الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-امي نفري- ! جنة الله فوق ارضه !

محمد البكوري

2015 / 5 / 3
الادب والفن


تندلق الاحلام الجميلة، كما تندلق مياه تلك المغارة الكائنة في عمق الفضاء وعبق التاريخ ...تخلب الافئدة و تسلب الالباب وتسحر العقول وتسار الاشجان في احضان العوالم الممتدة للاراضي "المنخفضة "...الخصبة المخضرة ...المعطاء .على بعد ستة كيلومترات من مدينة الجمال الاخاذ ... مدينة الاسوار الفسيحة ... مدينة دمنات ، الضاربة اطنابها في جذور التاريخ وتعايش الاديان ، تتموقع مغارة "امي نفري" ،مزينة كعروس في ليلة زفافها... يتفرع في احشائها واد "تسليت" وتنبع من دواخلها العيون الكثيرة التي لا ينضب معينها ... "امي نفري" اجتمع فيها ما تفرق في غيرها ... عروس المغارات المكللة بتاج مرصع بالبهاء الفواح... اميرة المغارات المعلنة عن بهجة الطبيعة وروعة ابداعاتها الخلابة ... ليس هناك من شك، في تفوقها الابدي"العالمي" لكونها تمتح عناصر رونقها من سحر باقي مغارات المغرب :"فري واطو"بتازة ،"هرقل "بطنجة "الحمام "ببركان... حينما تطا قدمك القنطرة الطبيعية الموجودة تحتها المغارة ،يعتريك احساس بانك تمتلك العالم باسره ... حينما تصر على المجازفة وتحسم في امر ولوج فضاءاتها المتشعبة واستكشاف كهوفها المتعددة ، تتاكد انك و العالم سيان ...حينما ترشف كؤوسا من الشاي المنعنع او تاكل من طواجين "العنزي" المحضرة بالانامل الامازيغية في مقاهيها ومطاعمها المتواضعة الاشكال و البهية الارجاء، تشعر ان العالم بدونها لاقيمة له ... العالم هذا، في "امي نفري" يختصر في اسطورة "الحسنوات و الوحش" ...حسنوات "تسليت" و الوحش ذو الرؤوس السبعة، والذي لا ينتهي نهمه في التهام الحسناوات .كل يوم تقدمه له احداهن قربانا ، اتقاء لشره وعبثه ،الى ان قرر احد الفرسان الاشاوس الشجعان ،وبحماس زائد منازلته . الا ان بطش الوحش كان الاوفر حظا ليفتك -للاسف- بالفارس المغوار، والذي توج شرفا ،بقدرته العارمة على مجابهة النكوص الى الوراء والفسك بالخنوع و الفتك بالخوف ...عبر هاته المغارة الحمالة لكل معاني المجد والشموخ وفي خلد ادراجها الصخرية، ترعرعت حكايات البقاء في اغوار زمن الديناصورات واقدامها المرسخة لرحيق الشهد التاريخي ...عبر "فم المغارة" ،تحلق مئات الطيور وتهديك الحمائم هديلها المفعم بمتعة الالحان الشذية ...عبر سحر هاته المغارة ،تزهر في قلبك الالاف من الزهور الذكية والورود الزكية ...عبرسقف اعالي المغارة ،تنسكب قطرات الماء العذب لتحفزك ،وفي عطاء نادر ،على ان ترشف من اقداحها المعتقة حلو المذاق ولتجعلك بسؤدد وهمة تنتشي بالسعادة ، ولتردد نفسك اروع الطرب ،ولتحلق مغردة في الاجواء المنعشة ... عبر سيلان ماء الغدير المحاذي لضريح"سيدي ناصر" بالمغارة، تفرح اسارير العذارى ،باندحار سوء الطالع وكل اشكال النحس، والاعلان عن بداية صفحات من الامل المشرق . فدمت ايتها المغارة المحتفية بجمال "دمنات" دليلا ساطعا عن شموخ بهاءك الابدي! وعشت دوما "جنة الله فوق ارضه" !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي


.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من




.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس