الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشخيص ، لكن لا علاج ..!؟

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 5 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


تشخيص ، لكن لا علاج ..!؟
أستاذنا وفيلسوفنا ، المفكر طارق حجي تفضّل مشكورا بمُشاركة القراء بمقدمة كتابه الذي سينشر عمّا قريب بالفرنسية . وهو كتاب العفريت الأصولي .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=466425.
استخلص الاستاذ في هذه المقدمة بأن "ألعفريت الأصولي " ، أي الإسلام السياسي ، وعبر دراسته (أي الأُستاذ ) له (أي للإسلام السياسي ) ،أوصلَهُ الى 12 حقيقة ، يعتقد بها إعتقادا راسخا .. وقبل الخوض في تشخيص الأستاذ للواقع من خلال قراءته للإسلام السياسي ، أودُ أن أُؤكد على أن الفكر السياسي الديني أو الفكر الديني السياسي ، هو أسوأ ما حدث للبشرية وللحضارة الإنسانية ، واليوم يقف الاسلام السياسي حجر عثرة أمام تقدم العرب (حتى أولئك من غير المسلمين ) والمسلمين .. لكن لا يكفي أن نعترف بهذه الحقيقة لكي نخطو نحو التقدم والتمدن .
أما القضية الأخرى ، في "مقدمة " الاستاذ طارق ، فهي في نفي أي علاقة بين الإسلام والمسلمين وكأنهما خطان متوازيان لا يلتقيان .. فهناك مسلمون معتدلون لكن لا يوجد اسلام مُعتدل .. مما يؤكد بأن النص ثابتٌ وغير" مُتحول" ، بناءً على تعدد القراءات ..فإذا كان الإسلام متطرفا ،إذن لا فائدة من تعدد القراءات ، فكلها متطرفة . لكننا نسأل ، هل القراءة الأحمدية هي نفس القراءة الوهابية ؟؟ هل القراءة الشيعية هي نفس القراءة الإسماعيلية ؟
القراءات للنصوص هي التي تُعطي للنص "روحا " خاصة به .. وتُميّزه عن باقي "قراءات " النصوص المُخالفة والمُغايرة . ففي المُحصلة النهائية يستمد النص "إنسانيته " من روح "قارئه "، سواءً كان متطرفاً
أو مُعتدلاً .
وقد يكون "القاريء" حداثيا ،" والمقصود بالحداثة هنا ، الموديرنيزم " ، أي أنه يقرأ النص ، بنظارتين "عصريتين " ، تأخذان بعين الإعتبار قِيم العصر وضرورة مواكبتها ، وذلك من خلال قراءته للنص قراءةً " تدعو وتُشجع " على الإلتزام بقيم العصر ، كل عصر .. أو أن يكون "حداثيا " بمعنى " الحداثة تساوي الفوضى الخلاقة وتعني البوست مودرنيزم "، والتي تنطوي في ثناياها على إلغاء كل شيء، بما في ذلك الاعتقاد بنهاية الايديولوجيات ، ما عدا مصلحة الفرد الأناني المُطلق ، ومصلحة "الطبقة الحاكمة " التي ترتئيها وتترقبها ، من هذه الفوضى . وقراءة كهذه لا ترى حرجا في التدمير والقتل ، لأنها تلتزم بالهدف مهما كانت الوسيلة (ميكيافيلية مُطورة ) ، لذا قد تلتقي هذه القراءة مع الداعشية ، فالحداثة تعني ، الفوضى التدميرية والتي تهدف الى خلقِ جديدٍ ، غير واضح المعالم ، لكنه واضح الهدف الذي هو مصلحة الطبقة المتسلطة وأفرادها .
فداعش تحمل معنىً حداثيا ، يلتزم بالتخطيط والتنفيذ الدقيق ذي المزاج البارد ، وخاصة في القتل ، وهي صفات حداثوية بوست-مودرنية لا ترى الإنسان ولا تُعطيه أية قيمة . ويفتقد هذا المعنى الى العفوية والإنسانية ، مثله مثل الفوضى الخلاقة التي لا تُقيم وزنا للمشاعر الإنسانية وعفويتها ، ولا للآخر ..!!
خلاصة القول قد يلتقي التطرف مع الحداثة في وجه من وجوهها ، وقد يلتقي النص الديني مع العصرنة وقيم العصر الإنسانية .. كل ذلك وفق قراءة القاريء للنص ذاته .
وما زالت مع ذلك ،المصالح المتقاطعة للنقيضين (الحداثة والإسلام )، غير مفهومة إلا برؤية "الحداثة " من زوايا متعددة ووفق قراءات متعددة .. فالغرب الذي عقد تحالفات مع الاسلام السياسي هو جزء من المشكلة وليس جزءا من الحل ..!!
