الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غيروا فكرتكم عن إيران الدولة

حمدى السعيد سالم

2015 / 5 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


هناك فرق كبير فى العلوم السياسية بين الدولة التي تلتزم بقوانين الدول وسلوكها الدبلوماسي وبالقانون الدولي، وبين الحركات المارقة التي تقع خارج عالم الدول أيًا كان ما تفعله تلك الحركة أو ما تقدمه أو درجة تعاطفنا معها.....
الحركات والجماعات والتنظيمات السياسية المارقة والمتطرفة التي تعيش خارج نطاق الدولة وخارج العرف الدبلوماسي الدولي كثيرة جدا في منطقتنا.....
هناك «داعش» و حماس و حزب الله وجماعة الحوثي وأم الحركات المتطرفة التي خرجت من بطنها معظم الحركات والمعروفة بجماعة الإخوان...
لذلك أرى أن الخطر الأكبر على أمن المنطقة والعالم يكمن فى أى دولة تتصرف بمنطق الحركة......
وإيران خير مثال على ذلك. فمنذ ثورة الخميني حتى اليوم لا تتصرف إيران كدولةتلتزم بقوانين الدول وسلوكها الدبلوماسي وبالقانون الدولي.....
إيران تتصرف كحركة سياسية ثورية تنشد عدم الاستقرار في كل الإقليم....
لذلك نرى إيران تصدر ثورتها في صورة عنف متطرف، وتنشد تحويل المنطقة برمتها من حالة رشد الدولة إلى مراهقة الحركة....
إيران نجحت في بعض الأماكن مثل لبنان واليمن فى ذلك ...
إيران ليست دولة بالمعنى المتعارف عليه فى ابجديات العلوم السياسية فهى حركة ترتدى ثياب الدولة و تعيش خارج نطاق الدولة وخارج العرف الدبلوماسي الدولي ...
إيران ليست دولة بالمعنى المتعارف عليه فى العلوم السياسية ولكنها إلى الحركة الثورية أقرب لذلك نرى تأثيرها فى الفضاء السنى العام لدرجة أن حركة الإخوان المسلمين المشابهة لها فى التصرفات والأفعال ترى أن إيران نموذجا يحتذى !!!...
يجب أن نضع فى أذهاننا أن إيران ليست دولة بل هى حركة كما قلت وقصدى من هذا الوصف....
فأول العلم الوصف...
يجب أن ننظر إلى ايران من منظور انها حركة وليس دولة حتى نتجنب الوقوع في الفخ نتيجة لانطلاقنا من معطيات خاطئة مما يؤدي إلى فهم خاطئ وسياسات أكثر رعونة....
إيران حركة وليست دولة أو هى حركة تتخفى في ثياب الدولة...
وهذه النظرة لها تبعات ليس على دول المنطقة، وإنما على مجموعة «5+1» أو الستة الكبار الذين هم بصدد إبرام اتفاق نووي خطير مع حركة يظنونها دولة.....
لو نظر الغرب إلى إيران على أنها ليست دولة بل حركة لانتفى منطق الاتفاق معها، فالدول تتفق مع دول ولا تتفق مع حركات....
مفهوم الدولة الحركة يأخذنا بعيدًا في فهم سلوك إيران، وأيضًا يجعلنا نأخذ حذرنا إذا كان لدى السذج منا رغبة في إبرام اتفاق مع حركة تلبس لباس الدولة. له تبعات على الاتفاق النووي وله أيضًا تبعات على فهمنا لما يحدث في لبنان وسوريا والعراق واليمن....
النظر إلى إيران كحركة هو مفهوم جديد يفرض علينا سياسات جديدة ويجعل الدول العربية أقل خجلاً في استخدام حقها المشروع لاستخدام العنف داخل حدودها وأحيانًا خارجها.....
من هذا المنظور يصبح استخدام العنف ضرورة لبقاء الدولة ضد همجية وخطط إيران الحركة من أجل ضرورات الحفاظ على فكرة الدولة ...
