الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعترضون على التسليح في قفص الإتهام.

احمد محمد الدراجي

2015 / 5 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


الظلم والجريمة تارة تمارس من قبل شخص بمفرده، فهو الذي يخطط لها ويعد الوسيلة التي يستعملها وينفذ جريمته، وتارة أخرى يشترك فيها أكثر من فرد فتحصل المساهمة الجنائية، وهذه لها صورتان أم أن تكون مساهمة مباشرة في الجريمة كأن يقوم الشريكان بتنفيذها، أو تكون غير مباشرة كأن يُمَكِّن الشريك الفاعل الأصلي في تنفيذ الجريمة.
الظلم والجناية والجريمة، والفاعل والمعين والشريك والراضي والساكت ، مفردات ومفاهيم أخذت حيزا كبيرا من حيث التنظير والتحليل والتصنيف والنهي عنها في التشريعات السماوية والقوانين الوضعية والتقاليد والأعراف، فإذا كانت معونة الظالمين والجناة من وجهة نظر الإسلام خروج عن الإسلام كما يقول نبي الرحمة "صلى الله عليه واله وصحبه": « من مشى إلى ظالم ليعينه وهو يعلم انه ظالم فقد خرج من الإسلام »، والراضي بالظلم شريك للظالم، كما يقول الإمام علي "عليه السلام": «العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء فيه»، فكيف يكون الحال بالظالم والجاني...
الجناية والجريمة وملحقاتها معاني لها صور وتطبيقات متعددة وأشدها وأقبحها وأكثرها خطورة هو المُقَنَّع والمُبَرَّر والمُشَرعن والمُقَنَّن، فمنها هو أن تمنع الإنسان من أن يدافع عن نفسه وعرضه وماله ووطنه، وتقطع عنه سُبل الحصول على السلاح الذي يواجه به عدوه المشترك، أو ترفض تسليحه من قبل أي طرف، وفي الوقت ذاته تمتنع عن تسليحه أو تماطل وتسوف، والأنكى من ذلك هو أن تجعله بين خيارين، إما خيار الموت في بيته بنار المعارك والثار والتصفية، أو الموت تحت نار النزوح حيث القتل على أيد الغدر والنذالة، والطامة الكبرى هو أن ذلك يمارس اليوم تحت مظلة القانون والشرع والسيادة، وذرائع وحجج واهية ما انزل الله بها من سلطان.
نعم هذا هو حقيقة الظلم والجريمة والجناية التي وقعت وتقع على إخواننا أهل السنة في العراق، فالسلطة والمتنفذ فيها تمتنع عن تسليحهم لقتال داعش وتماطل وتسوف في ذلك، وبنفس الوقت ترفض تسليحهم من قبل الغير...
في المادة رقم 2، من اتفاقية "منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها" والمدرجة ضمن الإعلان العالمي للأمم المتحدة أن الإبادة الجماعية تعني أيا من الأفعال التالية، المرتكبة علي قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو أثنية أو عنصرية أو دينية، بصفتها هذه:
(أ) قتل أعضاء من الجماعة،
(ب) إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة،
(ج) إخضاع الجماعة، عمدا، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليا أو جزئيا،
إن جريمة رفض التسليح هنا ليست واقعة على فرد وإنما واقعة على شعب اعزل، ولذا فهي تقع تحت عنوان جرائم الإبادة الجماعية لأن من يرفض التسليح فقد اخضع شعب اعزل لظروف مهلكة ووضعه في ساحة قتال وحرب وإبادة جماعية لها جبهتان أولاهما: إنْ بقوا في بيوتهم قُتِلوا بنار المعارك والقصف والثار والتصفية وثانيهما: إنْ نزحوا قُتِلوا برصاص الغدر والخيانة، كما أشار المرجع العراقي الصرخي الحسني إلى هذه القضية في سياق جوابه على استفتاء رفع له حول قضية التسليح، تحت عنوان «نعم نعم للتسليح .. لوحدة العراق» داعيا إلى محاكمة كل من تسبب في إيصال العراق والعراقيين إلى جحيم التقاتل والموت، حيث قال سماحته:
((ثالثا: المعترض ممن بيده السلطة والمؤثر فيها يكون متهما بجريمة الإبادة الجماعية لشعب اعزل مظلوم فالسلطة لا تسلحهم ولا تقبل ان يسلحهم احد فلا يبقى أمامه إلّا الموت فان بقوا في بيوتهم ماتوا بعمليات الثار والتصفية والقصف والاشتباكات ، وان نزحوا من ديارهم ماتوا على ايدي الغدر والخيانة ، ومن هنا أدعو كل شرفاء العراق والعالم من أهل الاختصاص ان ينتصروا للمظلومين العراقيين بتشكيل لجان قانونية وحقوقية لجمع الأدلة والبيانات وتقديمها للمحاكم الدولية والمنظمات الإنسانية والحقوقية من اجل إدانة ومحاكمة كل من تسبب في إيصال العراق والعراقيين إلى جحيم التقاتل والموت وسفك الدماء وتهجير وتجويع الشيوخ والنساء والأطفال وترويعهم)).
http://al-hasany.com/vb/showthread.php?t=413194
استفتاء: «نعم نعم للتسليح .. لوحدة العراق»








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احسنتم النشر
محمد العراقي ( 2015 / 5 / 4 - 18:05 )
سبحان الله لماذا لايحذون حذو المرجع العراقي السيد الصرخي ... اليس هم عراقيون ؟؟؟


2 - العراق وطني
مالك العابدي ( 2015 / 5 / 4 - 21:30 )
عرف ابناء العراق بقوة ترابطهم ومحبتهم لبعضهم البعض بغض النظر عن الطائفه والدين ولكن ماحصل في السنوات الاخيره من احتقان طائفي اسهم في خلق الكثير من التشنج والعنف والدماء وهنا يبدأ دور العلماء والقاده والمراجع ويبرز دورهم الحقيقي والفاعل في وئد في هذه الفتن ومثال على ذلك المرجع العربي الصرخي وخصوصا ما حصل اخيرا في مسأله التسليح سبحان المعترضون اليوم كانوا بالامس اكثر المؤيدين لتقسيم العراق تحت مسمى الفيدراليه ...لكن السيد الصرخي رسم صورة القرار من خلال عدم التلازم بين التسليح لحماية النفس والعرض وبين التقسيم كما وانايران تريد تحويل الحشد الشعبي الى حرس ثوري مرادف للحرس الايراني لتقوية نفوذها في العراق والمنطقه وهذا ترفضه السنه ودول المنطقه ودول التحالف وسيكون مصيرهم نفس مصير الحوثيين ولن تستطيع ايران من انقاذهم

اخر الافلام

.. خلافات بين نتنياهو والأجهزة الأمنية الإسرائيلية حول اقتراحات


.. صواريخ ومسيرات حزب الله -تشعل- شمال إسرائيل • فرانس 24




.. الانتخابات البريطانية.. بدء العد التنازلي للنتائج وترقب لمست


.. إيران تبدأ فترة الصمت الانتخابي قبل الجولة الثانية من انتخاب




.. الجيش الروسي ينشر صورا لاستهداف مقاتلة أوكرانية باستخدام نظا