الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الجهل والتخلف هو قدرنا الذي لا فكاك لنا منه؟؟

مسَلم الكساسبة

2015 / 5 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


تنسى أنك إنسان وتنسى احتياجات نفسك كإنسان أخيانا كثيرة .. وهو مما يضغط على اعصابك مما ترى وتسمع وتقرأ ..ليأخذ تفكيرك واهتمامك خطا واحدا محددا ..

كم كنت اتمنى أن أنشر هنا (صفحتى على موقع التواصل الاجتماعي مثلا) في هذا الصباح وردة أو قطعة موسيقية أو لوحة فنية او ...الخ . لكنني لا أستطيع ، لأن كل ما يحيط بك يضغط على اعصابك ويدفعك دفعا كي يكون هو مادتك وهمك وحديثك وشاغلك الأول والأكبر ..

ما يجري في عالمنا ومنطقتنا بالذات وما حولنا ليس معقولا أبدا..واللامعقول اكثر منه هو ان نستطيع ان نعيش حياتنا لشكل عادي وطبيعي دون ان نتأثر به ..إلا إذا كنا حجارة أو كائنات بلا وعي وإحساس بالخطر وحجم الدمار والألم الذي تتعرض له منطقتنا ..واثرها لسنين قادمة على مستقبلها إن لم نتدارك الامر .

فالزلزال او الطوفان او الاعصار المدمر يأتي مرة واحدة ويقتل مرة واحدة ويدمر مرة واحدة ويتلقى الناس جرعة الألم مرة واحدة ثم يعودون لحياتهم ويداوون جراحاتهم ..

اما نحن هنا ففي زلازال واعاصير رهيبة من صنع عقولنا وايدينا لا تنتهي ، ومنذ ولدنا ووعينا على الحياة .. ما ثمة غير مفردات الصراع والقتال والموت والاعداء ...الخ

في كتبنا ، في دروسنا ، في مدارسنا ، في احاديثنا ، في خطبنا .. ما ثم غير الشحن والتحريض والكراهية : الاعداء ، الكفار ، اقتلوهم ، اذبحوهم ، العنوهم .. اغزوهم ، اسبوا نساءهم غير الادعية بإهلاك الحرث والنسل ..

طَرقُ مستمر على الدماغ بالكراهية والاحقاد ..
يقابله حديث منافق عن الاخلاق والرحمة والعدل لانرى منه شيئا وهذا الحديث يجب ويمحو اثر ذلك الحديث .. فصام وشيزوفرينا مرعبة! ..
ثم شيئا فشيئا اصبح القاتل منا والمقتول منا .. !
نحن المؤمنون ونحن الكفار .. !
نحن المظلومون ونحن الظالمون .. !
نحن الداعون ونحن المدعو علينا !
نحن المجاهِدون ونحن المُجاهَد فينا ..!
نحن الارض ونحن الزلزال او الطوفان او الاعصار الذي يفتك بها ومن عليها !!
فهل أكثر من هذا بلاء ؟؟؟

لن أنسى مداخلة مستميتة على احد المواقع الإسلامية (أغلِق لاحقا) وكانت من عديد الصفحات ، دافعت بها وترافعت بشراسة عن تهمة ان الاسلام انتشر بالسيف والرعب والإرهاب..ويذكرها الاصدقاء في ذلك الموقع والذي بعضهم ما زال صديقا لي هنا على صفحتي وهم من مختلف الاقطار العربية .. "وكانت ربما بعنوان : هل انتشر الاسلام حقا بالسيف أو شيئا شبيها بهذا ..واعتصرت ذهني بأدلة وحجج ..
اليوم ماذا عسى يستطيع المرء ان يقول بعد ما رأى وسمع من فظائع ..؟؟
لقد بات الكثيرون من ابناء الإسلام نفسه ربما مقتنعين اكثر من أي وقت مضى مما راواا وقاسوا بأن الرعب ما سواه كان هو رسول الإسلام للناس .. وأنهم ما دانوا له إلا بالسيف وتقطيع الرقاب.
وبات موقف من يريد الدفاع عن ذلك صعبا ومحرجا وضعيفا..
وهذا بفضل "إخوتنا المجاهدين " الأشاوس من جماعة البغدادي "خليفة المسلمين " ومن لف لفهم من جماعات "الجهاد الداخلي" بالمرتدين من بني جلدتهم انفسهم ، وما نراه من فظائع تقشعر لها حتى ابدان الوحوش فضلا عن البشر .
ومهما يكن من حجج ..
ومهما تكن أسباب تلك النزاعات والفظائع ..
وحتى لو كان الاسلام فيها مجرد وسيلة لجلب الانصار وشحن المؤيدين في صراعات لا علاقة له بها مثلا ،
فلو كنا صالحين فعلا ولنا عقول ، وكان هو نفسه قد ربى فينا ذلك الورع والصلاح ونمط التفكير المتفتح واسع الأفق والمتسامح ، لوجدنا لخلافاتنا طرقا انجع وأرقى للحل..ولما كان بأسنا بيننا شديد .. وشغلنا بأنفسنا عن كل هموم الدنيا والآخرة .
ولما كنا متخلفين هكذا عينا ودونا عن امم الارض كلها شرقا وغربا وفي كل شيء ..
ولما كانت الأمم التي لم تعرف اسلاما قط في حياتها تعيش الرقي والصناعة والعلم والإبداع والسلام والاستقرار الا ما يزعجها من اخبارنا وما يقلقها مما تسمع من ان واجبنا المقدس هو ارغامها ان تسلم أو تدفع الجزية ..فنحن لسنا قلقا لأنفسنا فقط بل وللعالم ايضا ..
ولكان دوره بدوره في المقابل ألإسلام هو في حل خلافاتنا وتفريغ توتراتنا وكفنا عن هذا العنف والدمار وكف ايدينا عن سفك الدماء .. ولحجز بيننا لا شبكنا وأوقعنا ببعضنا ..ولما كان قابلا لأن يُستغل ويُسخر لإذكاء تلك الصراعات مهما كانت أسبابها ومسبباتها .
لا أن يكون مطية يستخدمه ويسخره كل طرف وقودا لإذكاء تلك الصراعات وليقتل باسمه ويقطع الرقاب باسمه بعد أن شق الناس عليه وباسمه من قبل شيعا وفرقا وطوائف ، وكل واحدة تلعن اختها وتكفرها ، فأوجد مسبقا ومن القدم مادةَ وبيئةَ الكراهية القابلة للشحن والتحريض والاستغلال لشتى الاغراض ، بل والانفجار في أي حين ..
ما يحصل مهما كانت الغايات والدوافع والذرائع بشير باتجاه وجود مشكلة حقيقية .. إما فيه نفسه او في الفهم والتأويل له.
لكن وعلى الحالين فالنتيجة واحدة هي ما نشهده .