ما تشهده منطقتنا اليوم من استقواء جماعات التطرف على الدولة العربية الحديثة من ناحية، واستقواء إيران (الدولة الحركة) على الفضاء السياسي العربي من ناحية أخرى...
وما يزيد الحالة تعقيدًا هو تقاطع المصالح بين إيران الحركة وجماعات التطرف، لأنهما من جنس سياسي واحد يفرض على أي دولة تريد لفكرة الدولة البقاء أن يصبح العنف عندها ضرورة وحتمية.....
مما لاشك فيه أن الدولة هي المؤسسة الوحيدة المخول لها استخدام العنف في أراضيها ولا أحد غيرها.....
على صعيد أخر نرى استقواء جماعات العنف السياسي المتطرف بأشكاله المختلفة وطوائفه المختلفة، سنيًا كان أم شيعيًا، يفرض على الدولة أن تكون عنيفة داخل حدودها وخارجها....
إيران الحركة تفاهمت مع حركة أو جماعة الحوثى للنيل من استقرار المنطقة ومن أجل توسيع المد الشيعى البحرى للتحكم فى المضايق التى تنقل من خلالها الطاقة فكان ما حدث فى اليمن !!!...
ومصر في حرب شبه يومية مع حركات متطرفة في سيناء، راعيها أو كفيلها القريب هو حماس، وراعيها البعيد هو الدولة الحركة التي تُسمى إيران ....
هذا الخطر سواء كان داخل الحدود كما في الحالة المصرية، أو خارج الحدود كما جماعة الحوثي بالنسبة للسعودية، يتطلب من الدولتين الإيمان المطلق بحق الدولة المشروع في استخدام العنف.....
قد يتساءل البعض لم أتهم إيران بأنها دولة - حركة، ولا أتهم الدول السنية مثلاً بذات الوصف؟ الإجابة بسيطة جدًا وهي تخص إلى حد كبير تاريخ الشيعة في الدولة الإسلامية....
الطائفة الشيعية كانت دائمًا في التاريخ الإسلامي تمثل منطق المعارضة لا منطق الدولة.... الحكم وإدارة السلطة كانت للسنة وكانت المعارضة للشيعة......
إيران ومنذ عهد الخميني وما بعده تصرفت كحركة معارضة،....
ولم تنجح إيران على مدى ثلاثة عقود أن تصبح دولة أو تخلق حالة موائمة بين الحركة والدولة أو المعارضة والنظام...
الغريب أن إيران الشاه التي لم تتبنَّ الموقف الطائفي، كانت تتصرف كدولة حتى وإن كانت مصالحها لا تتوافق مع مصالحنا....
موقف الشيعة كحركة معارضة ربما هو المسؤول الأول عن جعل إيران أقرب إلى الحركة منها إلى الدولة....
لأننا لو نظرنا إلى إيران كحركة لا كدولة تصبح عملية الفهم لسلوكها أيسر، ويصبح رسم السياسات تجاهها أقل ضبابية وتشويشا....
لو نظرت الدول الست الكبار التي تتفاوض مع إيران حول ملفها النووي كحركة لا دولة، يصبح الاتفاق مع إيران أشبه بأن تتفاوض مع «القاعدة» حول ملكية السلاح النووي، وينتهي كل هذا الحوار الهزلي الدائر في سويسرا.....
الدولة الحركة لا تتخص إيران بها وحدها أو لن تخص إيران وحدها....
فمراهقة الحركات عدوى مثلها مثل العدوى الفيروسية ...
ولدينا في الدول العربية بعض الدول الصغيرة التي تنجذب إلى فكرة الحركة كما تنجذب الفراشة إلى النور....
مراهقة الحركة مغرية للدول الصغيرة مثل قطر ، وربما بعد فترة لن تكون إيران وحدها الدولة الحركة في الإقليم، فعدوى الحركات ليس بالأمر البسيط....


حمدى السعيد سالم
صحافى ومحلل سياسى واستراتيجى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30