي العالمي، ومن أجل أن تمتلك القدرة التنافسية العالية في السوق العالمية. وقد قامت تلك الدول (كل واحدة بدرجة مختلفة) بخلق ركائز للاستثمارات الأجنبية والاستهلاك والاستثمار الداخليين. وبنتيجة الدراسة، يتّضح أنّ لدى الهند الامكانية الأكثر نمواً من بين بقية دول بريك للسنوات 30 – 50 القادمة. والسبب الرئيسي يكمن في إنخفاض سن العمل للسكان في الهند، أما في البرازيل فسيحدث النمو متأخراً قياساً مع روسيا والصين.


الرسم البياني يوضّح الاقتصادات العشرة الأكبر في العالم بالقيمة الأسمية للناتج المحلي الاجمالي (بمليارات الدولارات) حسب صيغة Goldman Sachs .
إنَّ الظروف الراهنة السائدة في العراق جعلَتْ التمنيات الممكن تحقيقها في عداد الأحلام! .. فلو قُـدِّر أن الادارة السياسية والاقتصادية للعراق كانت ومنذ إثنتي عشر عاماً تتسم بالكفاءة والمهنية والنزاهة والوطنية، لاستطاع العراق الانضمام إلى مجموعة بريكس من أوسع أبوابها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسعار الذهب اليوم الأربعاء 01 مايو 2024


.. صندوق النقد يتوقع ارتفاع الاحتياطى الأجنبى لمصر فى 2029




.. الانتخابات الا?ميركية– عودة المنافسة هذا الا?سبوع


.. ??محكمة العدل الدولية تقضي بعدم اختصاصها بفرض تدابير مؤقتة ب




.. محمد العريان يجيب عن السؤال الصعب.. أين نستثمر؟ #الاقتصاد_مع