والناس غير مسؤولين وليس لهم القدرة للبحث عن الاسلام الصحيح اذا كان ما هو أمامهم محرف ادى إلى قسمتهم شيعا وطوائف . فالذي امامنا على الارض هو اسلام يجعلنا نقتتل بوحشية وكل يعِد نفسه بما يرضي الله والجنة بما يفعل!
فإذا كان الاسلام قد استقر على ما هو عليه اليوم مما نشهده ..وكان ما هو عليه اليوم كما نرى بأم اعيننا على الارض قد قسمنا سنة وشيعة والسنة بدورهم طوائف متباغضة كل ملة تلعن أختها والشيعة ايضا كمثل ذلك .. بينما الناس لا حيلة لهم وغير مسموح ان يفتوا او يخوضوا في مسالة باتت تسمم حياتهم بل عليهمك ان يتقبلوا الموت والدمار راضين طائعين لانه من أجل الله ودين الله !! ، فالسنة يجب ان يبقوا سنة وتكره الشيعة .والشيعة كمثل .. إذا فالقول أن المشكلة هي في الناس انفسهم فيه هروب وإنكار ومغالطة للواقع وتبرئة للمقدس بإلقاء التهمة بأي اتجاه سواه حتى لو كان علىمن اكتووا بتلك النار وقاسوا منها .. بل وفيه ما يعمق المأساة ويؤدي إلى استحالة حل هذا المشكل ..وليكون الجميع على باطل حتى من يظن نفسه على حق -فرضا- إذا كان هذا الحق سيؤدي لتعميق وتكريس هذا الواقع البائس وإدامة الفتنة وتيار الدم والبلاء ..

ان الله -على ما يبدو - يعاقبنا بهذا عما تسببنا به لانفسنا وللناس من رعب وقلق بغلظتنا وفهمنا المشوه لمحبة الله وطاعته ونصرته والايمان به ...الخ ..
وكيف لا يقلق العالم ويخاف ويشعر بالإرهاب من قوم ما زال وعاظهم وقادة الرأي فيهم حتى اليوم يوحون لهم أن الأرض ثابتة ولا تدور وهي مركز الكون ؟!!
بل ويكفرون من يقول بغير هذا ؟؟
لا بل وينسبون هذا الرأي لله وللقرآن وللإسلام ؟؟ كي يضعوا الاتباع في حيرة وعقد اكبر..
عدا عن قضايا أخرى كثيرة باتت مسائل بديهية ومفروغا منها بالتجربة والبرهان المخبري والعملي الحي ، بينما يوجد لدينا من له رأي مختلف فيها واستنادا لإيمانه وفهمه لنصوصه المقدسة ؟!!

واليوم ، فالناس من كل الملل الاخرى اذا تعرَض أحدهم لمن يدعوه لمثل هكذا اسلام سيكون جوابه على الفور : (روحوا اتفقوا على اسلام واحد لا تتحاربون عليه انتم انفسكم ثم تعالوا بعد ذلك ادعونا له) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصحافي رامي أبو جاموس من رفح يرصد لنا آخر التطورات الميداني


.. -لا يمكنه المشي ولا أن يجمع جملتين معاً-.. شاهد كيف سخر ترام




.. حزب الله يعلن استهداف موقع الراهب الإسرائيلي بقذائف مدفعية


.. غانتس يهدد بالاستقالة من الحكومة إن لم يقدم نتنياهو خطة واضح




.. فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران تعلن استهداف -هدفاً حيوياً-