الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمال النفايات في السودان والظلم البائن

الريح علي الريح

2015 / 5 / 2
الحركة العمالية والنقابية


عمال النفايات والظلم البائن
كتب: الريح علي الريح
قضية النظافة في العاصمة والاقاليم باتت هماً يؤرق المواطنين،كون النفايات تتكدس أمام المنازل لأيام عديدة،بما يعني مخاطر بيئية وصحية كثيرة،دون أن تتكرم الجهات المعنية بالرد علي تساؤلات المواطنين،الذين يدفعون رسوم النفايات شهرياً.
خلف هذا الواقع يوجد أيضاً بشر إسمهم في السجلات(عمال نظافة)،لهم مشاكلهم ومطالبهم،محرومون من حقوق كثيرة ويتعرضون لمخاطر جمة.
الميدان هنا تسلط الضوء علي واقع هؤلاء،الذين تحدثوا بألم وحرقة،وخوف من المجهول والمعاقبة متي ما رفعوا صوتهم للمطالبة بحقوقهم.
• التركيبة :
وبحسب مصادر تحدثت للميدان فإن القوى العاملة بالنظافة داخل ولاية الخرطوم تبلغ (2000 عامل) اغلبهم من ضحايا الحروب او ابناء الاسر السودانية الفقيرة او النازحين الذين شردتهم المجاعة من ديارهم او من ضحايا المجازر الحربية في الدول الافريقية الاخرى (عمالة اجنبية). لذلك هذه القوى العاملة محرومة من كل حقوق العمالة التي ينص عليها قانون العمل السوداني وتستخدم كعمالة رخيصة وغير ثابتة في نفس الوقت.
الرواتب:
وذكر أحد العاملين في النظافة أن راتب العامل الأساسي لايتجاوز (300 جنيه) من دون علاوات او بدلات او هيكل راتبي او غيرها مما يتعارف عليه في الخدمة المدنية ولا تشملهم منحة المائة جنيه المسماة ب (منحة الرئيس). وحتى يسد الرمق له ولاسرته فان السواد الأعظم من عمال النظافة يعمل بنظام الورديتين، او يعملون بجانب وردية النفايات في عمل المهن الهامشية وهذا ما يعرضهم إلى المخاطر الصحية، ونقول وسنكرر أنهم يعملون بلا تأمين صحي او ضمان اجتماعي يقيهم شر العوز والفقر رغم عملهم في قطاع حكومي.
الدخل الاضافي
تركيبتهم الاجتماعية وضعف المرتبات وبقية الظروف الظروف جعلت هدفهم الأساسي من العمل في جمع النفايات هو النفايات نفسها إذ يعمدون إلى فرزها حال جمعها في أكياس أخرى خاصة قوارير البلاستيك (الكريستال) والجوالات الفارغة والخردة من الاثاثات والاواني المنزلية وبقايا النحاس والالمونيوم والقمامة من الملابس والاجهزة الكهربائية ذلك لبيعها في سوق القمامة والخردة وذلك للتكسب من ورائها.
السلاح العمالي
وقالت نفس المصادر أنهم بلا تنظيم نقابي يحفظ حقوقهم لان تعيينهم يتم على اساس العمالة المؤقتة و بحكم قانون العمل لايحق للعمالة غير الثابتة عمل نقابة، ومع ذلك يتجاهلهم اتحاد العمال ويضيق بهم وبحقوقهم وهو المناط به الدفاع عنها .
مشاكل أخري:
كعادة الانقاذ هذا المرتب مع ضعفه وهزالته يتأخر صرفه ولايصرف في مواعيده وفي هذا يتساوى الجميع (العمال، السواقين، المراقبين) كما حدث قبيل عيد الاضحية الماضي فقد قام العاملين وسائقي العربات بعمل اضراب ناجح كانت نتيجته أن تكدست النفايات في ولاية الخرطوم، وأثارت عاصفة من الإحتجاجات(كما حدث في منطقة بري).
