الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التسليح... ودموع التماسيح.

احمد محمد الدراجي

2015 / 5 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


دموع التماسيح أو التعاطف السطحي، الظاهري، النفاقي، الانتهازي هو مصطلح يصف المشاعر الكاذبة تجاه أمر ما، مثل تظاهر المنافق بالبكاء على حزن أو مصيبة وهو في الحقيقة لا يشعر بالحزن، وعديم المشاعر والأحاسيس.
يقول أهل الاختصاص إن التماسيح تستخدم أسلوب النحيب والبكاء أحيانا لكي تستدرج فريستها، ومن هنا جاء وصف دموع التماسيح، لأنها دموع كاذبة ووهمية، وأصبح مصطلح نفسي يصف مدعين البكاء والمنافقين.
التفسير العلمي لدموع التماسيح هو أن التمساح عندما يتحفز للانقضاض على فريسته تتكون لدية طاقه هائلة، ولأن جلده خالي من غدد تعرق، فان عرقه يخرج من مكان واحد وهو عينيه، وتفيد التقارير العلمية إن خروج الدموع من عيون التماسيح يكون بكميات كبيرة حينما تنقضّ على فريستها وتأكلها.
دموع التماسيح الحيوانية حالة طبيعية تكوينية، أما دموع التماسيح البشرية فهي حالة نفاقية تعبر عن تعاطف سطحي مصلحي انتهازي والغريب في الأمر أن ثمة اشتراك بين الجنسين، وهو أن تدفق الدموع منهما بغزارة يكون حينما ينقضان على الفريسة ويباشران بأكلها!!!!، ولكن لم تذكر الدراسات العلمية إن التماسيح تستمر في البكاء على فريستها بعد أن تلتهما وتصبح في خبر كان، أما التماسيح البشرية في العراق فإنها تذرف دموعها وتظهر تعاطفها النفاقي على فريستها بعد أن قضمتها، لتكمل ما خططت له من أجندات شخصية.
ما أكثر التماسيح البشرية في العراق، التي تعوم في بحر دماء أبنائه التي سُفكت بسب السياسات الطائفية والمناهج الانتهازية التي سارت وتسير عليها تلك التماسيح، لكن دموع تماسيح العراق متعددة الأنواع والمخارج، فتارة تكون على شكل قطرات صفراء تذرفها من عيونها التي لا تبصر إلا صور مصالحها وأجنداتها الشخصية، وتارة تكون على شكل فتاوى أو خطابات رنانة لتحريك الناس وتأجيجهم واستقطابهم طائفيا أو جهويا، وتارة تكون على شكل مواقف تجاه أحداث مفبرَكة مدبَرة ، وكان ولا يزال المذهب والطائفة والطائفية، هو بيت العزاء الذي تقيم فيه التماسيح مراسيم البكاء النفاقي والتعاطف السطحي والتأجيج النفعي، والفريسة في كل هذا هو الوطن والمواطن.
هنا نريد أن نسلط بعض الضوء على صورة من صور دموع التماسيح التي برزت بقوة على المشهد العراقي، تتعلق بقضية تسليح الكرد وأهل السنة العزل، فبعد أن امتنعت وماطلت وسوفت الحكومة ومن يفرض عليها إرادته في مسالة تسليح أهل السنة، وتركتهم فريسة لداعش ومليشيات الحشد الطائفي، والنزوح والغدر والخطف، في ظل صمت وسكوت الرموز الدينية، فبعد كل هذا وقفت هي والمرجعية وشخوصها السياسية وكتلها وحشدها ومليشياتها ضد تسليح الكرد وأهل السنة، ضد تسليح من يريد الدفاع عن نفسه وعياله وشرفه وأرضه وماله ووطنه، والذريعة هي السيادة والتقسيم، وراحت تذرف دموع التماسيح على السيادة وتهرج وتصرخ عليها، وكأن العراق يتمتع بشيء اسمه السيادة، متجاهلة في الوقت ذاته أن السيادة انتهكت وذبحت بسكين السياسات الفاشلة الطائفية الفاسدة الحاكمة والمتسلطة في العراق، والتبعية لدول الاحتلال، وخاصة الاحتلال الإيراني وصارت بغداد عاصمة الإمبراطورية الفارسية التي أعلنت عنها إيران . ومتجاهلة أيضا دعوات التقسيم المبطن والمقنن تحت عنوان الفدرالية والأقاليم وإقليم الوسط والجنوب وإقليم أو فدرالية البصرة.... التي انطلقت من نفس المعترضين على التسليح تحت شماعة السيادة والتقسيم.
وأخيرا نتساءل: من أين جاء الرافضون للتسليح بعلاقة التلازم بين السيادة والتقسيم وبين تسليح من يريد الدفاع عن نفسه وعياله وشرفه وأرضه وماله ووطنه؟!!!.
يقول السيد الصرخي الحسني في سياق جوابه على استفتاء رفع له حول قضية التسليح، تحت عنوان «نعم نعم للتسليح .. لوحدة العراق»:
((رابعاً : نحن ضد التقسيم وقلنا ونقول ونكرر ونؤكد قولنا :: كلا كلا للتقسيم ..كلا كلا للتقسيم ... لكن لابد من الإشارة والتأكيد على انه لا يوجد ملازمة بين تسليح من يريد الدفاع عن نفسه وعياله وشرفه وأرضه وماله ووطنه وبين التقسيم .)).
http://al-hasany.com/vb/showthread.php?t=413194
استفتاء: «نعم نعم للتسليح .. لوحدة العراق»








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خلافات بين نتنياهو والأجهزة الأمنية الإسرائيلية حول اقتراحات


.. صواريخ ومسيرات حزب الله -تشعل- شمال إسرائيل • فرانس 24




.. الانتخابات البريطانية.. بدء العد التنازلي للنتائج وترقب لمست


.. إيران تبدأ فترة الصمت الانتخابي قبل الجولة الثانية من انتخاب




.. الجيش الروسي ينشر صورا لاستهداف مقاتلة أوكرانية باستخدام نظا