الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التلازم بين التسليح والتقسيم وهم وخداع.

احمد محمد الدراجي

2015 / 5 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


هناك مجموعة من القضايا البديهية التي يدركها العقل دون الحاجة إلى نظر وفكر، منها العلاقات بين الأشياء، كعلاقة التضاد بين السواد والبياض، وتعني استحالة اجتماعهما في جسم واحد فلا يمكن ان يكون الجسم اسود وابيض،وعلاقة التقدم والتأخر، وعلاقات التلازم بين السبب والمسبب وغيرها من العلاقات العقلية.
علاقة التلازم بين السبب والمسبب، أو علاقة السببية، تعني: إن هناك تلازما عقليا ذاتيا بين السبب والمسبب، أو العلة والمعلول، أي أن كل مسبب في نظر العقل ملازم لسببه، ويستحيل تخلفه وانفكاكه عنه، كالتلازم الموجود بين الحرارة والنار، فلا حرارة بلا نار، ولا نار بلا حرارة، والنار سببا لوجود الحرارة والحرارة هي المسبب، وهذه هي من القضايا البديهية التي لا تخفى على العاقل.
لم تكن علاقة التلازم أو السببية بمنأى عن دائرة التوظيف والتسييس والنفعية والانتهازية والتبعية، التي تنطلق منها الرموز الدينية والسياسية الانتهازية في العراق لصناعة مواقفها وسلوكياتها وخطاباتها، فراحت تصور وتروج وتفرض نوع من التلازم "الوهمي" بين بعض الأشياء والقضايا والأحداث التي لا توجد بالضرورة بينها علاقة تلازم، بل لا يوجد بينها تلازم مطلقا.
التلازم الوهمي الذي نريد أن نسلط الضوء عليه في هذه العجالة، ونحاول تفكيكه وتحليله لكشف ما ينطوي عليه من زيف و تضليل، وخلط للأوراق، وضحك على الذقون، واستخفاف بالعقول، بل واستخفاف بالأرواح والأعراض والوطن، يتعلق بموجة التهريج والضجيج والمواقف المتشنجة الغريبة تجاه تسليح الكرد والسنة، والحجج الواهية التي تم تسويقها، ومن أبرزها هو فرض علاقة التلازم "الوهمي" بين التسليح والتقسيم، بين تسليح من يريد الدفاع عن نفسه وعياله وشرفه وأرضه وماله ووطنه وبين التقسيم!!!، والكلام سيكون في مستويين:
المستوى الأول: لو فرضنا (وفرض المحال ليس بمحال) بوجود علاقة التلازم بين التسليح وبين التقسيم ، بين تسليح من يريد الدفاع عن النفس والعرض والوطن وبين التقسيم، فهذا ينطبق على التسليح الذي حظي به الحشد الشعبي وميلشياته، بعد إن نفرض أن الحشد والمليشيات إنما تم تسليحها من اجل الدفاع عن النفس والعرض والوطن!!!!، وعليه يكون أولئك المروجين لعلاقة التلازم الوهمي بين التسليح والتقسيم هم أول من بادر إلى التقسيم وهم عرّابه وطلّابه.
المستوى الثاني: كما عرفنا في المقدمة أن العقل يدرك انه متى وجد السبب وجد المسبب، فهما لا ينفكان ولا يتخلف احدهما عن الآخر، فمتى وُجِد احدهما وجد الآخر، بداهة وعقلا وضرورة، إلا أن هذه العلاقة مُنتفية بين التسليح وبين التقسيم، ولا يمكن تصورها، فلا يوجد عـاقل يقول: أن التسليح سبب للتقسيم، وبمعنى آخر: إن تسليح من يريد الدفاع عن نفسه وعرضه وماله وأرضه وبلاده يؤدي عقلا وبداهة إلى التقسيم، فمن أين أتى المعترضون على التسليح بهذا التلازم الوهمي الكاذب، وأي عقل سوي يتصوره ويدركه.
إن تسويق وترويج علاقة التلازم الوهمي بين التسليح والتقسيم من قبل المعترضين يهدف إلى الإجهاض على قرار التسليح، من اجل بقاء وتأصيل حالة الضعف والفوضى وعدم الاستقرار في المناطق السنية لتمرير المشروع الإيراني في تأسيس الإمبراطورية الفارسية المزعومة التي أعلن عنها المسؤولون في إيران وعاصمتها بغداد.
يقول السيد الصرخي الحسني في سياق جوابه على استفتاء رفع له حول قضية التسليح، تحت عنوان «نعم نعم للتسليح .. لوحدة العراق»:
((رابعاً : نحن ضد التقسيم وقلنا ونقول ونكرر ونؤكد قولنا :: كلا كلا للتقسيم ..كلا كلا للتقسيم ... لكن لابد من الإشارة والتأكيد على انه لا يوجد ملازمة بين تسليح من يريد الدفاع عن نفسه وعياله وشرفه وأرضه وماله ووطنه وبين التقسيم .)).

http://al-hasany.com/vb/showthread.php?t=413194
استفتاء: «نعم نعم للتسليح .. لوحدة العراق»
بقلم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الهمج الرعاع
اركان زامل ( 2015 / 5 / 5 - 10:34 )
لا يوجد تلازم بين التقسيم والتسليح فهذه فتنه يريدون تمريرها على الهمج الرعاع

اخر الافلام

.. خلافات بين نتنياهو والأجهزة الأمنية الإسرائيلية حول اقتراحات


.. صواريخ ومسيرات حزب الله -تشعل- شمال إسرائيل • فرانس 24




.. الانتخابات البريطانية.. بدء العد التنازلي للنتائج وترقب لمست


.. إيران تبدأ فترة الصمت الانتخابي قبل الجولة الثانية من انتخاب




.. الجيش الروسي ينشر صورا لاستهداف مقاتلة أوكرانية باستخدام نظا