الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأحداث العراقية في مهب اهواء بعض الإعلاميين

صادق الازرقي

2015 / 5 / 3
الصحافة والاعلام


كثير من وسائل الاعلام العراقية، تمارس دوراً غير مهني، ولا يليق بمؤسسات إعلامية تحترم نفسها، مستغلة في ابشع صورة وأكثرها إساءة الحرية المتاحة لوسائل الاعلام اثر الثورة التكنلوجية في الاتصالات؛ التي تشعبت في الوقت الحالي لتشمل مجالات واسعة من بينها ما يسمى بالإعلام الالكتروني، المستند الى الشبكة العنكبوتية "الانترنت" وهو سلاح ذو حدين فبالإمكان استعماله لأغراض نافعة، و بمقدورنا ايضاً تحويله الى سم قاتل.
كثير من وسائل الإعلام لاسيما الإلكتروني، التي تناولت الاحداث الأمنية والسياسية في المدة الماضية، لم تتمتع بالمصداقية المطلوبة حتى في أدنى مستوياتها؛ وكان لكثير منها دور تحريضي وغير سليم في تناول الحدث والتعامل معه، وكأن هؤلاء يعيشون في واقع معزول، وكأنهم غير معنيين بالكيان الاجتماعي الذي يحيون في ظله، الذي يتعرض الآن الى هجمة شرسة بهدف القضاء نهائيا على ما تبقى من نسغ فيه، نسعى لإنقاذه وإعادة رونقه..
تتركز تلك السلوكيات المهلكة بالأخص في خضم تناول الجوانب الأمنية والعسكرية، ومجريات الاحداث في مناطق عدة لم تزل غير مستقرة، وهنا نرى ان تناول الاخبار المتعلقة بالأحداث الأمنية يجري التدليس فيه ليصب في غير اتجاهه الحقيقي، اذ ان كثيراً من وسائل الاعلام لا تفرق بين الرأي الخاص، الذي يمكن التعبير عنه بأسلوب المقال، وبين صياغة الخبر الذي يجب ان يتمتع بالمهنية والمصداقية الخاصة به؛ وتلك من الدروس الأولية التي يتعلمها أي صحفي.
لن نتحدث عن الاعلام العربي غير العراقي، فذلك تتجاذبه الاهواء السياسية التي كانت قرينة بمعظم المؤسسات العربية المعطوبة منذ نشأتها، ولكننا نتحدث عن الاعلام العراقي الذي يحيا بين ظهرانينا، ويفترض ان يعبر عن همومنا وتطلعاتنا كما هي في الواقع، التي تتمحور حول نزوع العراقيين وتوقهم المشترك لتحقيق الامن والاستقرار، والتمتع بخيرات البلد وتوفير مسببات الراحة، ومنها العمل والسكن والاطمئنان على المستقبل.
تركز بعض وسائل الاعلام لدينا على المشاعر الطائفية والقومية، وتحاول حرف بوصلتها باتجاهات لا تعني ولا تنفع الناس بأي حال، فتخيلها لنا على انها خلافات مستعصية على الحل في حين انها ليست كذلك، اذ ان الحلول الجذرية لمشكلات الناس كفيلة بإلقاء تلك الخلافات في سلة المهملات، كما ان وسائل الاعلام تلك تحاول ان تتلقف أي تصريح لسياسي فتبرزه على انه ادانة لسياسي آخر في موقع المسؤولية، وضمن هذا الاطار فان بعض وسائل الاعلام حرفت تصريحا لرئيس وزراء اسبق فابرزته على انه اتهام لرئيس الوزراء الحالي، وسرعان ما اصدر رئيس الوزراء الأسبق بياناً نفى فيه التصريحات المنسوبة اليه التي تتضمن اتهامات لرئيس الوزراء الحالي عادا اياها "محض كذب وتحريف".
ان الوضع العراقي الآن يعيش في مرحلة يمكن القول، انها في اقصى حالات الحساسية، وان النجاح في اجتيازها في جوانبها الأمنية والسياسية، هو مسؤولية مشتركة للجميع، وعلى نتيجة تلك المواجهة مع تلك الجوانب يتوقف مصيرنا، ويجب على جميع القوى السياسية ووسائل الاعلام ان تتصرف بمسؤولية لتحقيق الانتصار والتقدم.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يمهد ماكرون الطريق أم يقطعه أمام لوبان إلى الإليزيه؟ | ال


.. مجموعة السبع تسعى للتوصل لاتفاق حول استخدام أصول روسية مجمدة




.. إنتر ميامي الأمريكي آخر ناد في مسيرة ميسي الاحترافية؟


.. حماس تؤكد أن التعديلات التي طلبتها على خطة وقف إطلاق النار ف




.. ردود الفعل متواصلة على طرد سيوتي من رئاسة حزب الجمهوريين في