التامين والضمان
ثم الأدهى والأمر أن عمال النفايات لا تشملهم مظلة التأمين الصحي وهم الأقرب إلى بؤر الأمراض والمخاطر الصحية والوبائية ولايتلقون بدل عدوي، ولاتشملهم مظلة التأمين والضمان الإجتماعي لانهم عمالة مؤقتة شبه تعمل باليومية وغير مستوعبة في الخدمة العامة وهنا ايضا يقف قانون الضمان الاجتماعي عائقا، لذلك غير متوفرة لهم شروط خدمة أفضل بدخل ثابت حتى سن المعاش، بالرغم أن السواد الأعظم منهم يعمل بهذه المهنة منذ سنوات، أي متجاوزا الثلاثة أشهر التي تُثبت العامل في عمله وتفرض عليه حقوق وواجبات وتعطيه حقوق خدمته وفقا لقانون العمل السوداني.
أدوات العمل
كما لايوجد تدريب لهؤلاء العمال وهم غير محترفين (فرضت الظروف عليهم الوظيفة) كما ان هذا العامل لايصرف له سوى ابرول، ومكنسة (في بعض الاحيان)، ولا يرتدي قفازات وإنما يعمل بيدين عاريتين في جمع القمامة المتناثرة، ولا يلبس كمامة تقيه شر الروائح الكريهة الممرضة المنبعثة من جميع انواع النفايات وعدم وضع الكمامات على أنفه يعرضه ويعرض غيره لكثير من الأمراض والمشاكل الصحية.
اوضاعهم الاجتماعية
ومع ذلك يعيشون اوضاعًا اجتماعية صعبة ومنهم المتزوجون وجميعهم يعولون اسرا مما يجعلهم في خشية وحذر حتى لايتم الاستغناء عنهم في أي لحظة ودون حقوق او تأمين وليس العمال فقط بل حتى العاملين من موظفين وضباط صحة وغيرهم جميعهم في الهم سويا إذ كما اسلفنا لا يوجد هيكل وظيفي ولا يتم استيعابهم كقوى ثابتة بالخدمة مع عدم توفر الضمان الاجتماعي والصحي لهم ولاسرهم.
بيئة العمل
تتفشي بينهم الامراض المنقولة بالذباب والقوارض والحشرات الضارة، نتيجة للنفايات السائلة والصلبة وألمح إلى وجود نفايات أكثر خطورة وهي النفايات الطبية، والتي تنقل الأمراض والأوبئة الخطرة إذا لم تنقل بطريقة صحيحة وسليمة .
رسوم النفايات
بالرغم من رسوم النفايات التي تتحصلها معتمديات الخرطوم شهرياً من المنازل والمؤسسات والبنوك وبائعات الشاي والاطعمة وبائعي الرصيد والخضار وبقية المهن الهامشية ، إلا أن هذه المحليات تعجز عن تنظيف العاصمة بالشكل المطلوب، وعن تحسين أجور عمال النظافة،وتثبيتهم في الخدمة المستديمة.
جهات الاختصاص
هذه الوقائع مهداة لجهات الإختصاص ومنها وزارة البيئة والمحليات التي تدير مشروعات النظافة بشكل بدائي عن طريق هيئات النظافة،مع العلم أن نقل النفايات باتت مدفوعة القيمة،وليست خدمة كما كانت في السابق،وأن تراكم النفايات يسبب أضراراً صحية وبيئية كبيرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - -حكايات الحما- .. اتيكيت وقواعد التعامل بين الخصوصي


.. غزة اليوم(3-5-2024):عدنان البرش.. طبيب مستشفى الشفاء، في عدا




.. نقابة الصحفيين الفلسطينيين: 135 صحفيا وعاملا بمجال الإعلام ق


.. 10 طلاب بـ-ساينس بو- يضربون عن الطعام لـ 24 ساعة دعماً لغزة




.. إضراب طلاب في معهد العلوم السياسية في باريس عن الطعام بسبب إ