الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيارة الرئيس بارزاني الى واشنطون : بين اولويات الكورد وخيارتهم المستقبلية

عباس الشطري

2015 / 5 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


زيارة الرئيس بارزاني الى واشنطون : بين اولويات الكورد وخيارتهم المستقبلية
عباس الشطري
يلتقي رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، الحليف المهم للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم داعش، الرئيس الاميركي باراك اوباما اليوم الاحد في البيت الابيض،. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف ان برزاني الذي سيصل اليوم الاحد، سيجري محادثات مع الرئيس اوباما ومع نائب الرئيس جو بايدن، بعد اسابيع على زيارة بارزة لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. وستستغرق الزيارة ثلاثة ايام وستشمل لقاءا مع مساعد وزير الخارجية توني بليكن لبحث الحملة العسكرية الهادفة الى "اضعاف وبالنهاية تدمير" تنظيم الدولة الاسلامية، على ما اعلنت هارف.. وكررت هارف التاكيد على ان ‌‌المساعدات الاميركية العسكرية الى مناطق الحكم الذاتي الكردية تجري بتنسيق عبر الحكومة العراقية في بغداد. واضافت ان واشنطن اعتمدت سياسة مفادها ان "الطريقة الاكثر فعالية لدعم جهود التحالف في مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية وتعزيز سياسة دولة عراقية موحدة فدرالية وتعددية" هي عبر التنسيق من خلال حكومة مركزية. واضافت للصحافيين "لقد شهدنا بالتاكيد مستوى غير مسبوق من التنسيق والتعاون
-;--;-
وهومايفسره مراقبون بمثابة رسالة تطمين للحكومة العراقية ,خاصة وان رئيس ديوان اقليم كوردستان فؤاد حسين ذكر ان اهم ماسيتباحث به مع القادة الامريكيين “اقامة الدولة الكوردية”،

واوضح حسين في الاسبوع الماضي ، أن “بارزاني سيحمل ملف اقامة الدولة الكردية معه إلى البيت الابيض، وسيطرحه بكل علانية أمام الرئيس الامريكي باراك أوباما”.وبين ان “حرب الكورد ضد داعش، ومعركة استعادة الموصل، وتثبيت حدود كوردستان في الدولة العراقية، والعلاقات بين اربيل وبغداد، من ضمن محاور مباحثات بارزاني، إلا أن أكبر تلك الملفات الدولة الكوردية”-;-

الا ان الحكومة العراقية لم تعلق على ماقاله فؤاد حسين ونات عن ذلك بانتظار نتائج الزيارة كما لم تذكر الحكومة العراقية ما اذا كانت الزيارة قد نسقت معها ام لا , وكان البرزاني قد استبق زيارة واشنطون ولقاء اوباما بلقاء جمعه مع الرئيس العراقي السابق وزعيم حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني جلال الطالباني المعروف بمواقفه الواضحة من بقاء الكورد ضمن حدود الدولة العراقية الاتحادية كما التقى زعماء الاحزاب الكوردية وهو مايفسره مراقبون برغبة البارزاني بترتيب بيت الكورد الداخلي حتى يكون اكثر قوة وقدرة على نقل رغبة امته الكوردية بانشاء دولة مستقلة , وفي الأسبوع الماضي، قال بارزاني، خلال اجتماع مع أحزاب إقليم كردستان إن “الولايات المتحدة غيرت سياستها حيال تأسيس دولة للأكراد، خاصة بعد الحرب ضد داعش”، مضيفا أن واشنطن “ليس لديها أي مانع لذلك الآن، وسنعلن الدولة الكردية حتى لو على مساحة ثلاثة أمتار”
وجائت زيارة بارزاني إلى واشنطن، بناء على دعوة من الرئيس أوباما، وجهها له العام الماضي، ألغيت في وقت سابق، بسبب رفض الإدارة الأمريكية، رفع الحزبين الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني من “قائمة المنظمات الإرهابية من الدرجة الثالثة”، إلا أن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، أبلغ بارزاني في اتصال هاتفي لاحقاً، أن بلاده شطبت الحزبين الكرديين من قائمة المنظمات
الارهابية