أعلمُ بأني أكتبُ أشياء صعبة على الهضم ، لكن ، الغرب الحداثي الذي خرج بقضه وقضيضه لحماية منابع "النفط" والتي يعتبرها حقا له وليس لأصحابها الأصليين ، هذا الغرب لم يتورع عن الحصار والقتل ، والبعض يقول لم يتورع عن إستعمال اليورانيوم المُنضب في حربه "النفطية "ضد المدنيين . لا ، لم تكن هبّتُهُ تلك "لوجه الله " ( كما طالب القرضاوي ذات لحظة صراحة ومصارحة تدل على عمق الارتباط )، بل كانت من أجل مصلحة لا تربطها بقيم الإنسانية رابط !! فهل كان هذا السلوك" الحداثي" الخلّاق للغرب ، هو النموذج لداعش "الحداثية " أيضا ..!! مع فارق بسيط بين الحداثويين الغربيين والحداثويين الداعشيين ، الفرق هو في المرجعيات ، لهذا السلوك "الحداثوي "..!!
أما ، لماذا يسمح هذا الغرب لحاملي الفكر الإقصائي في التكاثر بين ظهرانيه ؟ ! ودون اللجوء الى نظرية المؤامرة ، فربيبته هي التي تُموّل هذه الحركات ، وهي التي تحصل لهؤلاء على "رخصة ٍ" لبناء المراكز والمجمعات التي لا تخضع للمراقبة على المضامين والافعال . وهذه الدول لا "تفتش " عمّا يفعل هؤلاء في مراكزهم ، كرمى لعيون ربيبتهم التي وعدتهم بأنها "ستخلق " جيلا خنوعا ، لا يخرج عن طاعة ولي الأمر وولي ولي الأمر ..
ويتكرر بالضبط سيناريو "الإبن " المدلل السابق ، للربيبة واولياء أمرها ، أسامة بن لادن .. ألم تجمعهم معا "فوضى " الحداثة ؟!
وعدا عن هذه المُلاحظات التي تهدف لإثراء النقاش ، وأرجو أن أكون قد وُفِقْتُ في ذلك ،فالاستاذ شَخّص المرض ، لكنه لم يطرح الدواء ولا الخطة العلاجية الكفيلة بإشفاء هذه الأمة المنكوبة بالإسلام السياسي.
هل الاقصاء والحلول الأمنية هي العلاج ؟؟
أنا شخصيا أعتقدُ جازما بأن تغيير النظام السياسي وتعميق التعليم في هذا الإتجاه، قد يؤديان في البعيد المنظور الى تنحي القراءة المتطرفة وتصدر القراءة المعتدلة العصرية ..
ونهاية لهذه العجالة ، لا شكّ لدي بأن "القراءة المُتغلبة "للإسلام ، هي القراءة المدعومة أمنيا من الغرب الحداثي ..!! وهذا لا يعني بأنه لا وجود لقراءات أُخري ، لكنها مُهمشة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ قاسم حسن محاجنة المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 5 / 4 - 06:23 )
محبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة و ســـــــــــــــــــــــــــــــــلام
تفضلت بقول التالي
أنا شخصيا أعتقدُ جازما بأن تغيير النظام السياسي وتعميق التعليم في هذا الإتجاه، قد يؤديان في البعيد المنظور الى تنحي القراءة المتطرفة وتصدر القراءة المعتدلة العصرية .. ) انتهى
السؤال ...من يؤدي او يقوم بذلك؟
الموضوع شائك و يكفي منه الان هو عدم تبرير سلوك رواد الربيبة بحجج من قبيل السياسة مصالح و الدولة الفلانية ليست جمعية خيرية
عندما يذهب رئيس اكبر دولة و اكبر دولة لها تأثير و حبايب ليرقص مع أل سعود و يحمل سيف و يهز به و هو نفس السيف الذي تُقطع به الرؤوس...عندما تقبل دول متحضرة ان تكون عقوبة الاعدام بقطع الرأس و في الساحات العامة
في حين هب الرئيس الفرنسي لمنع اعدام فرنسي متهم بتجارة المخدرات في تايلاند...اُعدم ثمانية و اُفرج عن التاسع الفرنسي و فرحت فرنسا بهذا الحكم
شعوب الغرب تتحمل مسؤولية كبرى عما يجري لأنها تُشجع حكوماتها على ارتكاب الجرائم في البلدان الاخرى و غالب ذلك دون وعي لأنها تريد من الحكومة ان تأتي لها بما يُسعدها بكل الوسائل و الطرق بما فيها ابادة الغير
اكرر التحية


2 - الاخ العزيز عبد الرضا المحترم
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 5 / 4 - 15:03 )
تحياتي واشواقي
تسأل من سيقوم بذلك ؟
عندما يتوقف الغرب عن حماية عروش الربيبة وربيبات الربيبة سيتحقق ذلك
والى حينه ستسود الوحشية صاحبة المرجعيات المتعددة
خالص مودتي


3 - عزيزي أبا أفنان لا يوجد إسلام سياسي وإسلام
أفنان القاسم ( 2015 / 5 / 4 - 16:35 )
أنا لم أعد أقرأ نصوصًا عن الدين وما أدراك ما الدين الإسلام وما أدراك ما الأسلام، يجب مقاطعتها لأنها كلها رديئها وحسنها يصب في صالح الفكر السائد ومن هم من ورائه المنتفعون الفعليون من كل هذا، أنت تعرف من: الإسلام السياسي كالإسلام كل مصائب العرب منهما، يجب أن ننساهما تمامًا كما نسي الغربيون المسيجية السياسية والمسيحية تمامًا، أضف إلى ذلك الادعاء الجميل بأن هناك مسلمين معتدلين ومسلمين غير معتدلين نكتة بائخة لم تعد تضحك... لأنه لا يوجد إلا نمط واحد بوجهين كما هو للمهرج في السيرك: المسلم وبس!


4 - ليس بالإمكان..
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 5 / 5 - 04:31 )
الأستاذ افنان الغالي
ما بين المأمول والموجود فرق شاسع فالتخلي عن الدين على الصعيد الشخصي ليس بمحتمل .
فحبذا لو اصبح الدين شأنا شخصيا ويكفي وحسب الواقع أن يُفصل الدين عن السايسة
وليعمل من شاء ما شاء
خالص مودتي


5 - قاسم حسن محاجنة في الغرب لا نسمع كلمة الله
أفنان القاسم ( 2015 / 5 / 5 - 08:25 )
صديقي وأخي، أعيش في الغرب منذ قرون، بماذا أحلف لك أنني لم أسمع أحدًا طوال كل هذه القرون يلفظ اسم الله لا في الطريق ولا في الجامعة ولا عند الأصدقاء، لا في التلفزيون ولا في الجرائد حتى ولا في الكنائس لأن من يذهب إليها قلة القلة وفقط يوم الأحد، فلنترك الدين كما كنت أردد وما زلت كأمر شخصي، ولكن هذا لا يكفي لأن كل مسلم كل مسيحي كل إسرائيلي (بالنسبة للدين اليهودي وليس بالنسبة لإسرائيل) فلنقل كل متدين مشروع لمتدين سياسي: المسلم المعتدل، ما يقال عنه مسكين وطيب وعلى نياته، محور حياته ومحور خطابه الزنا الربا الحجاب الزواج من أربع الزكاة الحرام الحلال... هو طنجرة بخار يعني مصفحة لمتدين داعشي، لهذا موقفي اليوم غير موقفي الأمس، لا يوجد إصلاح ديني، لا توجد تربية دينية مزاجية، لا توجد توفيقية بين العلم والدين، لا يوجد أي أمل في مجتمع يقوم ويقعد على الدين والدين والدين، صحيح المسألة اقتصادية وحضارية، ولكن الصراع العولمي يعيق كل شيء التطور والعقل أول الأشياء، ومن هذه الناحية علينا ككتاب أن نوجه أقلامنا نحو الصراع العولمي، لا الإسلام والإسلاميين، بل أمريكا ومصالح أمريكا وكل ذيولها في المنطقة.


6 - نهارك سعيد
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 5 / 5 - 11:36 )
أي بُني ..(ههههههههه)
تحياتي الحارة
اتفق معك في تشخيص المتدين تماما ، لكن
كيف السبيل وما هي الوسيلة ...؟؟
شكرا لدعمك موقفي فانا كتبت عن تقاطع المصالح بين أمريكا وربيبتها في المنطقة وهذا التقاطع يخدم -الوهابية - ويدعمها كقراءة متغلبة ..ومفروضة بقوة المال والسلاح ..
لك خالص مودتي

اخر الافلام

.. أوراق الجوافة..كيف تحضر مشروبًا مثاليًا لمحاربة السعال والته


.. دراسة: مكملات الميلاتونين قد تمنع الإصابة بحالة الضمور البقع




.. في اليوم الـ275.. مقتل 20 فلسطينيا بغارات على غزة| #الظهيرة


.. ترقب داخل فرنسا.. انطلاق الجولة الثانية للانتخابات التشريعية




.. اقتراح التهدئة.. تنازلات من حركة حماس وضغوط على بنيامين نتني