وتاتي الزيارة في وقت تشهد العلاقات العراقية الاميركية توترا واضحا خاصة بعد طرح لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي مشروعا للتعامل مع السنة والاكراد في العراق من ناحية تزويدهم بالمساعادت العسكرية -;-كبلدين منفصلين "وهو ماولد انطباعا سيئا لدى الشارع العراقي والسياسيين على حد سواء والذين عبرو عن مخاوفهم من رغبة واشنطون بتقسيم العراق وفق مشروع بايدن, وجاء عدم قبول الحكومة الاميركية اشراك الحشد الشعبي في معركة تحرير الانبار والذي ربطت مشاركته من عدمها بالمساعدات العسكرية الاميركية , فضلا عن تاخر تسليح القوات العراقية بالسلاح الاميركي وخاصة طائرات ال ف16-;- ليزيد من اسباب التوتر , وبالرغم من فشل المشروع الاميركي في مجلس الشيوخ الاانه ترك اثرا عميقا لدى الحكومة العراقية والجمهور العراقي الغاضب على حد سواء و يفسر مراقبين اخرين للشان العراقي ان نتائج زيارة الرئيس بارزاني سترسم معالم سياسة واشنطون المستقبلية للمنطقة وللعراق خاصة ويتخوف المراقبون للشان العراقي من ان تكون فكرة التقسيم واردة في اجندة القادة الاميركيين وعلاقة "اميركا والعراق" في المستقبل القريب خاصة وان العديد من مراكز البحث الستراتيجي في الولايات المتحدة سبقت وان طرحت فكرة التقسيم قبل طرحها من قبل نائب الرئيس الاميركي جون بايدن, كحل لازمة العلاقة بين مكونات الدول التي انشات في الشرق الاوسط بعد الحرب العالمية الاولى ومنها العراق والتي تمزقها النزاعات العرقية والمذهبية , الامر الذي يؤكد انها فكرة مقبولة في دوائر السياسة الاميركية ولم تكن حكرا على جون بايدن ,كما انها فكرة ليست بجديدة فقد طرحت اثناء فترة اعداد اميركا خططها لغزو العراق اثناء حكم الجمهوريين واعادة رسم الخارطة العربية عام 2002 ومهدت لذلك بفكرة قيام نظام سياسي يتاسس على قاعدة محاصصة إثنية-طائفية شبه رسمية، وأصبح الانقسام العرقي والطائفي في المحافظات العراقية أمراً لا يمكن تجاهله على أرض الواقع.
ومنذ ذلك الحين، بدأت تتضح ملامح الإستراتيجية الأمريكية الجديدة للشرق الأوسط والتي ارتكزت على دعامتي: "دعم الديمقراطية" و"تمكين الأقليات"، ابتداء من العراق وانتهاء بدول الخليج العربية؛وهو امر ساعد الكورد كثيرا على تثبيت دعائم حكمهم الذاتي لمناطقهم واتباع اسلوب الفدرالية في علاقتهم مع المركز الامر الذي شجعهم على بناء قدراتهم الذاتية وبالتالي تمكينهم من رسم خريطة حدود علاقتهم المستقبلية مع العراق باتباعهم حق تقرير المصير الذي سبق وان عبر عنه الرئيس بارزاني في عدة مناسبات
ويضيف اخرون :ان زيارة الرئيس بارزاني بماتحمله من ملفات معلنة وصريحة مرهونة بنتائج مباحثاته مع الرئيس الاميركي اوباما فقط فهو الذي يمثل سياسة الولايات المتحدة اما لقاءاته مع وزارة الخارجية او المعنيين بالشان العسكري فهي ليست سوى عوامل مساعدة ولذا ستحدد جلسته قرب المدفاة في البيت الابيض مقدار دفء علاقته مع الحليف من عدمها خاصة وان الزيارة لها "خصوصيتها" كما عبر عن ذلك رئيس ديوان اقليم كوردستان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصب خيام اعتصام دعما لغزة في الجامعات البريطانية لأول مرة


.. -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية إنسانية بعد اجتي




.. مستوطنون يتلفون محتويات شاحنات المساعدات المتوجهة إلى غزة


.. الشرطة الألمانية تفض اعتصاما طلابيا مناصرا لغزة بجامعة برلين




.. غوتيريش يحذر من التدعيات الكارثية لأي هجوم عسكري إسرائيلي عل